مع دخول عملية "غصن الزيتون" التركية أسبوعها الثالث، بدأت فصائل الجيش الحر قصفا تمهيدا لاقتحام بلدة راجو، المعقل الاستراتيجي لوحدات حماية الشعب الكردية، في ريف عفرين الغربي، في وقت أمطرت قوات الرئيس السوري بشار الأسد غوطة دمشق الشرقية بأكثر من 100 صاروخ.

وأوضح قائد عسكري في غرفة عمليات "غصن الزيتون" أن "عملية اقتحام راجو انطلقت من محوري جنديرس، وجبل برصايا وسط تمهيد مدفعي وبالأسلحة الرشاشة وقصف جوي من قبل الطائرات التركية على مواقع الوحدات الكردية".

Ad

وغداة سيطرة فصائل المعارضة على ناحية بلبل وعدد من القرى وتوجهها نحو عفرين، وجه الجيش التركي رسائل نصية إلى هواتف أهالي المدينة باللغات التركية والعربية والكردية، تدعوهم إلى "التوحد ضد الوحدات الكردية".

وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام عدة مناطق في الغوطة الشرقية بأكثر من 100 صاروخ وغارة، تركز معظمها على بلدتي مسرابا وأوتايا ومدينتي دوما وحرستا.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الهجوم، الذي أدى إلى وقوع عدد من الجرحى وأضرار مادية كبيرة، ترافق مع اشتباكات عنيفة إثر محاولة قوات النظام التقدم في محيط وأطراف مدينة عربين.

كما أفاد المرصد بمقتل 20 مدنيا على الأقل في غارات نفذتها قوات النظام أمس الأول على بلدتي جزرايا وآباد في ريف حلب الجنوبي ومدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي.

سياسيا، اعتبرت دمشق أمس الأول أن البيان الختامي لمؤتمر سوتشي، الذي تضمن الاتفاق على تأليف لجنة دستورية من الحكومة والمعارضة، يشكل "اللبنة الأساسية" لمسار الحل السياسي، ويمثل "قاعدة صلبة" لأي محادثات مقبلة تهدف إلى تسوية النزاع.

وفي أول تعليق رسمي، ربط مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأمر بأنه "أول مؤتمر يجمع هذا العدد الكبير من السوريين، ويعكس مختلف شرائح المجتمع السياسية والاجتماعية"، مؤكدا أن "هذا يجعل ما تمخض عنه أرضية شرعية ومنطلقا وحيدا وأساسا ثابتا لأي مسار سياسي".

وأشاد المصدر ذاته بتمسك البيان الختامي، الذي لم يتطرق إلى مصير الأسد، "بالثوابت الوطنية بما يتعلق بالحفاظ على سيادة ووحدة سورية أرضا وشعبا، وحق الشعب الحصري في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي".

في المقابل، وجهت نحو 150 جمعية ومنظمة تمثل المجتمع المدني السوري رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس تتهمه فيها بمكافأة روسيا بإيفاده مبعوثه الخاص ستيفان ديميستورا إلى سوتشي، وبالتالي إضفاء "الشرعية" على المؤتمر، معتبرة أنه كان الأجدى به أن يفرض على النظام المشاركة بجدية في مفاوضات جنيف.

وردا على هذه الانتقادات، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن روسيا قدمت ضمانات على أن نتائج مؤتمر سوتشي ستشكل "مساهمة" في مفاوضات جنيف.

في هذه الأثناء، دخلت سفينة الإنزال "تسيزار كونيكوف" أمس حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد عبورها مضائق البحر الأسود في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري، حيث تتموضع قاعدة النقل والإمداد التابعة للقوات البحرية الروسية. ووفق مواقع إلكترونية تركية، فإنه استنادا إلى عمق غطس هيكل السفينة، التي قامت بـ9 رحلات مماثلة إلى سواحل سورية، يمكن التوصل إلى استنتاج أنها محملة بشكل كبير.