علمت «الجريدة» من مصدر مصري مطلع، أن التنسيق الأمني مع حركة حماس الفلسطينية، بشأن الأوضاع على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، مستمر، رغم ما تمر به المصالحة الفلسطينية، التي ترعاها القاهرة منذ أكتوبر الماضي، من تعثر يقترب إلى مرحلة الفشل، وفق مراقبين.وقال المصدر إنه «لا خلافات مع (حماس) حالياً، تبادل المعلومات لضبط الحدود مازال قائما»، موضحا أن القاهرة تتعامل مع ملف المصالحة بشكل منفصل عن تنسيقها مع «حماس» لضبط المنطقة الحدودية، التي تشهد نشاطا ملحوظا للجماعات الإرهابية.
ولفت إلى أن مصر أمدت الجانب الفلسطيني بمعدات لضبط الحدود، تمثلت في «كاميرات ونظارات رؤية ليلية وأسلاك شائكة»، نافيا ما تناقلته مواقع إخبارية عن قيام الحركة بسحب عناصرها التي نشرتها أخيرا على طول الشريط الحدودي مع مصر لضبط الحركة في الأنفاق المنتشرة هناك.وتعتمد الجماعات الإرهابية في سيناء على قطاع غزة في الحصول على الدعم اللوجستي، وقد اشتكت مصر من عدم قيام حركة حماس بدورها في تأمين الشريط الحدودي، إلا أن القاهرة تمكنت من الوصول إلى تفهمات مع الحركة الفلسطينية دفعها إلى تشديد الإجراءات الأمنية، ومنع وصول العناصر المتطرفة أو المؤن إلى التنظيمات الإرهابية في سيناء.وأصدر تنظيم «ولاية سيناء» - الفرع المصري لتنظيم داعش- أخيرا مقطع فيديو بعنوان «ملة إبراهيم»، أفتى فيه بردة «حماس» وتكفير عناصرها، متهما إياها بالتنسيق مع قوات الأمن المصرية، والتضييق على العناصر المجاهدة، وفق وصف التنظيم الإرهابي.وقال القيادي السابق في تنظيم «الجهاد» نبيل نعيم لـ«الجريدة»: «قطاع غزة يعاني أوضاعاً معيشية صعبة، والغزاويون يحملون (حماس) مسؤولية تلك الأوضاع، لذلك فإن الحركة وافقت على المقاربات التي طرحتها الحكومة المصرية بشأن المصالحة مع حركة فتح والتنسيق الأمني، مقابل حدوث انفراجة في الخدمات لمصلحة القطاع المحاصر إسرائيلياً».وتابع: «(حماس) تدرك أن الحفاظ على علاقات طيبة مع مصر بمثابة إنقاذ استراتيجي لها». إلى ذلك، علمت «الجريدة» أن مصر تجهز حالياً لإعادة جلسات الحوار بين «حماس» و«فتح»، وأن لجنة مصرية تقيم ما تم تنفيذه بين الأطراف المختلفة، وأن جهات سيادية مصرية أكدت للفصائل الفلسطينية أنها لن تنحسب من ملف المصالحة، وستظل تعمل على رعايته.
دوليات
القاهرة تنسِّق مع «حماس» رغم تعثر المصالحة
03-02-2018