«القرين» وتجارة الترانزيت
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
ويفسر الباحث في التاريخ الحديث محمد العنزي ازدياد أهمية موقع الكويت آنذاك وحيازها على الاهتمام الدولي، وعلى الأخص البريطاني، مسلطا الأضواء على عدة أسباب، منها ازدياد حدة الصراع البريطاني الفرنسي بعد حملة نابليون التي استهدفت مصر عام 1708، والتي أضعفت النفوذ البريطاني هناك، وحولت الاهتمام إلى مناطق أخرى وبدائل، ومنها منطقة الخليج، الأمر الذي أدى لزيادة القيمة الاستراتيجية للطريق التجاري بمنطقة "القرين" أي الكويت قديما، وعزز الأهمية الاستراتيجية أيضا لمنافذها البرية والبحرية.ولم تقف أهمية المنطقة عند هذا الحد فحسب، بل أشارت تقارير شركة الهند الشرقية إلى رسائل ومقالات تناولت منطقة الخليج في تلك الفترة، مشيرة إلى ازدياد رواج بضائع بومباي وكاليكوت في أسواق حلب ومنطقة بلاد الشام، ونظرا للظروف الأمنية المتمثلة بسيطرة الفرس على البصرة، فقد وقع الاختيار على منطقة "القرين" كما جاء في الوثائق لاستقبال السفن القادمة من ميناء بوشهر، أي تحولت القرين بفضل موقعها الاستراتيجي والظروف السياسية المجاورة بالإضافة إلى الهدوء النسبي والأمن إلى منطقة للترانزيت. أضف إلى ذلك خلو المنطقة من الأمراض والأوبئة، كما جاء في حديث أحد موظفي وكالة الهند الشرقية بعد تعرضه للمرض في البصرة، فزار الكويت عام 1790 للراحة واصفا المنطقة بخلوها من الأمراض والأوبئة. وللحديث بقية مع محطة تاريخية أخرى.