فنزويلا: مادورو «الشعبوي» مرشح «منطقي» لولاية جديدة

نشر في 04-02-2018
آخر تحديث 04-02-2018 | 00:02
الرئيس الفنزويلي الاشتراكي الشعبوي نيكولاس مادورو
الرئيس الفنزويلي الاشتراكي الشعبوي نيكولاس مادورو
اختار الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في فنزويلا، أمس الأول، الرئيس الشعبوي نيكولاس مادورو ليكون مرشحه "المنطقي" في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجري قبل نهاية أبريل في هذا البلد الذي يشهد أزمة اقتصادية.

وقال المسؤول الثاني في المعسكر الرئاسي ديوسدادو كابيلو، خلال اجتماع سياسي حضره مادورو: "أنتم رسميا مرشح الحزب الاشتراكي الموحد في فنزويلا".

وتسلم مادورو، الذي كانت ترافقه زوجته سيليا فلوريس، راية الحزب الاشتراكي فيما كان نحو 500 مندوب للحزب يهتفون "نعم". وقال مادورو "نتجه إلى فوز كبير".

وذكر كابيلو، نائب رئيس الحزب الحاكم، أنه "من المنطقي تماما ان يكون نيكولاس مادورو مرشح الثورة البوليفارية لهذه الانتخابات. انه اخ ورفيق، لا مأخذ على سلوكه (...) سنفوز، لا أشك في ذلك، وبشكل كبير".

ويخوض مادورو (55 عاما) هذه الانتخابات رغم أنه لا يتمتع بقوة الشخصية، والقدرة على الخطابة التي كان يمتلكها سلفه الراحل هوغو تشافيز.

وإن تحسنت شعبية مادورو قليلا في الأونة الاخيرة، فإن نسبة عدم الرضا عنه في صفوف الفنزويليين، بحسب معهد ديلفوس للاستطلاعات، تبلغ سبعين في المئة، ويحمّله قسم كبير من هؤلاء مسؤولية التضخم الهائل، وأزمة المواد الغذائية والادوية التي تشهدها البلاد التي تملك ثروة نفطية هائلة.

ويسيطر مادورو، الذي تنتهي ولايته في يناير 2019 مع معسكره، على جميع مؤسسات الحكم، باستثناء البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة، في حين جدد الجيش، أمس الأول، تأكيد ولائه لرئيسه.

ويلقى مادورو دعم روسيا والصين، في وقت يشهد الاقتصاد الفنزويلي تدهورا، لكنه يواجه عزلة متنامية وعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، اللذين ينددان بـ"انحراف استبدادي" للسلطة في فنزويلا.

وأعلن مادورو "خطة للدفاع الشعبي" ضد "كل محاولة انقلاب"، وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون، الذي كان أشار الخميس الى دور العسكريين في أميركا اللاتينة، حيث يقوم بجولة.

واستبعد تليرسون التدخل عسكريا في فنزويلا، مؤكدا أنه مع "انتقال سلمي"، ويفضله على "التغيير العنيف".

ووصف مادورو تصريحات تيلرسون بأنها "تهديدات خسيسة"، في حين رأى فيها وزير الدفاع الفنزويلي فلادمير بادرينو، في بيان بثه التلفزيون، تحريضا على "أن نتحول، نحن (العسكريين)، إلى عميل للتغيير".

كانت الجمعية التأسيسية الفنزويلية، التي تملك سلطات واسعة، ويهيمن عليها أنصار النظام، دعت الأسبوع الفائت إلى انتخابات رئاسية مبكرة قبل نهاية أبريل 2018، مفاجئة بذلك المعارضة المشتتة والضعيفة. ولا تعترف هذه المعارضة وكذلك بعض الدول بالجمعية التأسيسية. وفور إعلان الانتخابات الرئاسية، وبينما لم تختر المعارضة حتى الآن مرشحها، بدأ مادورو حملته الانتخابية من خلال أشرطة فيديو تمجد أفعاله، تبث باستمرار، واجتماعات سياسية يرقص فيها السالسا، إضافة إلى الدعم الموجه من الدولة للنساء الحوامل، وأصحاب الاحتياجات الخاصة.

وعلاوة على ذلك، فإن القضاء المتهم بالخضوع للسلطة، أزاح تحالف المعارضة "طاولة الوحدة الديمقراطية" من السباق الرئاسي بوصفه تشكيلا سياسيا.

وفاجأ إعلان ترشيح مادور قبل 48 ساعة من الموعد الذي كان متوقعا الاحد مجددا خصومه، وشكل ضغطا على المفاوضات الجارية بين السلطة والمعارضة.

back to top