ماذا تستفيد الكويت من مؤتمر إعمار العراق؟
قال الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي إن "الدعم الإنساني الذي قدمته دولة الكويت للعراق في الظرف الراهن فاق ما قدمته الدول العربية مجتمعة". (كونا 4-2-2018).تسامت الكويت- كعادتها الأصيلة- فوق جراحها وارتدت ثوب النقاء والعروبة الحقيقية لتطبق مبادئ الإسلام في العفو والوصال، وتنبذ القطيعة والعداء مع الجمهورية العراقية، وتنتقل الكويت من مرحلة إعادة العلاقات إلى مرحلة المساهمة في بناء وإعمار العراق رغم جريمة العصر المتمثلة بالغزو العراقي الغادر للكويت سنة ١٩٩٠.يعقد مؤتمر إعمار العراق في الكويت خلال أيام، والكثير من أبناء الشعب العراقي الشقيق يتساءلون: أين تذهب أموال العراقيين من بيع النفط وهي إحدى أكبر الدول المصدرة والمنتجة للبترول؟ يعقد المؤتمر في الكويت والكثير من أبناء الشعب الكويتي يتساءلون: ماذا تستفيد الكويت من هذا المؤتمر تحديداً بشأن العلاقات الثنائية مع العراق؟
لقد ساهمت الكويت في رفع وضع العراق من وطأة الفصل السابع في الأمم المتحدة، وتعاونت مع العراق في ترسيم الحدود الدولية، وتنازلت للعراق في مواقع مشروع ميناء مبارك، وتساهلت الكويت مع العراق في سداد التعويضات المقررة بسبب جريمة الغزو، وأسقطت الكويت جزءاً من تعويضاتها للخطوط الجوية الكويتية، واليوم يقام هذا المؤتمر العالمي الذي تحشد له الكويت بكل قوتها الدبلوماسية وسمعتها في العمل الإنساني، ويحق لنا كمواطنين أن نقول: ماذا تستفيد الكويت من هذه الأدوار العظيمة التي تقوم بها لمساندة العراق؟ ما الخطوات الفعلية التي سيقدمها العراق للكويت نظير هذا النشاط العالمي المميز؟ وهل سيتم تدريس تاريخ الكويت والغزو العراقي وقرارات الأمم المتحدة للنشء العراقي في المدارس جيلاً بعد جيل ليتعرفوا على استقلالية الكويت وعمق تاريخها العربي ودورها الإسلامي؟ وهل سيتم إنهاء الملفات العالقة من بعد الغزو مثل رفات المفقودين والشهداء وممتلكات الكويتيين وأراضيهم، واستكمال سداد التعويضات وإعادة كامل الأرشيف الكويتي المفقود؟ هل ستعد برامج تلفزيونية في الإعلام العراقي الرسمي توضح دور الكويت في هذه المرحلة التاريخية في دعم العراق ومساندته؟ وهل سيتم إطلاق اسم الكويت ومعالمها على مشاريع الإعمار العراقية المستقبلية؟ وهل ينظم العراق في المقابل مؤتمراً عالمياً لشكر الكويت ودورها الإنساني؟ لم تعتد الكويت وشعبها مطلقاً المنّ والأذى في العطاء، لكن في ظروف كهذه فإن من حق الكويت والكويتيين أن تستوفى حقوقهم كاملة، وأن توثق أعمالهم الكبرى لدعم العراق، وأن تدرس عطاءاتهم لمساندته، وليس عيباً مطلقاً أن يكون للشركات الكويتية سواء الحكومية أو الخاصة الدور الأبرز في تولي المشاريع المزمع إقامتها لإعمار العراق لتكون فوائد هذه المؤتمرات مشتركة ومنصفة للجميع. والله الموفق.