نشر «مذكرة الجمهوريين» يعيد شبح «فضيحة ووترغيت»

موسكو: واشنطن تدفعنا إلى سباق تسلح نووي

نشر في 04-02-2018
آخر تحديث 04-02-2018 | 00:10
أميركيون يرشقون بأحذيتهم شاشة يظهر عليها ترامب ملقياً خطاب حال الاتحاد الثلاثاء الماضي (اي بي أيه)
أميركيون يرشقون بأحذيتهم شاشة يظهر عليها ترامب ملقياً خطاب حال الاتحاد الثلاثاء الماضي (اي بي أيه)
سماح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر مذكرة سرية أعدها أعضاء حزبه الجمهوري في "الكونغرس" للتشكيك في قانونية التحقيق الذي تجريه وكالة "FBI" بشأن تواطؤ حملته الانتخابية مع موسكو في 2016، قرّب الولايات المتحدة من أسوأ أزمة سياسية منذ "فضيحة ووترغيت"، التي أطاحت الرئيس ريتشارد نكسون في السبعينيات.

ومع دخول التحقيق المتشعب مع أعضاء ومستشارين بحملة ترامب مساراً تصادمياً علنياً بين "البيت الأبيض" والحزب الجمهوري من جهة، ووكالة التحقيقات الفدرالية من جهة أخرى، حذر أعضاء بارزون في الحزب الديمقراطي الرئيس الأميركي، مطالبين إياه بعدم استخدام المذكرة المثيرة للجدل "ذريعة" لإقالة المستشار الخاص الذي يتولى التحقيق في مزاعم تدخل روسيا بالانتخابات الرئاسية، روبرت مولر، الذي عينه قبل 6 أشهر خلفاً لجيمس كومي.

وقال الديمقراطيون، في بيان موقع من زعيم الأقلية بـ"مجلس الشيوخ" تشاك شومر وزعيمة الأقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي وثمانية مسؤولين بارزين آخرين في الحزب، إن "اتخاذ مثل هذا الإجراء قد يؤدي إلى أزمة دستورية لم تشهدها الولايات المتحدة منذ مجزرة ليلة السبت" بعهد الرئيس نكسون، الذي أقال مسؤولين في وزارة العدل قبل انكشاف فضيحة تجسسه على الحزب الديمقراطي.

واعتبر الديمقراطيون أن الهدف من المذكرة "إعاقة التحقيقات مع حملة ترامب الانتخابية"، لافتين إلى أنها تستهدف عنصراً واحداً من عدة عناصر يتضمنها التحقيق.

من جهته، دعا مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريس راي الموظفين إلى عدم الاكتراث بهجوم الرئيس والجمهوريين في "الكونغرس"، مشدداً على استقلالية الوكالة.

وقال راي، في رسالة داخلية لموظفي الـ"FBI" البالغ عددهم 35 ألف شخص، إن "الكلام رخيص، العمل الذي قمتم به هو ما سيصمد"، متعهداً بمواصلة التحقيق.

وتتهم المذكرة، التي أعدها الجمهوريون، "FBI" بإساءة استخدام السلطة، وتزعم أن مكتب التحقيقات استخدم "أدلة لا أساس لها" للتجسس على أحد مساعدي ترامب.

وفي وقت لاحق، قال البيت الأبيض إنه لن تجري "أي تغييرات" في وزارة العدل.

وأكد ترامب، أمس، أن المذكرة تبرئه في التحقيق الروسي الذي وصفه بأنه «اضطهاد». وفي تغريدة لم يستخدم بها صيغة المتكلم، كتب الرئيس أن «المذكرة تبرئ تماماً ترامب في التحقيق، لكن الاضطهاد الروسي مستمر إلى ما لا نهاية».

وأضاف: «بعد سنة من البحث المستمر الذي لم يسفر عن أي نتيجة، فإن تهمة التواطؤ قد سقطت»، موضحاً أن القضاء لم يواجه أيضاً أي «عقبة».

وخلص ترامب إلى القول إن متابعة التحقيق «عار على أميركا»، مواصلاً من خلال هذه الكلمات التشكيك في نزاهة كبار المسؤولين بوزارة العدل ومكتب التحقيق الفدرالي.

إلى ذلك، لوحت موسكو، أمس، بإمكانية الدخول في سباق تسلح نووي جديد مع واشنطن، واتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة بممارسة لعبة خطيرة بتخفيضها عتبة الأمان النووي لاستخدام الأسلحة النووية. وجاء في رد فعل أولي للوزارة الروسية على الاستراتيجية النووية الجديدة للولايات المتحدة أن روسيا مضطرة لهذه الأسباب إلى اتخاذ إجراءات لتأمين نفسها.

وأضافت الوزارة أن أكثر ما يثير القلق هو إعلان واشنطن أنها تعمل على تطوير أسلحة نووية أكثر مرونة تعمل بمواد متفجرة أقل حجماً من المعتاد، مشيرة إلى أن مثل هذه الأسلحة لا تخدم فقط مبدأ الردع الاستراتيجي، بل هي معدة للاستخدام التكتيكي في ميادين القتال.

وحذرت الوزارة من الإجراءات، وأن "خفض مستوى الأمان النووي يمكن أن يقود إلى حرب تستخدم فيها الصواريخ النووية حتى في نزاعات أقل عنفاً".

وكان ترامب قدم أمس الأول استراتيجية جديدة لاستخدام الأسلحة النووية، وصنف روسيا كأكبر تهديد للأمن الأميركي.

back to top