حمل الرئيس اللبناني السابق أمين الجميّل «فئة لبنانية حليفة لرئيس الجمهورية» مسؤولية الإضرار بعلاقات لبنان مع الدول الخليجية, مشيراً إلى أن تلك الفئة يعاني لبنان بسببها أكثر مما تعاني الدول العربية، لاسيما الخليج، ومؤكداً أن هذه الفئة «تورط لبنان بمشاكل وتدخلات عبثية تضر بمصلحة لبنان وعلاقاته العربية والخليجية».

وأضاف الجميل، في لقاء خاص مع «الجريدة»، خلال وجوده في الكويت للمشاركة في الدورة السابعة لمجلس العلاقات العربية والدولية، أن لبنان الدولة والشعب لا يمكن ان يؤثر حدث عابر او تدخل من جهة في علاقاته مع الكويت.

Ad

وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

• كيف ترون شكل العلاقة بين الكويت ولبنان في الوقت الحالي؟

- العلاقة مع الكويت مميزة وحميمية، خصوصا أن للكويت أيادي بيضاء مع لبنان، فهي لم تتركنا في أحلك الظروف، ولا ننسى سمو الامير الشيخ صباح الاحمد عندما كان رئيسا للجنة السداسية العربية ووزيرا للخارجية الكويتية، حين ساعد لبنان للخروج من المستنقع الذي كان يتخبط به في فترة التسعينيات، أواخر الحرب الاهلية الداخلية.

ولذلك هناك جميل وفضل كبير لدولة الكويت على لبنان، وكذلك فاللبنانيون ساهموا في نمو الكويت في بدايات نهضتها، عندما لم تتوافر وسائل الراحة، وكانت الظروف صعبة، عندها لم يوفر اللبنانيون جهدا في المساهمة ببناء مسار التنمية، ونحن فخورون بهذه العلاقة المميزة مع الكويت، ولا يمكن لأي حدث عابر ان يعيق او يعكر هذه العلاقة المميزة والرائدة بين الكويت ولبنان.

ودعني هنا أوجه حديثي الى اللبنانيين في الكويت، وأقول لهم أن يحبوا الكويت كما يحبون لبنان، فهي الوطن الثاني لهم، وهي من استقبلتهم ورعتهم وحققت لهم احلامهم والحياة الكريمة، وكذلك ادعوهم ان يتركوا السياسة الداخلية للبنان، وان يركزوا على مصلحة الدولة التي ترعاهم وتستضيفهم.

• كيف تصف الدور الذي يقوم به مجلس العلاقات العربية والدولية؟

- إن هذا المجلس برئاسة الصديق محمد الصقر يعد اطارا مميزا، فهو من جهة يتكون من قيادات الصف الأول في الساحة العربية من رؤساء دول ووزراء خارجية ومسؤولين كبار ساهموا في صنع القرار، وهم قريبون من تلك الدوائر المهمة، فكل هؤلاء هم رواد في العمل الوطني والعربي وفي تحمل المسؤوليات بالظروف الصعبة. في الواقع، كل أعضاء هذا المجلس وأعمال المجلس تعد مهمة جدا، والافكار التي تطرح ليست اوهاما او مجرد تنظيرات، انما هي نابعة من تجربة عميقة وإلمام واسع بشؤون وشجون العالم العربي، حيث حرص المجلس على بلورة الافكار البناءة التي تخدم المصلحة العربية العليا.

وفي الوقت نفسه، يجب أن يعرف الجميع ان هذا المجلس لا يحمل اي صلاحية رسمية او عملا ميدانيا رسميا حتى يحقق هذه الأهداف بشكل مباشر، ولكن مجرد بلورة تلك الافكار وطرحها على المعنيين وصناع القرار هو بحد ذاته شيء ايجابي، مع العلم انه لا يوجد في العالم العربي اي اطار بهذه الاهمية يجمع كل تلك الطاقات متعددة الجنسيات والاهتمامات لمصحلة الأمة.

• شهدت علاقة لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي بعض الاهتزازات خلال الآونة الأخيرة، فما خطوات لبنان لتحسينها؟

- إن العلاقة اللبنانية مع دول الخليج كانت ولا زالت مميزة ولا يشوبها اي شائبة، ولكن مشكلة الخليجيين هي مع فئة لبنانية يعاني لبنان منها اكثر مما تعاني الدول العربية لاسيما الخليج، والجميع يعرف تمام المعرفة أن هناك جهة معارضة تماما لتوجهات بعض الفئات على الساحة اللبنانية التي لا تضر فقط الدول الخليجية، ولكن تضر بالمصلحة اللبنانية العليا، وتورط لبنان بمشاكل نحن بغنى عنها، ولبنان كدولة وشعب ليس بمسؤول عنها، بل هذه الفئة التي تعمل لحساب جهة غير لبنانية لتحقيق مصالح تلك الجهة او الدولة، ومن جهة اخرى تعرض العلاقات اللبنانية لاسيما مع الخليج لأخطر النتائج.

الرئيس عون

• هل تعتبر أن الرئيس ميشال عون هو «رئيس قوي» وكيف تقيم عهده؟

- ما معنى الرئيس القوي؟! الرئيس القوي هو من يجنب البلاد المخاطر ويعيد الثقة للمؤسسات الرسمية، ومن المؤسف أنه في الوقت الحاضر، تورط بعض الجهات الحليفة للرئيس ميشال عون في معارك عبثية خارج الاراضي اللبنانية تعرض لبنان لنتائج سلبية في وحدته الداخلية وعلاقاته الدولية.

أما على صعيد الإدارة وضبط سلوكية الادارة، فإن الوضع، باعتراف الجميع في لبنان، لم يصل يوما الى هذا الفساد في الادارة اللبنانية، وإلى مثل هذا المستوى.

• هل تعتقدون أن الظروف الاقليمية مناسبة لتطوير او تعديل اتفاق الطائف؟

- جميع الدساتير في العالم معرضة للتطور بشكل طبيعي، وقد مضى زمن طويل على اتفاق الطائف، فإذا كانت هناك امكانية لتحسين هذا الاتفاق فلم لا! ولكن أي تفكير في هذا الاتجاه يجب أن يكون ضمن الدستور والأصول الدستورية، وبشكل مجرد يخدم مصلحة الوطن وليس على حساب أي فئة من الفئات اللبنانية.