موسكو تتخذ احتياطات في أجواء سورية بسبب «المضادات»

● قنابل «غاز» على إدلب وعشرات القتلى في غارات على الغوطة الشرقية وقذائف على دمشق
● طهران تدعو أنقرة إلى وقف «هجوم عفرين»... وموسكو تنفي علمها بقاعدة إيرانية بحرية بسورية

نشر في 06-02-2018
آخر تحديث 06-02-2018 | 00:05
مدنيون أكراد في عرض التجنيد وسط عفرين في 28 يناير (أ ف ب)
مدنيون أكراد في عرض التجنيد وسط عفرين في 28 يناير (أ ف ب)
وسط تصاعد مخاوفها من امتلاك المعارضة السورية منظومات دفاع جوي محمولة، اضطرت موسكو إلى اتخاذ إجراءات لإنقاذ مقاتلاتها منها، في وقت أسفر القصف الانتقامي لإدلب عن ظهور حالات اختناق بالغاز.
قررت وزارة الدفاع الروسية أن تنفذ طائراتها من نوع «سو-25» تحليقاتها في الأجواء السورية على ارتفاع لا يقل عن 5000 متر، مما يضمن بقاءها خارج مرمى الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، والتي أعربت عن قلقها البالغ لامتلاكها من فصائل المعارضة.

وبعد يومين على إسقاط طائرة من هذا الطراز في إدلب بصاروخ محمول على الكتف ومقتل قائدها الميجر رومان فيليبوف في اشتباك على الأرض، أوضح خبراء عسكريون لصحيفة «إزفيستيا» أمس، أن سقف العمليات الجوية كان دائما يفوق 5 آلاف متر، لكنها بدأت في الأيام الأخيرة تحلق فوق إدلب على ارتفاعات أقل.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين في وزارة الدفاع ومصدر في صناعة الطائرات، أنه تم تشكيل مجموعة عمل للوقوف على ملابسات إسقاط الطائرة، بما في ذلك سبب عدم تمكن الطيار من إطلاق البالونات الحرارية المزودة بها «سو-25» لتحرف عنها مسار رؤوس التوجيه الذاتي المنصوبة على الصواريخ.

خطر هائل

وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن رد بشكل صارم على إسقاط المقاتلة السبت الماضي، مشدداً على أن موسكو قلقة جداً من امتلاك المعارضة في سورية منظومات دفاع جوي محمولة لأنها تشكل «خطراً هائلاً» على كل الحكومات.

وتحدث رئيس مركز دراسة المشاكل التطبيقية للأمن القومي العقيد المتقاعد ألكسندر جيلين عن مصدر الصاروخ الذي تم بواسطته إسقاط الطائرة الروسية، مؤكداً أن «كل المعلومات التي تم الحصول عليها منذ عدة أيام تقول، إن الولايات المتحدة هي من زودت المسلحين بالصواريخ المضادة للطائرات، وهذا يؤكد أنها حاربت بأيدي الإرهابيين، لذلك لا يوجد ما نتفاوض أو نتفق عليه مع الأميركان لأنهم لا ينفذون ما تعهدوا به».

انتقام بالغاز

وفي إطار عملياتها الانتقامية، كثفت الطائرات الروسية غاراتها على بلدات ومدن إدلب، مستهدفة، بحسب مصادر بالدفاع المدني، كفر نبل ومعصران وسراقب ومعرة النعمان ومشفاها مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى وعشرات الجرحى.

وفي تطور تزامن مع التحذيرات الأميركية لبشار الأسد من استخدام الكيماوي، أصيب خمسة مدنيين مساء أمس الأول بحالات اختناق بعد قصف جوي شنته قوات النظام على مدينة سراقب.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر طبية بـ «انبعاث رائحة كريهة بعد استهداف مروحيات قوات النظام مناطق عدة في سراقب، موضحين أن عوارض الاختناق ناتجة عن استخدام غازات سامة، من دون أن يتمكنا من تحديدها».

غارات وإبادة

وفي حين طالب ائتلاف المعارضة مجلس الأمن بالتدخل الفوري لوقف الغارات الروسية المكثفة على إدلب وإصدار قرار مباشر للوقف الفوري للحرب والإبادة، قتل أمس 28 مدنياً بينهم أربعة أطفال، وأصيب العشرات بجروح في قصف جوي عنيف شنته طائرات النظام على مناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.

وإذ أوضح المرصد أن القصف شمل سوقاً شعبية في بلدة بيت سوى، أفادت وكالة «نوفوستي» بمقتل شخصين وإصابة آخرين جراء قصف على كنيسة حي باب توما أثناء قيام وفد ديني روسي يضم ممثلين عن مختلف الطوائف بتوزيع مساعدات إنسانية.

وبعد خمسة أيام من أول اشتباك له مع قوات النظام وإجباره على العودة أدراجه، دخل رتل من القوات التركية أمس، إلى سورية عبر منطقة كفرلوسين الحدودية مع منطقة لواء إسكندرون، لإقامة نقطة مراقبة تنفيذاً لاتفاق مناطق تخفيف التصعيد.

وأوضح المرصد أن الرتل اتجه عبر ريف حلب الغربي نحو منطقة العيس المتاخمة لمناطق سيطرة قوات النظام و«حزب الله» و»الحرس الثوري» في الحاضر، مشيراً إلى أنه ضم عشرات المدرعات والآليات الثقيلة والهندسية والجنود.

ووسط تحذيرات أصدرتها منظمات دولية عدة من إجبار الدول المضيفة لمئات آلاف اللاجئين السوريين في الشرق الأوسط والغرب على العودة إلى بلادهم في ظل استمرار العنف فيها، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي تركيا إلى وقف عملية «غصن الزيتون»، محذراً من أن «استمرار هذه الوتيرة من شأنه أن يساعد في عودة عدم الاستقرار والإرهابيين».

وأكد قاسمي أن على الحكومة التركية مراجعة هذا الأمر، وعليها أن تقوم بمتابعة كل ما يتعلق بسوري عبر عملية أستانة واحترام رأي دمشق، موضحاً أن طهران «على تواصل ومفاوضات مع طرفي الأحداث» واستمرار مشاورات الدول الضامنة لمحادثات أستانة حول الشأن السوري.

قاعدة إيران

في المقابل، نفى السفير الروسي لدى طهران ليفان جاغاريان علمه بسعي إيران إلى إقامة قاعدة بحرية في سورية، مشدداً على أنه يجب على كافة القوات الأجنبية المغادرة بعد اجتثاث الإرهاب تماماً هناك.

وفي سياق رده على موقف موسكو من دعوات أميركية وإسرائيلية للتأثير على طهران من أجل منع وجودها العسكري الدائم بسورية، جدد جاغاريان رفضه اتهامات واشنطن لإيران بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

سياسياً، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن أعضاء اللجنة الدستورية المشكلة خلال مؤتمر سوتشي في 30 يناير تم تحديدهم عموماً، مبيناً أنه «حالياً تنتقل القضايا ذات الطابع الدستوري إلى جنيف مرة أخرى».

back to top