مصر : حرب الشوارع والأمراء العثمانيين تصل إلى القاهرة
على وقع تلاسن وتوتر في العلاقات المصرية - التركية، قرر محافظ القاهرة، عاطف عبدالحميد، أمس الأول، تغيير اسم شارع سليم الأول بحي الزيتون (شرقي القاهرة)، بالتوازي مع مرور الذكرى الـ500 لانتصار سليم الصاعقة على سلاطين المماليك، والقضاء على استقلال مصر وإلحاقها بالدولة العثمانية.وجاء تغيير اسم الشارع الذي يحمل اسم أحد أشهر سلاطين الدولة العثمانية، بناء على طلب تقدم به أستاذ تاريخ بجامعة حلوان، أنه لا يصح إطلاق اسم مستعمر لمصر، والذي أفقدها استقلالها وحوّلها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية، على أحد شوارع العاصمة المصرية، على أن يتم إجراء حوار مجتمعي تحت رئاسة رئيس حي الزيتون مع أهالي الحي وأصحاب المحال والمهتمين من المثقفين والمؤرخين لاختيار الاسم المناسب للشارع.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا حول إطلاق اسم السلطان سليم الأول، والد السلطان الأشهر سليمان القانوني، على أحد شوارع القاهرة، وسط إعادة حوار مجتمعي حول الحقبة العثمانية في مصر، وسط صراع محتدم بين التيارين العلماني الرافض للعثمانيين، والإسلامي المؤيد لآخر دولة جامعة في المنطقة.وقام سليم الأول العثماني بمغامرة كبرى في العامين 1516- 1517م، عندما نجح في هزيمة الدولة الصفوية في إيران، ثم التف ليهزم سلاطين المماليك في موقعة مرج دابق بشمال سورية، ثم كرر تفوقه في موقعة الريدانية شمالي القاهرة، لينهي وضع الأخيرة كمقر لإمبراطورية مترامية الأطراف ويحول مصر إلى ولاية تابعة.وتمر العلاقات المصرية - التركية بجفاء واضح وتلاسن متبادل، على خلفية تأييد نظام رجب طيب إردوغان لحكم جماعة "الإخوان"، الذي سقط على وقع ثورة شعبية في 30 يونيو 2013، ولم تعترف أنقرة بشرعية ما جرى، ودخلت في تلاسن مع نظام ما بعد 3 يوليو 2013، أدى في النهاية إلى سحب متبادل للسفراء في نهاية العام ذاته، كما تجدد التلاسن منتصف الأسبوع الجاري على خلفية تباين المصالح في المناطق الاقتصادية بمنطقة شرق البحر المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي.واندلعت الأزمة بين تركيا والإمارات قبل مدة، بسبب إعادة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد تغريدة كان طبيب أسنان عراقي مقيم في ألمانيا اسمه علي العراقي نشرها على حسابه على "تويتر"، وادعى فيها أن الأمير العثماني فخرالدين باشا الذي حكم المدينة المنورة (1916-1919) سرق أموال أهل المدينة وخطفهم ورحّلهم إلى الشام وإسطنبول برحلة سميت "سفر برلك"، وزعم سرقة الأتراك لأغلب مخطوطات المكتبة المحمودية وإرسالها إلى تركيا. وردت تركيا على تغريدة بن زايد بتسمية الشارع الذي تقع فيه السفارة الإماراتية في أنقرة باسم فخرالدين باشا.