حول العراقيون انظارهم بعد انتهاء الحرب ضد ما يسمى تظيم الدولة الاسلامية (داعش) الى حجم الخراب الذي خلفه التنطيم الارهابي والحرب عليه في المدن التي احتلها.

وبعد اعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير الاراضي العراقية كافة من سيطرة التنظيم في التاسع من ديسمبر الماضي بدأ العراقيون في احصاء حجم الخسائر التي طالت البنى التحتية والمنازل والمؤسسات الحكومية.

Ad

ولمعرفة حجم الخسائر التي تعرضت لها المدن العراقية جراء المعارك مع التنظيم التقت وكالة الانباء الكويتية (كونا) بالامين العام لمجلس الوزراء العراقي مهدي العلاق.

وقال العلاق ان الدراسات الميدانية التي انجزتها وزارة التخطيط العراقية بالتعاون مع عدد من الجهات المساندة قدرت الخسائر التي تكبدها العراق نتيجة الحرب ضد (داعش) بين 80 الى 90 مليار دولار امريكي.

واوضح ان 47 مليار دولار من الاضرار مرتبطة بالبنى التحتية والمنشات الاقتصادية في البلاد فيما تتعلق بقية المبالغ المقدرة بقطاعات اخرى ابرزها قطاع السكن في البلاد.

وعن مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق قال العلاق ان بلاده تبني اليوم امالا كبيرة للحصول على دعم مالي عبر هذا المؤتمر مبينا ان العراق سيعرض جميع تلك الخسائر امام المانحين بشكل مفصل وعبر تقارير ميدانية وضعت بالتنسيق مع البنك الدولي.

وافاد ان التقارير ستشخص الاضرار على مستوى كل منطقة على حدة وكل قطاع على انفراد بما فيها قطاعات النفط والكهرباء والتربية والزراعة والسكن مبينا ان محافظة نينوى كانت الاكثر تضررا بين جميع المحافظات الاخرى وفي جميع القطاعات.

واضاف العلاق ان العراق حاول ان يخفف من وطأة تلك الاضرار وشرع بعمليات سريعة لاعادة الاستقرار في عدد من المدن عبر مشاريع انية صغيرة لتأهيل المدن لتكون قادرة على استقبال ابنائها النازحين اذ تتضمن ازالة الالغام وتشغيل محطات صغيرة للماء والكهرباء وفتح المدارس غير المتضررة واعادة تاهيل المستشفيات.

وبين ان الفرق بين عمليات اعادة الاستقرار السريعة المنفذة حاليا وعمليات اعادة الاعمار التي ستعرض في مؤتمر الكويت هي ان الاولى تنفذ بتمويل قليل وعبر مشاريع صغيرة هدفها تأمين المستوى الادنى لعودة النازحين فيما تعتمد الثانية على بناء المشاريع الكبيرة بتمويل كبير مثل مشاريع بناء محطات الكهرباء الكبيرة او مشاريع المجاري وغيرها.

واشار العلاق الى تلقي بلاده دعما ماليا من عدد من الدول تراوح بين 500 الى 600 مليون دولار امريكي لتنفيذ مشاريع اعادة الاستقرار اضافة الى ما تم رصده من اموال من الموازنة العامة في البلاد.

واكد ان تلك المشاريع اسهمت بالفعل بتقليص عدد النازحين في البلاد من اكثر من خمسة ملايين نازح في السنوات الاولى من الحرب ضد (داعش) الى نحو النصف مع انتهاء الحرب.

وحسب احصائيات رسمية بلغ عدد النازحين العائدين مع نهاية العام الماضي نحو 8ر2 مليون نازح فيما لا يزال 9ر2 مليون مواطن عراقي في مخيمات النزوح حتى بعد انتهاء الحرب على (داعش).

يذكر ان القوات العراقية خاضت بدعم من التحالف الدولي حربا انطلقت في اواخر العام 2014 واستمرت نحو 1200 يوم حررت فيها اراض بمساحة 174 الف كيلو متر مربع ضمت 16 قضاء و20 ناحية والمئات من القرى واربع مدن كبيرة هي الرمادي والفلوجة وتكريت والموصل.