«رمانة وقلوب مليانة»
مثل شعبي قصته: "فتاة تزوجت وأقامت مع حماتها في البيت نفسه، وكانت حياتها مع حماتها في بداية الزواج حياة سعيدة فيها المحبة والمودة والاحترام والتقدير، لكن سرعان ما تغيرت الأحوال وأصبحت عكس ذلك، فقد حولت الحماة حياة زوجة ابنها إلى جحيم لا يطاق.وأثناء حمل هذه الفتاة توحمت على رمانة، ولم يكن موسمه قد حان بعد، فذهب زوجها يجوب الأقطار والأمصار إلى أن وجد رمانة وأحضرها لزوجته فغمرتها السعادة وتملكها الإحساس بالعظمة، ونظرت إلى حماتها نظرت الكيد والتشفي، ثم ذهبت إلى المطبخ، فلما عادت رأت حماتها تأكل رمانتها العزيزة، فجنّ جنونها وثارت ثائرتها، وانقضّت على حماتها كوحش مفترس مستخدمة جميع الأسلحة الفتاكة من لكمات وشد شعر ورفس وعضّ وصراخ وصل إلى مسامع الجيران؛ مما اضطرهم للتدخل وتخليص الحماة من زوجة ابنها.وقالت إحدى الجارات لزوجة الابن وهي تحاول تهدئتها كل هذا من أجل رمانة فأجابت: "إنها ليست رمانة بل القلوب مليانة" فذهب قولها مثلا يستخدم في حالات الاستخفاف بالأسباب الظاهرية لمشكلة كبيرة.
يا ترى كم وكم من البيوت فيها قلوب مليانة، وهذه القلوب المليانة مثل القنبلة الموقوتة لابد في يوم من الأيام أن تنفجر، وأقصد بانفجارها وقوع الطلاق أو حدوث شجار وزعل وهجر وعدم كلام بين الأزواج لمدة طويلة، وهو ما يسمى في يومنا "بالطلاق العاطفي".كتبت مقالا في "الجريدة" في يوم الجمعة الموافق 24 فبراير 2017م بعنوان "سر الزواج الناجح" ذكرت فيه قصة مارك 100 عام وزوجته أنيتا 99 عاماً، وهما يحتفلان بعيد زواجهما الثمانين، وعند سؤالهما عن سر نجاح زواجهما قالا: "لا يوجد زوجان في الدنيا إلا ويحدث بينهما مشاكل أو اختلاف في الرأي، لكننا نحل مشاكلنا أولا بأول، ولا نؤجلها إلى الغد (إذا تبي صاحبك دوم حاسبه كل يوم)، ومن ثم نتعانق ونقبل بعضنا، ثم ننام قريري العين نومة هنيئة، وهذا هو سر نجاح زواجنا الطويل، مصارحة ومكاشفة وفضفضة وعدم كبت". أرجو من كل زوجين حديثي الزواج أن يترجما نصيحة مارك وأنيتا إلى واقع حي ملموس في حياتهما الزوجية ليعيشا في سعادة وهناء وراحة بال، والحذر كل الحذر من كبت المشاكل التي تحدث بين الزوجين أو تجاهلها لأنها مع مرور الأيام والسنين ستؤدي إلى ظهور أمراض نفسية كالقلق والاكتئاب والانطواء والغضب لأتفه الأسباب، وأخطرها ضعف الرغبة الجنسية أو غيابها.وإذا لم يتم العلاج المناسب لهذه الأمراض والمشاكل فإنها حتما ستؤدي إلى انفجار هائل ومدوٍّ للقلوب المليانة، ومن ثم هدم الحياة الأسرية. اقرأ واتعظ:قال أبو الدرداء لزوجته: إذا رأيتني غضبت فرضّني، وإذا رأيتك غضبى راضيتك، وإلا لم نصطحب. وردد عليها هذه الأبيات:خذي العفو مني تستديمي مودتيولا تنطقي في ثورتي حين أغضبولا تكثري الشكوى فتذهب بالقوىويأباك قلبي والقلوب تقلبفإني رأيت الحب في القلب والأذىإذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب