مع بوتين أو بدونه إسرائيل مستعدة لفرض خط أحمر في لبنان
![معهد واشنطن](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1586968111105233200/1586968124000/1280x960.jpg)
والجدير بالذكر أن إسرائيل ردّت على معامل الأسلحة التي أنشأتها إيران في سورية بإطلاقها صواريخ على أهداف بالقرب من بلدة مصياف الغربية، وفقاً لبعض التقارير، ومع ذلك ورغم أنّ إسرائيل شنت العديد من الضربات في سورية طوال الحرب، فإنها ستواجه تحدياتٍ مختلفة في حال قررت استهداف لبنان، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن "حزب الله" يملك أكثر من 100.000صاروخ، وقد يكون ذلك السبب الذي دفعهم إلى تفادي إعطاء الأوامر بتنفيذ ضربات جوية على لبنان على مدى السنوات الثلاث الماضية، مكتفين باستهداف قوافل الأسلحة التابعة للحزب على الأراضي السورية. وفي أغسطس ذكر قائد سلاح الجو الإسرائيلي عند انتهاء فترة ولايته أمير إيشل أنّ إسرائيل استهدفت التنظيم بما يقارب 100 ضربة خلال السنوات الخمس الماضية، وجميعها نُفّذت في سورية، ونظراً لنجاح إسرائيل في إعاقة عمليات نقل الأسلحة التابعة لـ"حزب الله" من سورية إلى لبنان، من المرجح أن تحاول إيران إنشاء مرافق إنتاج في لبنان نفسه. وعقب اجتماع نتنياهو مع بوتين أشار وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى حساسية مسألة ضرب "حزب الله" داخل لبنان، قائلاً لأعضاء حزبه (إسرائيل بيتنا) "إننا نسخّر كلّ الإمكانات السياسية وغيرها لمنع تصنيع الصواريخ وآخر ما نريده هو أن تدخل إسرائيل في حربٍ لبنانية ثالثة. ما زلنا نملك ما يكفي من الوسائل تحت تصرفنا". وكتب الناطق بلسان "جيش الدفاع الإسرائيلي" رونين مانليس مقالاً نادراً نُشر في وسائل الإعلام اللبنانية في 28 يناير، حذّر فيه القرّاء من أنهم يمهّدون الطريق للحرب بالسماح لإيران بتحويل بلادهم إلى "لعبة"، ففي رأيه، لم تعد إيران تكتفي بنقل "أسلحة أو أموال أو استشارة"، بل "فتحت أساساً فرعاً جديداً" في لبنان.وحتى الآن لم تقدّم روسيا أي دليل على تحرّكها بشكلٍ فعال لتقييد "حزب الله" في لبنان، ولكن يبدو أن نتنياهو لا يزال حريصاً على إيصال رسالة إلى التنظيم عبر موسكو، كما أصدر تحذيراته علناً عبر البيانات الصحافية في حال لم يمضِ بوتين في هذا الطريق. تصريحات نتنياهو توضح بطريقةٍ أو أخرى أنّ التهديد الناجم عن منشآت أسلحةٍ متطوّرة في لبنان يغيّر مقاييس اللعبة نظراً إلى إمكان تجهيز "حزب الله" بصواريخ دقيقة التوجيه، وبالتالي فإنّ خطر التصعيد يكون حقيقياً للغاية في حال فشل محادثات نتنياهو مع بوتين أو فشل تحذيراته العلنية والأساليب الدبلوماسية الأخرى لردع إيران. * ديفيد ماكوفسكي* «واشنطن إنستيتوت»