محمد صلاح نموذجاً لمواجهة العنصرية
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
محمد صلاح، الفنان، صار يعبر عن فرحه بتسجيل الأهداف، وقد سجل الكثير منها، إضافة إلى احتضان لاعبي الفريق والقفز المعتاد، بالسجود على أرض الملعب، وهي ملامح إسلامية، ومغايرة لما هو سائد، عند كثير من لاعبي كرة القدم، وخصوصاً القادمين من أميركا اللاتينية، بسبب ثقافتهم الكاثوليكية، حيث يقومون بلمس الأرض ثم تحريك اليد بشكل الصليب على الرأس والصدر، وهي حركة تقليدية أكثر منها دينية. سلوك محمد صلاح ومن سبقه، رغم ما فيه من إيحاءات دينية، لم ولن يجد في هذه الحالة أي اعتراض، وسيظل يحظى بترحيب وتقدير جماهير ليفربول وجمهور كرة القدم العريض الباحث عن المتعة الكروية السلمية والبريئة. هو تثبيت للتعددية والتعايش بين البشر، والذي بدونه سيفنى كل البشر. هناك ما يزيد على ٥٠ لاعباً مسلماً من ١٨ دولة مختلفة يلعبون في الدوري الإنكليزي، وهو أمر كان مرفوضاً في سبعينيات القرن الماضي، فهم اليوم يقدمون لعباً متميزاً يطرب الجماهير المتشوقة للانتصار. لم تكن هناك فرصة للفرنسيين العنصريين أن يتقبلوا الأجانب والعرب بترحيب إلا بعد فوزهم بكأس العالم سنة ١٩٩٨، بل إن صور لاعبي الفريق، الذين كان أغلبهم من المهاجرين، تم وضعها بالضوء على قوس النصر في باريس، وظل الناس يرقصون ويغنون احتفاءً بصورة زين الدين زيدان. على الساحة الدولية كانت الرياضة أداة تفكيك أساسية لنظام "أبارثايد" بجنوب إفريقيا، وقبله نظام الأقلية البيضاء العنصرية بروديسيا، كما تتعرض إسرائيل لضغوط مهمة منذ فترة، تحتاج منا إلى متابعة لتفعيلها، وبطبيعة الحال سيصب ذلك في مواجهة العنصرية وخطاب الكراهية المقيت الذي دمر الأرض والعرض، وقضى على الحرث والزرع.نقطة ضوء في ظلام دامس، ربما، ولكن لم لا؟