طلال الغانم... ستبقى ذكراه في القلب
بسم الله الرحمن الرحيم"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".صدق الله العظيم
انتقل بالأمس إلى رحمة الله تعالى الأخ والصديق طلال الغانم، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ورغم لوعة الفراق وألم الحزن، فهذه هي رحلة الحياة، لا بد أن تنتهي، ولا مبدل لسُنة الله في خلقه، وهذا قضاؤه الذي لا اعتراض عليه.فقدت بغيابه الابن والأخ والخل الوفي؛ فقد كان رحمه الله، مثال الإنسان بكل ما تحمله كلمة الإنسانية من معنى، الوفاء ديدنه، والكرم من شيمه، والرقي في سلوكه، والصدق والعطاء أصدق مآثره وخصاله، عرفته دائماً سنداً مخلصاً، وناصحاً أميناً، وأخاً وفياً، وشريكاً لصيقاً في لحظات الحزن والفرح، لم يقصر يوماً في واجب، ولم يتردد في نصيحة، وكانت روحه الطيبة وتفاؤله مبعثاً للأمل وحافزاً للأفضل.إن الكلمات لتقف عاجزة، وأنا أرثي الفقيد العزيز، الذي عرفت فيه الشهامة والرجولة، وكرم الخلق، ونبل الموقف، وسماحة النفس، وبساطة الروح، وطيب المعشر، ورغم ما كان بيننا من وُدّ وقرب وأخوة وصداقة حميمة، فإنه لم يستغل ذلك في أي مصلحة ذاتية، أو مكسب شخصي، أو فائدة عائلية.أحب بلاده وعشق أهلها، وكان يؤمن بأن الكويت هي البداية التي ينطلق منها، والنهاية التي يعود إليها، فملك رصيداً كبيراً من محبة الناس، بطبيعته العفوية، وصفاء نفسه، ونقاء سريرته.أعزي نفسي وأسرته في هذا المصاب الجلل، وستبقى ذكراه في القلب، ومحبته في النفس، ولا نملك إلا أن نقول "إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".