ادعى نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامة، أن بلاده طورت تكنولوجيا صاروخية متفوقة لا تمتلكها أميركا ولا روسيا، مشيراً إلى "صواريخ أسرع من الصوت بعدة مرات وعن قدرات تتعلق بضرب أهداف بحرية متحركة".

وقال سلامة، الذي كان يتحدث في ملتقى خاص بذكرى الثورة الإيرانية، إن ما وصفها بـ"طرق العدو العسكرية" وصلت جميعها إلى طريق مسدود، مضيفاً: "إيران حالياً متفوقة في اختيار الأساليب العسكرية في التغلب على مصالح العدو الحيوية".

Ad

وتابع الضابط الإيراني "اليوم نستطيع إطلاق صاروخ يستهدف القطع المتحركة بدقة تامة، بصاروخ بالستي لا بصاروخ كروز، وبسرعة تعادل ثماني مرات سرعة الصوت، هذا في الوقت الذي كانت فيه جميع أبواب العلم والتقنية مغلقة أمام إيران. هذه التقنية لا توجد في أميركا أو روسيا، وموجودة في إيران فقط".

وفي حين تشدد واشنطن ضغوطها على أوروبا من أجل اجبار طهران على قبول تعديل الاتفاق النووي والتفاوض بشأن برنامج تسلحها الصاروخي وأنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، استبعد المسؤول الإيراني أن تواجه بلاده حرباً عسكرية، ورأى أن أي حرب من هذا النوع ستكون نتيجتها انتصار إيران، مضيفا: "نحن نسمع صوت العدو خلف أجهزة اللاسلكي ونعرف ما يقول".

وأشار سلامة الى أن بلاده تمتلك صواريخ بالستية "قادرة على خرق الأرض بقوة تفوق سرعة الصوت 8 أضعاف". واختتم حديثه بالقول إن "الأميركيين استخدموا جميع الوسائل لمواجهة ثورة إيران" لكنهم فشلوا وأصبحت المواجهة سبباً في "اكتمال الثورة ونضجها".

رفض وتنسيق

في موازاة ذلك، رفض وزير الخارجية محمد جواد ظريف دخول أي مفاوضات بشأن قدرات بلاده العسكرية، وأكد أنه "لا أحد يمكنه أن يحدد لإيران ما تمتلكه من أسلحة وقدرات دفاعية".

وقال ظريف، في مقابلة أجرتها معه "القناة الثانية" في التلفزيون الإيراني مساء أمس الأول، إن "لدينا الكثير من الكلام حول الصواريخ والأسلحة وقدراتنا الدفاعية ونقولها بصراحة، فبلدنا تعرض للعدوان، من النظام العراقي السابق خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي، والعالم أجمع ساند المعتدي ولم يسمح لإيران بالحصول علي أبسط الوسائل، لذا فإنه لا أحد بإمكانه أن يحدد لإيران ما تمتلكه من امكانيات دفاعية، لا خلقيا ولا حقوقيا ولا دولياً".

في هذه الأثناء، شدد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني أمس على ضرورة الالتزام بالاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع مجموعة (5 + 1) في 2015.

وقال المكتب الرئاسة الروسي، إن بوتين وروحاني أكدا أن الالتزام بالاتفاق يشكل عاملاً مهماً لضمان الاستقرار والأمن الدوليين.

من جانب آخر، اتهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري الولايات المتحدة بالعمل على "نقل مسلحي داعش إلى أفغانستان بطرق مختلفة"، مطالباً الولايات المتحدة بـ"مغادرة غرب آسيا".

قلق داخلي

إلى ذلك، أعرب رئيس مجلس خبراء القيادة أحمد جنتي، أمس، عن قلقه بشأن مستقبل النظام في بلاده بعد الاحتجاجات التي طالب فيها المتظاهرون بتنحي المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، وأدت إلى مقتل وجرح العشرات، قائلا: "أنا قلق بشأن ما سيحدث في العام المقبل".

وحاول جنتي المقرب من خامنئي، في حديثه بمناسبة ذكرى "ثورة 1979" الإيحاء بأن الاحتجاجات مرتبطة فقط بالأوضاع المعيشية في بلاده التي تتحمل مسؤوليتها الحكومة، ولا صلة لها بالقضايا السياسية التي يخط المرشد خطوطها العريضة، قائلاً: "عندما تسوء الأوضاع الاقتصادية، ينزل الفقراء إلى الشارع، إنهم لا يستطيعون مقاومة الفقر".

وأضاف رئيس مجلس خبراء القيادة: "أنا قلق. علينا من اليوم أن نصل للشعب ونسمع آلامهم، ولا نعزل أنفسنا عن المواطنين. الأوضاع المعيشية سيئة جدا".

وكان تقرير صدر عن وزارة الداخلية في 3 فبراير الجاري حول أسباب الاحتجاجات أشار إلى أن "ثقة المواطنين في النظام قد انخفضت، في حين فقدت المؤسسات فعاليتها، كما أن الوعود السياسية والانتخابية، دون النظر إلى إمكانيات البلد، قد خلقت توقعات بين الناس لا يمكن تلبيتها".

وذكرت وزارة الداخلية، في تقريرها الذي رفعته إلى الرئيس حسن روحاني، أن "الشعارات في الاحتجاجات كانت 30 في المئة منها اقتصادية، و70 في المئة سياسية. و75 في المئة من السكان كانوا متعاطفين مع المتظاهرين في 80 مدينة".

ويُعد جنتي من الأكثر قربا لخامنئي، حيث عينه في مناصب عديدة، منها رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، وإمام في صلاة الجمعة بالعاصمة طهران، ورئيس منظمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إضافة إلى رئاسة مجلس خبراء القيادة.

كارثتان وشبح

شهدت العاصمة الإيرانية حادثتين مرتبطتين بشكل ما، الأولى انهار فيها برج تجاري بعد أن اندلع به حريق ضخم مطلع العام الماضي، والثانية حريق شب في بناية تابعة لإحدى الوزارات أمس.

ولا تبدو للوهلة الأولى أي غرابة في ذلك، لكن المفارقة التي تسبغ هالة من الغموض أو ما شابه مما توحي بها المصادفات، هي أن المبنيين شيدهما شخص واحد، وهو رجل أعمال إيراني يهودي يدعى حبيب الله إلقانيان.

إلقانيان، أعدم بعد بضعة أشهر من انتصار الثورة الإيرانية، وها هو اسمه يبرز في مطلع عامين متتاليين، فهل من سر في ذلك، أم أنها محض مصادفة عابرة؟

قد تتبادر إلى الذهن من وحي "التكرار"، ويتمثل هنا في حريق البرج، وحريق البناية التابعة لوزارة الطاقة، أفكار شتى عن اللعنات وما شابه من "فنون التطاير والخرافات"، لكن إذا صفت النوايا، ربما لا نجد في هذه "المصادفة" أي غرابة.

وإذا تمهلنا وفكرنا ملياً فسنصل إلى استنتاجات منطقية لا يشطح بها خيال. وبما أن المبنيين يعودان لشخص واحد، فربما يكونان شيدا بطريقة أهملت السلامة من الحريق.

بالطبع إذا لم تكن هذه الفرضية صحيحة، وافترضنا أن إلقانيان كان مخلصا في عمله، وشيد البرج التجاري والبناية الإدارية بأمانة وضمير، حينها لا يكون أمامنا إلا خياران، المصادفة أو "اللعنة".