شدد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله على أن الكويت حريصة على إقامة علاقات طبيعية وحسن الجوار مع إيران، مضيفا "إننا نتمنى أن يبادلونا نفس هذا الشعور والتوجه في الحرص على علاقات متوازنة وقائمة على مبادئ صريحة وواضحة وفق ميثاق الأمم المتحدة، وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام حسن الجوار وسيادة الدول أيضا".جاء ذلك على هامش افتتاح الندوة التاسعة للجنة الدائمة لمتابعة تنفيذ الخطة الخمسية وبرنامج عمل الحكومة في وزارة الخارجية، بعنوان "العمل الإنساني الكويتي... حقوق وإنسان"، في فندق الشيراتون أمس.
وهنأ الجارالله ذوي المواطن فالح العازمي، الذي عاد إلى البلاد بعد أن أفرجت عنه السلطات الإيرانية، لافتا إلى الدور الكبير الذي لعبته "الخارجية"، وعلى رأسها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، والاتصالات التي جرت مع الجانب الإيراني بهذا الصدد. وأعرب عن الشكر للسلطات الإيرانية على الإفراج عن المواطن، متمنيا "ألا تتكرر مثل هذه الأمور لمواطنينا".وردا على سؤال حول حجم المشاركات في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، قال الجارالله إن نحو 70 دولة مشاركة في المؤتمر، وهناك مؤسسات مالية دولية ومنظمات دولية، وبالتالي مستوى المشاركة سيكون واسعا جدا، وسيكون هناك أيضا عدد كبير من وزراء الخارحية والمنظمات الدولية.وعن التوقعات بعدد الشركات في المؤتمر، ذكر أن تسجيل الشركات وصل إلى ما يزيد على 2000 بين شركة ورجل أعمال، وهو رقم كبير جدا، ويدعو إلى التفاؤل والثقة بهذه المهمة والدور، ويعتبر مؤشرا على ثقة رجال الأعمال بدولة الكويت ونهجها فيما يتعلق بإعادة إعمار العراق.وبالنسبة إلى اجتماع وزراء خارجية التحالف الدولي لمكافحة ما يسمى "داعش"، المقرر في الكويت 13 الجاري، أفاد الجارالله بأنه ليس الاجتماع الأول، بل هناك سلسلة اجتماعات لوزراء خارجية دول التحالف، والكويت دائما تقدم تصوراتها وأفكارها بهذا الصدد، وهناك خريطة طريق تبحث دائما في هذه الاجتماعات.ولفت إلى أن اجتماع وزراء خارجية التحالف في الكويت سيكون الأول لدول التحالف بعد هزيمة (داعش) في العراق، "ونتطلع إلى هزائم أكبر للارهاب وتفعيل دور أكبر لدول التحالف في هذه المواجهة".
ركيزة إنسانية
من جهة أخرى، أكد الجارالله في كلمته بالندوة أن العمل الإنساني يمثل منذ عقود مضت ركيزة أساسية في سياسة الكويت الخارجية وأحد ملامح قوتها الناعمة.وأضاف أن ذلك يتم عبر مختلف المؤسسات الكويتية الحكومية والأهلية، ومنها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي قدم أنشطة تنموية لـ106 دول حول العالم، إضافة إلى جمعية الهلال الأحمر الكويتي وبيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، والجمعيات الخيرية التي نفذ مشاريع خيرية في مختلف الدول. وأوضح أن هذه الندوة تأتي في إطار تبني وزارة الخارجية مشروعا تنمويا يهدف إلى إبراز جهود الكويت في مجال حقوق الإنسان، وفي ظل أزمات إنسانية متتالية ناتجة عن نزاعات مسلحة أو كوارث طبيعية يشهدها العالم ويتجرع مرارتها 141 مليون شخص في 37 دولة حول العالم. ولفت الجارالله إلى أن جمعية العون المباشر قدمت منذ عام 1981 ما يفوق المليار ونصف المليار دولار للقارة الإفريقية، إضافة الى جمعية الرحمة العالمية التي قدمت منذ عام 2003 ما يقارب المليار دولار للحفاظ على كرامة الإنسان وتوفير حقوقه.وذكر أن المجتمع الدولي أمامه تحديات ناتجة عن الظروف المذكورة آنفا ونتجت عنها هجرة غير شرعية لآلاف النازحين واللاجئين واستغلال ظروفهم الصعبة التي نشطت معها حركة الاتجار بالبشر، وصادرت حقوقهم المنصوص عليها في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مما زاد من فرص الجماعات الإرهابية في استقطابهم وتجنيدهم.وأفاد بأن تلك الظروف ساهمت في غياب فرص التعليم والعمل والمنظومة الصحية، مما دعا الكويت إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمختلف المناطق المنكوبة آخرها العراق، إذ تقدمت بمبلغ 200 مليون دولار، فضلا عن اليمن بمبلغ 100 مليون دولار تم تخصيصها لمختلف القطاعات هناك للإيواء والصحة والمياه والتعليم وغيرها.مبادرة الأمير
ولفت الجارالله إلى مبادرة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد باستضافة الكويت المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق الأسبوع المقبل، "الذي يأتي تأكيدا جديدا على دور الكويت وشعبها في مساعدة الدول، وفي إطار التزامها المبدئي والأخلاقي والإنساني تجاه دعم المنكوبين والمتضررين".وأشار إلى أن ذلك نهج فرضه واقع تكريم الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد بتسمية سموه قائدا للعمل الإنساني، ودولة الكويت مركزا للعمل الإنساني، والذي أضاف مسؤولية مضاعفة على الكويت نحو دعم الجهود الإنسانية للعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية التي تضرب عدة دول في العالم.وقال الجارالله إن الكويت أوفت بكل ما تعهدت به في المؤتمرات الدولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية، التي قدرت بنحو 1.6 مليار دولار، وكان آخر ما تعهدت به أمام مؤتمر لندن الدولي للمانحين لدعم الأوضاع الإنسانية في سورية ودول الجوار، وتم الوفاء به بمبلغ 300 مليون دولار مقسمة على 3 سنوات.وذكر أن الكويت تقدمت بـ 15 مليون دولار خلال رئاستها المشتركة مع الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة للمؤتمر الدولي لدعم لاجئي "الروهينغيا" الذي عقد في أكتوبر الماضي بجنيف. وأكد حرص الكويت خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن على السعي الحثيث بالتنسيق مع بقية الدول الأعضاء في محاولة إنهاء النزاعات والتوترات حول العالم وحفظ الأمن والاستقرار وإنهاء مشاكل النزوح واللجوء.