غداة الاتصال بين الرئيس اللبناني العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سحب فتيل الأزمة بين بعبدا وعين التينة، والتي شهد الشارع، لا سيما منطقة الحدث، أحد أخطر فصولها، زار وفد مشترك من "حزب الله" وحركة "أمل" الحدث، أمس، حيث كان في استقبالهم رئيس بلديتها وأعضاؤها ومسؤولو "التيار الوطني الحر" في المنطقة بهدف تطويق ذيول التوتر، الذي عاشته المنطقة ليل الأربعاء الماضي.

واعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي عمّار أنّ "رئيس الجمهورية ميشال عون شخصية مليئة بالأبوة والوطنية والتسامي والترفّع فوق كل الاعتبارات، لما يمثله من نضال لحفظ كرامة لبنان وسيادته"، لافتا إلى أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري، هو شخصية تمثل قيمة انسانية ووطنية كبرى وحريصة كل الحرص على امن لبنان، باعتبارها حاملة شعلة الإمام موسى الصدر. والقامة الثالثة هي شخصية الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله التي تستخلص في داخلها روح المقاومة اللبنانية في وجه الارهاب والاحتلال".

Ad

وشدد عمّار: "إننا حريصون أشد الحرص على تحصين وتمكين الوحدة الداخلية والوطنية والمصير المشترك"، مشيدا "بجميع الذين أسقطوا بوعيهم ما يريده العدو الإسرائيلي لهذا البلد السيد الحر المستقل".

وأضاف: "سحقا لجميع مريدي الفتنة والتسلل إلى أبناء الصف الواحد والعيش والمصير الواحد، وورقة التفاهم (بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله") باقية ما دامت الدماء تسري في عروقنا، ولن نسمح لأحد بمسّ الوحدة الوطنية".

وختم عمار: "خسئت الطائفية والمذهبية، وطائفتنا الوحيدة هي لبنان الواحد الموحد".

شركاء الوطن

وأعلن عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب آلان عون أنّ "وجودنا هنا يأتي لتأكيد أننا على مستوى المسؤولية وتحت رعاية رؤسائنا الثلاثة والسيّد نصر الله، ومصرون على أننا لن نسمح بأن يتحول أي إشكال سياسي في البلد إلى إشكال بين اللبنانيين".

وأردف: "رسالتنا إلى حركة أمل أن كرامتنا من كرامة الرئيس بري، وسنبقى شركاء في هذا الوطن، ورسالتنا لحزب الله هي أننا مؤتمنون على التفاهم الذي حصل بيننا، ونقول لكل القوى السياسية إن هذا التفاهم مستمر".

وأكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي أنّنا "نشترك في إيماننا بالله الواحد وفي الدين الواحد، ولو تعددت الديانات، ونحن في حركة أمل، وردا على كل الإساءات التي حصلت في الأيام الماضية، نؤكد ان السيد المسيح يحتل في حركتنا وفي فكرنا وفي ثقافتنا موقعا مميزا ومتقدما، فهو الثائر على الظلم وعلى الفساد، وعلينا جميعا على رغم اختلافاتنا في المقاربات السياسية أن يكون موقعنا دائما من أجل خدمة الإنسان وصون كرامته".

ورداً على سؤال، قال بزي: «لم نطلب اعتذارا من باسيل، بل عليه ان يعتذر إلى جميع اللبنانيين».

وختم بزي: "الجميع يعلم أنه ليس لحركة أمل أي علاقة بما جرى في الحدث أو بما حصل على الأرض، ونعلن باسم الرئيس بري أمام اللبنانيين عن اعتذارنا عن أي إساءة لحقت بهم"، مشددا على أن "حركة أمل لا ولن تغطي أيّ مخل بالأمن يستهدف حياة اللبنانيين".

واختتم اللقاء بتشابك الايادي ورفعها والقول معا: "كما أننا يد واحدة نحن قلب واحد".

رئيس الجمهورية

في السياق، طغت أمس الأجواء الإيجابية التي شهدتها التطورات السياسية الاخيرة على محور اللقاءات التي عقدها الرئيس عون في قصر بعبدا أمس الأول. وتحدث عون أمام زواره عن التطورات والظروف التي عاشها لبنان في الآونة الاخيرة، مؤكداً ان ا"لامور عادت الى ما كانت عليه وتمت تسوية الاوضاع"، مجدّداً الدعوة الى "حل كل الخلافات ضمن الأجهزة المختصة والمؤسسات وليس في الشارع".

وختم عون بالقول إن "جزءا من الثقافة هو احترام القوانين والتزامها، وعلى الشباب ان يتعلم تحمل المسؤولية، فالجيل الصاعد هو من سيتسلم لاحقاً مراكز المسؤولية وعليه ان يتربى على ذلك".

من ناحيته، اعتبر بري خلال استقباله وفداً نسائياً من الجمعيات والمؤسسات والهيئات الاجتماعية والتربوية والإعلامية والنسائية من مختلف المناطق، أمس، أنه "مهما حصل من مشاكل يبقى أن نحافظ دائماً على الأمن والاستقرار في البلد لمواجهة التحديات الكبيرة، والجميع يعرف ماذا يجري اليوم في المنطقة".