تعرضت الأسهم الأميركية أمس الأول الاثنين لأسوأ جلساتها في 6.5 سنوات، حيث خسر السوق 1.25 تريليون دولار من قيمته في يوم واحد.

يأتي ذلك بعد هبوط «داو جونز» 1175 نقطة، وانخفاض «ناسداك» بنسبة 3.8 في المئة، في حين تراجع «S&P 500» بنسبة 4.1 في المئة، وبناء على ذلك انخفضت قيمة سوق الأسهم الأميركية إلى حوالي 29 تريليون دولار، وفقا لبيانات «بلومبرغ».

Ad

وكانت خسائر أمس الأول كافية لمحو ما أضافته الأسهم الأميركية من قيمة سوقية عقب إقرار قانون الإصلاح الضريبي الذي شمل خفض الضرائب على الشركات من 35 إلى 21 في المئة.

وانخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية بشكل حاد للجلسة الثانية على التوالي خلال تداولات الاثنين، وتعرضت لواحدة من أكبر خسائرها «بالنقاط» على الإطلاق، وتأتي هذه التراجعات بعد أن سجلت هذه المؤشرات ارتفاعات قياسية مستمرة خلال الأشهر الماضية.

ارتفاع «الفائدة»

وقال متعاملون إن أداء الأسهم منذ يومين يعكس التخوفات من احتمالات ارتفاع أسعار الفائدة بمستوى متسارع في أعقاب بيانات قوية صدرت الجمعة، وخصوصا المتعلقة بارتفاع الأجور.

وهبط «داو جونز» بنسبة 4.6 في المئة أو 1175 نقطة إلى 24345 نقطة، بعد أن بلغت خسائره 1500 نقطة، كما انخفض «ناسداك» بنسبة 3.8 في المئة أو 273 نقطة إلى 6967 نقطة، في حين تراجع «S&P» بنسبة 4.1 في المئة أو 113 نقطة إلى 2649 نقطة.

وبعد موجة الهبوط الحادة التي تعرض لها سوق الأسهم الأميركية، أعرب العديد من الصحافيين ووكالات الأنباء عن شغفهم بشأن كيفية تعليق الرئيس ترامب على هذا الأمر، والذي اعتاد انتهاز الارتفاعات القياسية لسوق الأسهم منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2016 وكتابة تغريدات تشيد بدوره في ذلك.

وصرحت المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض سارا ساندرز على هذه التكهنات، قائلة إن سوق الأسهم لم يكن مطلقا محط تركيز خاص من البيت الأبيض، بينما تهتم الإدارة والرئيس ترامب بالمؤشرات والبيانات الاقتصادية على المدى الطويل.

وذكرت ساندرز أن تركيز الرئيس ينصب على البيانات الاقتصادية، التي تعد قوية بشكل استثنائي، والنمو القوي للاقتصاد الأميركي والانخفاض التاريخي لمعدل البطالة وزيادة الأجور، على حد وصفها، مؤكدة أن الخفض الضريبي والإصلاحات التنظيمية ستعزز الاقتصاد الأميركي وتزيد مستوى الرفاهية للمواطنين.

أدنى إغلاق

وبالعودة إلى أداء الأسواق، ففي أوروبا، تراجع مؤشر «ستوكس يوروب 600» القياسي بنسبة 1.5 في المئة أو ست نقاط إلى 382 نقطة، وهو أدنى إغلاق منذ 15 نوفمبر الماضي.

وهبط مؤشر «فوتسي 100» البريطاني 108 نقاط إلى 7335 نقطة، كما انخفض «داكس» الألماني 97 نقطة إلى 12687 نقطة، بينما تراجع كاك الفرنسي 79 نقطة إلى 5286 نقطة.

وتراجعت تلك المؤشرات في مستهل تعاملات امس متجهة نحو تسجيل أسوأ أداء يومي منذ أعقاب التصويت على استفتاء «البريكست» في 2016، مع استمرار عمليات البيع العالمية في أسواق الأسهم الأميركية والآسيوية.

وانخفض مؤشر «ستوكس يوروب 600» 1.56 في المئة عند 382 نقطة، في الساعة 11:10 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، في أسوأ أداء يومي منذ 27 يونيو 2016، وهبط «داكس» الألماني 2.9 في المئة إلى 12310 نقاط، وتراجع الفرنسي «كاك» 2.7 في المئة عند 5142 نقطة.

كما تراجع «فوتسي» البريطاني 2.5 في المئة إلى 7152 نقطة، بعدما هبط مع بداية الجلسة 3 في المئة، وإذا استمرت تلك الخسائر فسيكون أسوأ أداء يومي للمؤشر منذ 24 يونيو 2016.

هبوط حاد

وفي آسيا، تراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم خلال تداولات أمس لتمدد خسائر الجلسة السابقة، بعد الهبوط الحاد للأسهم الأميركية المسجل أمس الأول، مما دفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة ليرتفع الين.

وعند الإغلاق، تراجع مؤشر «نيكي» 4.73 في المئة أو 1071 نقطة إلى 21610.24 نقاط، بعدما هبط خلال الجلسة بأكثر من 1500 نقطة أو 7 في المئة، كما هوى «توبكس» الأوسع نطاقا 4.4 في المئة عند 1743 نقطة، وهو الانخفاض الأكبر في 14 شهرا.

وانخفض سهم مجموعة «سوفت بنك جروب» 4.90 في المئة، كما هبط سهم صانعة السيارات «تويوتا موتور» 2.8 في المئة، كما أغلق سهم شركة التجزئة اليابانية «فاست ريتيلنج» بأكثر من 5 في المئة.

وفي الوقت نفسه، انخفضت أسهم كوريا الجنوبية أيضا، حيث هبط مؤشر «كوسبي» 1.5 في المئة، مع انخفاض سهم «سامسونغ إلكترونكس» 1.04 في المئة.

كما تراجعت مؤشرات أسهم تايوان وفيتنام وماليزيا، وتتداول الأسهم الصينية وأسهم هونغ كونغ متراجعة أيضا، وأغلقت أسواق نيوزيلندا أبوابها امس بسبب عطلة رسمية.

مؤشر الخوف يقفز أكثر من 100%

بعد هدوء نسبي خلال السنوات الثلاث الماضية، تعرض سوق الأسهم الأميركي لهزة مفاجئة أمس الأول، تسببت في رفع مؤشر بورصة «سي بي أو إي» للتقلب إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس 2015.

وسجل مؤشر «فيكس» المعروف بمؤشر الخوف أو التذبذب في السوق الأميركي، 37.3 نقطة بنهاية تعاملات الاثنين، بارتفاع 116%، وهي أعلى وتيرة تحرك يومية على الإطلاق.