مصر| مليون رأس ماشية «ألمانية» لتقليص الفجوة الغذائية
على غرار المشروعات القومية، التي تدشنها الدولة المصرية مؤخرا، ضمن مساعيها لتقليل الاستيراد من الخارج، وتوفير العملة الصعبة، تعول القيادة السياسية في مصر على مشروع «المليون رأس ماشية»، المقرر الإعلان عن ثماره نهاية الأسبوع الجاري، عقب عودة الرئيس عبدالفتاح السيسي من زيارته لعُمان.وتأتي أهمية المشروع في ظل الارتفاع الملحوظ في أسعار اللحوم، خلال السنوات الأخيرة، بالتوازي مع زيادة حجم الاستهلاك السنوي في مصر، الذي يصل إلى 10 ملايين طن من اللحوم الحمراء، منها 60 في المئة مستوردة، و40 في المئة محلية، كما أن متوسط نصيب الفرد من استهلاك اللحوم يصل إلى 8 كيلوغرامات، بينما يرتفع هذا المتوسط ليصل إلى 30 كيلوغراما في الولايات المتحدة، و28 كيلوغراما في أوروبا.وأكدت نائبة وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية والداجنة منى محرز أن المشروع يسهم في تقليص الفجوة الغذائية، وتعويض النقص من اللحوم الحمراء، مشيرة إلى الاستفادة من 3 سلالات ألمانية في مشروع المليون رأس ماشية، تتعايش مع المناخ المصري، وتعمل على زيادة الإنتاج من اللحوم والألبان.
18 مليون رأس
إلى ذلك، قال مصدر مسؤول في وزارة الزراعة، لـ«الجريدة»، إن تعداد قطعان الثروة الحيوانية في مصر يبلغ 18.250 مليون رأس، منها 3.8 ملايين رأس من الجاموس، و4.7 ملايين من الأبقار، و5.4 ملايين من الأغنام، و4.2 ملايين من الماعز. وتابع المصدر: «الرئيس السيسي أطلق المشروع بهدف توفير اللحوم الحمراء في الأسواق بما يتناسب مع احتياجات المواطنين، وتوفير جميع منتجات الألبان بأسعار مناسبة، إضافة إلى الحد من استيراد اللحوم من الخارج، ومن ثم توفير العملة الصعبة».وأضاف أن ثمار المشروع بدأت بـ200 ألف رأس من الأبقار، منها 180 ألف رأس «عجول تسمين»، و20 ألف رأس أبقار حلابة تم استيرادها من الخارج، على أن تكون نقطة الانطلاق في منطقة غرب النوبارية بمحافظة البحيرة (شمال غرب القاهرة)، حيث تم تخصيص 350 فدانا في طريق مصر الإسكندرية، تتبع مركز البحوث الزراعية لبدء المشروع.ويضم المشروع أيضا محطتين للإنتاج الحيواني في منطقة «اليشع» بالنوبارية، إلى جانب محطة أخرى تابعة لصندوق التأمين على الماشية بهيئة الخدمات البيطرية، كما أن هناك مصنع أعلاف ومجزرا تابعين للصندوق تم ضمهما إلى المشروع لبدء الإنتاج.300 مليون دجاجة
في مسار موازٍ، أدرجت الدولة مشروع «300 مليون دجاجة»، في إطار العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بتنمية الثروة الداجنة وإعادة هيكلتها من جهة، وتطوير المزارع المقامة في مواقع تتفق مع الاشتراطات الوقائية الحيوية، لزيادة فرص الاستثمار في أنشطة القطاع، وبالتالي حماية استثمارات تبلغ 65 مليار جنيه، والحفاظ على 250 مليونا من الطيور الريفية.وكشف تقرير لوزارة الزراعة أن المشروع بدأ في عدد من المزارع في 5 محافظات، الشرقية والبحيرة وقنا وأسوان ومطروح، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن ومواجهة غلاء الأسعار، والبدء في خطة تنفيذية عاجلة لنقل مزارع الدواجن خارج الوادي والدلتا إلى الظهير الصحراوي للسيطرة على أمراض الدواجن، التي قد تسبب أضرارا للمواطنين، خاصة بعد تحديد الضوابط والاشتراطات المعمول بها لإقامة مزارع الدواجن في الأراضي الصحراوية، وكذلك مزارع الإنتاج الحيواني والأنشطة المتعلقة.يذكر أن الحكومة المصرية حرصت مؤخرا على زيادة إنتاج اللحوم الحمراء والداجنة، لمواجهة الارتفاع الهائل في الأسعار، حيث بلغ كيلو اللحم الأحمر في القاهرة بين 130 و150 جنيها، بينما وصل في بعض المحافظات بين 90 و100 جنيه للكيلو، كما توسعت الحكومة في إنشاء عدد من المزارع السمكية، وآخرها مشروع «بركة غليون» للاستزراع السمكي.