«محور أستانة» يعد قمة... وإسرائيل تضرب دمشق

• قتلى الغوطة إلى 150
• باريس تنتقد طهران وأنقرة... وإيران ترفض دعوتها للخروج من سورية

نشر في 08-02-2018
آخر تحديث 08-02-2018 | 00:05
No Image Caption
بعد اضطرارها إلى اتخاذ إجراءات لتفادي استهداف مقاتلاتها بصواريخ المعارضة السورية المضادة للطائرات، قررت وزارة الدفاع الروسية تعزيز دفاعات قواعدها العسكرية في سورية، في وقت استهدفت إسرائيل مرة جديدة بعدة صواريخ مواقع عسكرية تابعة للرئيس السوري بشار الأسد.
مع إعلان دمشق تصديها لضربات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية بريف العاصمة، عززت وزارة الدفاع الروسية دفاعاتها الجوية في سورية، مؤكدة أنها تراقب الوضع في منطقة عدم التصعيد بمحافظة إدلب نظراً لأن تركيا لم تنشر حتى الآن قوات وفق اتفاق أستانة الموقع بينهما وبين إيران في مايو الماضي.

ووفق المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، فإن روسيا تحسن باستمرار البنية التحتية لمرافقها العسكرية وتعزز دفاعاتها الجوية بقاعدة حميميم الجوية وطرطوس البحرية، وتعمل على تحديد قنوات إمداد جبهة "النصرة" سابقاً بمضادات الطائرات المحمولة على الكتف، التي تسببت بإسقاط إحدى مقاتلاتها في إدلب ومقتل قائدها.

وأكد كوناشينكوف حصول الجبهة، التي تقاتل حالياً تحت لواء "هيئة تحرير الشام"، على أنظمة صواريخ محمولة مضادة للطائرات ويمكن أن تستخدمها ليس فقط في سورية مما يثير قلقاً كبيراً، معتبراً أنها لاتزال المصدر الرئيسي لزعزعة الاستقرار في سورية كلها وليس فقط في إدلب.

وأوضح كوناشينكوف أن "فرع تنظيم القاعدة في سورية أصبح أداة طيعة في أيدي الدول المتقدمة تكنولوجياً وغير الراضية عن الدور الرئيسي لروسيا في تحرير سورية من داعش".

ونسبت وكالة "إنترفاكس" الروسية إلى رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي فلاديمير شامانوف قوله، إن روسيا تتحدث مع تركيا بشأن الوصول إلى موقع تحطم الطائرة "سوخوي-25" التي أسقطتها الجبهة قرب بلدة سراقب.

صواريخ إسرائيل

في السياق، أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أن "طيران العدو الإسرائيلي أقدم في الساعة 3.42 من صباح اليوم (فجر أمس) (1.42 ت.غ) على إطلاق صواريخ عدة من داخل الأراضي اللبنانية على أحد مواقعنا العسكرية بريف دمشق، وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي ودمرت معظم الصواريخ".

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "أن بعض الصواريخ الإسرائيلية أصابت أصابت مستودعات للذخيرة قرب من جمرايا قرب دمشق"، مؤكداً أن "نظام الدفاع الجوي السوري تصدى للبعض الآخر".

وتبعد جمرايا نحو 10 كم شمال العاصمة دمشق وتضم مركزاً للبحوث العلمية مرتبطاً بوزارة الدفاع ومستودعات أسلحة لقوات النظام وحلفائه.

وفي ديسمبر الماضي، استهدف قصف إسرائيلي موقعاً عسكرياً في جمرايا ومواقع أخرى قرب منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي الغربي، بينها مستودع أسلحة. كما استهدفت مرات عدة مواقع قريبة من مطار دمشق الدولي.

حرق الغوطة

ولليوم الثالث على التوالي، واصلت طائرات النظام ارتكاب المجازر في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 5 سنوات، ما تسبب بمقتل أكثر من 150 مدنياً بينهم نساء وأطفال.

وأفاد المرصد بمقتل 23 مدنياً على الأقل وإصابة العشرات أمس جراء غارات جديدة لقوات النظام استهدفت مدن حمورية وزملكا وعربين.

وتأتي الغارات غداة يوم دموي تسبب بمقتل ثمانين مدنياً بينهم 19 طفلاً على الأقل وإصابة مئتين آخرين بجروح، في حصيلة أكد المرصد أنها الأعلى في الغوطة الشرقية منذ توقيع اتفاق لخفض التوتر في مايو بأستانة.

وبينما دعت ​الرئاسة التركية، التي رفضت أي تواصل مع الأسد،​ إلى "وقف الهجمات على إدلب وعدم الإخلال باتفاق خفض التصعيد"، واصلت وحدات من النظام وحلفائها عملياتها في ريفي حماة الشمالي الشرقي، وحلب الجنوبي الشرقي المتداخلين، وبسطت سيطرتها على قرى جديدة .

قمة ضرورة

سياسياً، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن لقاء لرؤساء روسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب إردوغان وإيران حسن روحاني قد يعقد "إذا اقتضت الضرورة"، لكن لا يوجد اتفاق محدد بهذا الشأن في الوقت الحالي، موضحاً أن الاتصال بينهم مستمر وحمل طابعاً منتظماً لبحث الأوضاع في الساحة السورية.

وبعد مكالمة هاتفية مع بوتين تناولت نتائج مؤتمر سوتشي وتطوير اتفاق أستانة، أكد روحاني ضرورة عقد اجتماع لرؤساء إيران وروسيا وتركيا "في المستقبل القريب".

ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم ​الرئاسة التركية​، إبراهيم كالن، أن «القمة الثلاثية ستعقد قريبا من أجل تقييم شامل لمساري أستانة وسوتشي والتطورات في ​سورية»، موضحا أن العمل جار على تحديد الزمان والمكان».

وفي إطار زيارة رسمية، وصل وزير الخارجية التركي ​مولود جاويش أوغلو​ إلى ​طهران،​ أمس، لإجراء مباحثات مع روحاني​ ووزير خارجيته ​محمد جواد ظريف​ والمسؤولين الإيرانيين تتناول قضايا ثنائية وإقليمية، إلى جانب التطورات في ​سورية​.

سحب الوحدات

وغداة ترأسه اجتماعاً أمنياً لبحث عملية "غصن الزيتون" المستمرة في مدينة عفرين منذ 20 يناير الماضي، اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، نظيره الأميركي دونالد ترامب بعدم الوفاء بسحب وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج مثل سلفه باراك أوباما.

وقال إردوغان: "أوباما خدع تركيا بمسألة القوات الكردية في منبج، واليوم ترامب على نفس خطى سلفه يخدع تركيا مجدداً من خلال وعود كاذبة يقول فيها إن القوات الكردية لا يمكنها البقاء في المدينة وعليهم التوجه إلى شرق نهر الفرات".

وأضاف أردوغان: "لقد اعترف ترامب أن منبج عربية، لكن كل ما قيل على لسانه لم ينفذ"، مشيراً إلى أن هناك الكثير من اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا هم بالأصل منها ويودون العودة إليها.

وقال متحدث باسمه إبراهيم كالين، إن تركيا ستناقش دعم واشنطن للوحدات الكردية مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي إتش.آب مكماستر خلال زيارتهما لتركيا الأسبوع المقبل.

ولايتي ولافروف

واعتبر علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، أن «الولايات المتحدة بصدد تقسيم أراضي سورية، وقد هيأت الظروف اللازمة لتشكيل دولة كردية مستقلة شرقي الفرات والاعتراف بها رسمياً، لكن هذا الحلم لن يتحقق».

وتابع: «نصيحتنا هي أن يتم احترام الحدود الدولية، وأن يطرد الشعب السوري بنفسه وبمساعدة أصدقائه وهم حزب الله وحلفاؤه أميركا من شرقي الفرات»، مؤكداً على «دعم طهران وحدة سورية، ورفضها أي عدوان عليها».

وختم بالقول: «الشعب السوري وحلفاؤه بمن فيهم حزب الله وإيران، سيبذلون دعمهم وعونهم لسورية كما في السابق».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، في كلمة بسوتشي: «يبدو جلياً، أن الأميركيين اعتمدوا طريقة لتقسيم سورية، ولذلك نكثوا بالعهود، التي قطعوها لنا بأن هدف وجودهم الوحيد في سورية، هو هزيمة داعش وراحوا يعلنون في الآونة الأخيرة، أن وجودهم في سورية سيستمر حتى يتأكدوا من بدء عملية التسوية السياسية التي يجب أن تنتهي بتغيير النظام في دمشق»، قائلاً: «توجد خطط للتقسيم الفعلي لسورية. ونحن نعلم ذلك وسنسأل الزملاء الأميركيين كيف يتصورون ذلك».

الكلور والقانون

وإذ اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إيران وتركيا بانتهاك القانون الدولي في سورية، شدد على أن كل الدلائل تشير إلى أن نظام الأسد يشن هجمات مستخدماً الكلور"في الوقت الحاضر"، مذكراً بتبني 30 دولة بمبادرة باريس لكشف ومعاقبة المسؤولين عن الهجمات الكيماوية.

ودعا لودريان إلى انسحاب جميع المليشيات المدعومة من إيران، بما فيها "حزب الله"، مطالباً تركيا "في ظل الوضع الخطير بعدم تصعيد عملياتها لضمان أمن حدودها على حساب المدنيين".

ورد وليد سكرية، النائب في البرلمان اللبناني عن «كتلة الوفاء للمقاومة» التابعة لـ»حزب الله»، بقوله، إن «فرنسا كانت من أول المتآمرين على سورية لإسقاطها، وهذا ليس أمراً جديداً على موقفها من الأزمة السورية».

ووسط التقارير المتزايدة عن حصول هجوم بالغاز، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أنها تحقق "في كل الادعاءات، التي تتوافر فيها عناصر موثوقة" حول استخدام السلاح المحرم دولياً، مبينة أن بعثة تقصي حقائق تابعة لها مكلفة "توضيح الوقائع المحيطة بمزاعم عن استخدام مواد كيماوية سامة".

«حظر الكيماوي» تحقق في هجمات جديدة للنظام و«الدلائل تؤكد استخدامه الكلور»
back to top