صراعات الدول، والحروب الداخلية والخارجية، واستنزاف الشعوب والمجاعات والنزوح من البلدان واللجوء وغيرها من مظاهر التشريد والتغرب والنفي من الأوطان، والحكومات الجائرة، وتشرُّد أبناء هذه الشعوب إلى دول أخرى... كل ذلك ترجع أسبابه إلى السياسات المتبعة في هذه البلدان، السياسة ودناءتها هما السبب الرئيسي وراء هذه الأزمات الشعبية، فضلاً عن الركض وراء السلطة والظلم ومصالح الحكام على حساب أبناء الشعب.

نلاحظ الدول المجاورة في المنطقة وما يحل بها وما لا نود حصوله في أي مكان أو بقعة في العالم، فنرى تشرد الأسر والفقر والموت وجوع الصغار، وسط قساوة هذا الجو البارد في بعض الدول. ونرى كم أن هنالك دولاً بها نزاعات عنصرية طائفية تخلق العداء والطبقية بين أبناء شعبها، ويصبح الشعب فئات وأحزاباً، مما يخلق مجتمعاً متفككاً غير متجانس، وبالتالي يؤدي إلى النبذ والافتراق، والتأثير على نهضة الوطن وتقدمه.

Ad

جميع ذلك من مظاهر الجاهلية الأولى، ولذا فإن الشعوب المتقدمة لا تهتم بهذه التوافه والفروق، بل بإنجاز كل فرد لمهامه من أجل تقدم ونهضة الوطن، في موازاة تركيز المجتمع الشرقي والإسلامي على جعل المجتمعات أكثر طبقية ونزاعا وخصومة للأسف، مما يورث القلب حزنا على ما يحل بها من دمار وقتل وعدم طمأنينة.

أولاً وأخيراً، ووسط ذلك كله، الحمد لله على أن لدينا نحن الكويتيين أميراً كالشيخ صباح الأحمد، الحمد لله على حكمته وصبره وبصيرته لحل أي نوع من النزاعات منذ كان وزيرا للخارجية حتى أصبح أميرا للبلاد، حفظه الله وأطال في عمره فخرا لنا وللخليج كله بل للأمة العربية والإسلامية، فعلى هذه الأرض الكريمة نعيش تحت ظل آل الصباح الكرام، عيشة كريمة رحيمة ولله الحمد، ونتميز عن غيرنا من الشعوب، فالديمقراطية نهجنا في التعبير، عبر إبداء الرأي دون المساس أو الخطأ في الآخرين، مع تقديمنا نقداً بناء لمصلحة الوطن والمواطن.

وها نحن نحتفل وكلنا فخر بمناسبة تولي أميرنا الغالي مقاليد الحكم، أدامه الله لنا وللأمة العربية والإسلامية، فنلاحظ منذ تقلد سموه للحكم، مبادراته لخير هذه الأمة وأبنائها، ومما يزيدنا حمدا لله تعالى ما نراه كلما نظرنا إلى أحوال من حولنا دون استثناء من دول مجاورة أو شقيقة... نحمد الله على نعمة الكويت، ونعمة الشيخ صباح، فهو السند لهذا الوطن والملهم والقدوة الحسنة بالحكمة والحنكة السياسية في المنطقة، وعندما يتحدث التاريخ عن المدرسة الدبلوماسية والحكمة السياسية فنحن هنا نتحدث عن الشيخ صباح.

نحن، الكويتيين، تعرضنا للكثير من الإساءات ومن دول قريبة وشقيقة ومجاورة، ورغم أننا لن ننساها ولن ننسى مواقفها معنا من تحريض وفتن، فإن حكمة سموه كانت الرد الأذكي على جميع هذه المهاترات، وكان الصمت الحكيم هو الجواب البليغ عليها لإخمادها، حفظ الله أميرنا ودولتنا الكويت من كل شر وبغي وعدوان.