ضغوط متصاعدة على العبادي لـ «طرد» الأميركيين

«النجباء» تهدّد بمواجهة مع القوات الأميركية... وكتلة المالكي تتظم تحركاً برلمانياً

نشر في 08-02-2018
آخر تحديث 08-02-2018 | 00:04
قوات عراقية تتوغل في صحراء طوزخرماتو أمس (أ ف ب)
قوات عراقية تتوغل في صحراء طوزخرماتو أمس (أ ف ب)
مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية المقررة في 12 مايو المقبل، تتصاعد الضغوط على رئيس الحكومة حيدر العبادي من خصومه السياسيين المتحالفين مع إيران، لإنهاء الوجود الأميركي المسلح في العراق، وهو أمر يرى خبراء أن واشنطن لن تقبله، لأنه سيشكل ضربة كبيرة لمصالحها في المنطقة.
تتصاعد الضغوط على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من خصومه المتحالفين مع إيران، لسحب الجنود الأميركيين بالكامل من البلاد، مع انتهاء الحرب على «داعش».

العبادي الذي يحاول أن يحافظ على توزانات دولية وإقليمية دقيقة دون تعريض العراق لاقتتال داخلي، أكد في مؤتمره الصحافي الأسبوعي مساء أمس الأول أن «العراق ما يزال بحاجة إلى الجهد الجوي للتحالف الدولي»، مضيفاً أن هناك «خطة حكومية لتخفيض عدد قوات التحالف تدريجياً».

وغداة تهديد «كتائب حزب الله العراق» بمواجهة الجنود الأميركيين، أكدت حركة «النجباء» بزعامة رجل الدين الشيعي أكرم الكعبي، أنها ستهاجم القوات الأميركية المتمركزة في العراق إذا رفضت الانسحاب.

وكانت تقارير إعلامية أفادت ببدء القوات الأميركية تخفيضاً تدريجياً لعددها، وهو الأمر الذي أكده التحالف الدولي وبغداد، لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أكدت أنه لا نية لسحب أي من جنودها الذين يبلغ عددهم 4 آلاف ينتشرون في نحو 7 قواعد في العراق.

وقال المتحدث باسم «النجباء» أبو وارث الموسوي، إن «التصريحات الأميركية الوقحة تصدر في كل يوم، وكأن العراق أصبح جزءا من المحور الأميركي أو إحدى الولايات الأميركية، وهذا غير مقبول ولن نسمح به إطلاقا»، داعيا الحكومة إلى أن «يكون لها رد وموقف حازم على تصريحات البنتاغون، الرافضة للانسحاب».

وطالب الموسوي «الحكومة العراقية ووزارة الخارجية أن يتخذا الموقف الوطني المنسجم مع الأهداف والسيادة الوطنية بوضع حد لهذه المواقف والتصريحات المستفزة من الجانب الأميركي».

وأضاف أن «حركة النجباء حتى هذه اللحظة لم تخلع رداء الوطنية عن الحكومة العراقية»، داعياً العبادي الى أن «يبعث رسائل اطمئنان بشأن إخراج القوات الأجنبية والأميركية».

في السياق، قال النائب محمد الصيهود عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أمس، إن «القوات الأميركية لم يعد لوجودها أي مبرر، ولا ينبغي القبول بأي قوة وتحت أي مسمى».

وأضاف الصيهود: «ربما يحتاج العراق الى المعلومة، وبعض التدريبات من الخبرات الأجنبية، إلا أن ذلك لا يعني وجود أكثر من 5000 عنصر أميركي، وإلا مثّل هذا احتلالاً للبلد».

وأشار إلى أن «البرلمان سيكون له موقف خلال الأسبوع المقبل بشأن الوجود الأميركي، حيث سيتم حسم الموضوع في الجلسات المقبلة»، لافتاً الى أن «القوات الأمنية والحشد الشعبي، أثبتوا قدرتهم على إفشال جميع المخططات الإرهابية، ولم يعودوا بحاجة إلى بقاء قوات أجنبية».

وحمّل الصيهود، العبادي مسؤولية بقاء الجنود الأميركيين في العراق، لافتا إلى أن «وجودهم تم رفضه في عهد الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي».

«الأطلسي» وضغوط ترامب

جاء ذلك، بينما قال دبلوماسيون، إن الولايات المتحدة تجدد ضغوطها على شركائها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لبدء مهمة طويلة الأجل في العراق للتدريب وتقديم المشورة لتفتح من جديد قضية خلافية في التحالف المتوجس بعد أن مضت عشر سنوات على مهمة في أفغانستان.

وقال خمسة دبلوماسيين كبار في «الناتو»، إن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بعث برسالة إلى مقر الحلف في يناير الماضي تدعو إلى تشكيل بعثة رسمية للحلف في العراق، بقيادة دائمة أو شبه دائمة لتدريب القوات العراقية.

ومن المتوقع أن يبحث وزراء الدفاع بدول الحلف المطلب الأميركي في بروكسل الأسبوع المقبل، ومن المحتمل أن يصدر قرار في هذا الشأن بقمة تعقد في يوليو.

وقال الدبلوماسيون، إن ماتيس ترك في رسالته الكثير من التفاصيل مفتوحة، لكنه أشار إلى تطوير الأكاديميات العسكرية والعقيدة العسكرية لوزارة الدفاع العراقية.

وسيتوقف هذا الأمر على الأرجح على فوز العبادي بفترة جديدة في الانتخابات التي تجرى في مايو، إذ إن مرشحين منافسين تدعمهم إيران يعادون فكرة بقاء القوات الأميركية في البلاد.

عملية عسكرية

إلى ذلك، بدأت القوات العراقية عملية عسكرية على طول مسار نفطي مزمع إلى إيران أمس، قائلة إنها تستهدف «القضاء على الخلايا النائمة ومواصلة عمليات التطهير» في المنطقة الجبلية الحدودية شرق قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين، حيث تنشط جماعتان مسلحتان هما «داعش» و»الرايات البيضاء».

انتحارية

على صعيد آخر، أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس، إحباط عملية انتحارية لاستهداف إحدى مناطق العاصمة العراقية.

وقالت عمليات بغداد في بيان، إنها تمكنت من محاصرة مدرسة في منطقة الطارمية شمال بغداد، وقتل امرأة ترتدي حزاماً ناسفاً كانت تبيت ليلتها فيها، على أن تنطلق صباحاً لاستهداف احدى مناطق العاصمة.

انطلاق عملية لتطهير طوزخرماتو... وواشنطن طلبت من «الناتو» إقامة بعثة في العراق
back to top