أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس ضبط 6 أشخاص، على خلفية اتهامات بالتخطيط للقيام بأعمال شغب وعنف خلال فترة الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس المقبل.وقالت الوزارة، في بيان، إن قوات الامن استهدفت اجتماعا تنظيميا للأشخاص الستة الذين وصفتهم بأنهم قيادات بجماعة الاخوان المسلمين المصنفة «إرهابية» في مصر بمدينة المنصورة، التي تبعد نحو 120 كيلومترا شمال شرق العاصمة.
وأضاف البيان أنه عثر بحوزتهم على مبالغ مالية وجهازي كمبيوتر (لاب توب) وبعض الأوراق التنظيمية التي تحتوي على مخططات للجماعة خلال المرحلة المقبلة، مشيرا الى تحديد مخزن لأدوات مزمع استخدامها في تنفيذ ذلك المخطط بمحافظة الشرقية المجاورة.ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية خارج مصر أيام 16 و17 و18 مارس المقبل، على أن تجرى في داخل البلاد ايام 26 و27 و28 من الشهر ذاته.وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت «قائمة مبدئية» للمرشحين للانتخابات الرئاسية، ضمت الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي مرشحا لفترة ثانية، ورئيس «حزب الغد» الليبرالي المهندس موسى مصطفى.
اجتماعات موسى
وبعد يومين من إغلاق الهيئة الوطنية للانتخابات باب تلقي الاعتراضات من المرشحين للانتخابات الرئاسية، دون أن يقدم أي منهما اعتراضات على الطرف الآخر، الأمر الذي يختصر كثيرا من إجراءات الهيئة، قال سمير عبدالعظيم المستشار القانوني لحملة المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى، للتعريف ببرنامجه الانتخابي، إن موسى اجتمع أمس بأعضاء الحملة لتحديد مساراتها، كما عقد اجتماعا مع ممثلين عن «القبائل العربية» في 6 محافظات، مؤكدا أنهم يعملون بشكل متواصل للحصول على أكبر قدر من الدعم في الانتخابات.إلى ذلك، دخل وزير الأوقاف محمد مختار جمعة على خط الداعين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكداً أن المشاركة الإيجابية في العملية الديمقراطية مطلب شرعي ووطني، وأن الإدلاء بالصوت أمانة ينبغي على كل إنسان القيام بها، واضاف: «الحفاظ على مصالح الأوطان من صميم الواجب الديني والوطني، ولا يمكن أن نترك أمن أوطاننا لمن يعبث به فعلا أو قولا».المفتي
بدوره، أكد مفتي الديار المصرية شوقي علام أنه «لا يوجد نص شرعي يحدد طريقة اختيار الحاكم أو المسؤولين، ولكن تُرك الأمر وفقا لنظام كل عصر وزمان، فقد تكون نظم الاختيار القديمة غير ملائمة لمصالحنا في زماننا المعاصر».وأضاف علام، خلال حلقة برنامج «حوار المفتي»، الذي تمت إذاعته أمس الأول، أن النبي تُوفي ولم يحدد أحدا بعينه لتولي أمر المسلمين من بعده، لكن ترك الأمر بين المسلمين، والناس عندما اختاروا أبا بكر بنوا اختيارهم على بعض المعايير والسمات التي وجدت فيه.وأوضح أن الإسلام لم يكن جامدا بل متقبلا لكل فكرة تصلح لإدارة شؤون الأمة، مما يؤكد أن الباب مفتوح لكل رأي، والإمام السيوطي قال عن هذا الأمر: «إن تصرف الإمام في الرعية منوط بالمصلحة»، وأكد أن «الديمقراطية تعطي آليات وأدوات لكيفية تداول السلطة، ونحن نقبل منها ما يؤدي مصلحتنا». واردف: «لما نظرنا في فكرة الديمقراطية وجدنا أن معناها هو حكم الشعب، وتجربتنا المصرية تؤكد منذ قديم الزمان منذ دستور 1923 وحتى دستور 2014 أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع».الحركة المدنية
في المقابل، عبرت «الحركة المدنية الديمقراطية» عن «قلقها العميق» إزاء تلك التصريحات التي أدلى بها الرئيس السيسي خلال تدشينه العمل في حقل ظهر الغازي العملاق بمياه البحر المتوسط، الأربعاء الماضي، حيث انتقد السيسي ممارسات بعض الجماعات التي لم يسمِّها.واعتبر السيسي ان تلك السياسات تأخذ المصريين بعيدا عن الطريق الصحيح، وقال نصا: «من أراد النيل من مصر فعليه الخلاص أولا منه (أي الرئيس السيسي) والجيش أولا». وقالت الحركة، التي تضم 7 أحزاب و150 شخصية معارضة في مصر، في بيان أصدرته أمس الأول، إن كلمة الرئيس السيسي تضمنت دلالات وإشارات شديدة اللهجة، معترضين على ما اعتبروه انتقاصا من ثورة 25 يناير 2011، التي مجدتها ديباجة الدستور المصري الحالي، وهو الدستور الذي يستمد منه النظام القائم شرعيته، رافضين ربط الأمن بشخص الرئيس وبقائه في منصبه.وكان المحامي محمد سالم، تقدم الخميس الماضي ببلاغ إلى النائب العام ضد 13 عضوا من قيادات «الحركة المدنية الديمقراطية»، يتهمهم بالتحريض على قلب نظام الحكم، والإضرار بالاقتصاد والأمن القومي.وذكر البلاغ أنه في يوم الثلاثاء الماضي 30 يناير 2018 قام المشكو في حقهم، بالاشتراك مع آخرين، بعقد مؤتمر صحافي بغرض إثارة الرأي العام والتحريض ضد الدولة والإساءة إلى مؤسساتها في الداخل والخارج، وبث روح التشكيك والإحباط والفتنة بين الشعب.أبوظبي
في الأثناء، وبعد أيام من تقدم الرئيس السيسي بأوراق ترشحه لفترة رئاسية ثانية، وقبل نحو شهر ونصف من انعقاد جولتها الأولى، قالت مؤسسة الرئاسة المصرية، أمس، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيبدأ زيارة للإمارات، بعد انتهاء زيارته لعمان، المفترض أن تبدأ خلال الساعات المقبلة.وقال الناطق الرئاسي السفير بسام راضي إن زيارة السيسي لأبوظبي ستشهد لقاء بين الرئيس وشقيقه ولي عهد أبوظبي، الشيح محمد بن زايد آل نهيان، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، والتشاور بشأن آخر مستجدات الأوضاع على صعيد القضايا العربية والإقليمية والدولية.