لليوم الثاني على التوالي، ورغم الاعتراضات اللبنانية، واصلت الآليات الإسرائيلية استكمال بناء الجدار الأسمنتي في نقطة الناقورة أقصى الجنوب، وسط استنفار لجيشها يقابله استنفار في الجانب اللبناني، وتسيير دوريات لقوات «اليونيفيل».

وتزامن ذلك مع زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية السفير ديفيد ساترفيلد ومدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم الى الناقورة حيث التقيا قيادة القوات الدولية وقاما بجولة عند الحدود.

Ad

وأكدت مصادر متابعة، أمس، أن «لقاء جمع ساترفيلد واللواء إبراهيم والقائد العام لليونيفيل الجنرال مايكل بيري، بمقر قيادة الأخير في الناقورة، وتمحور البحث حول بناء اسرائيل الجدار ومدى الالتزام بالقرار 1701».

وأشارت المصادر الى أن «الجيش واليونيفيل باشرا إعداد ملف حول الاجراءات الاسرائيلية على الحدود عبر تصويرها، ليصار الى عرضها كوثائق في اللقاء الثلاثي في الناقورة الذي يعقد دوريا كل شهر».

وأضافت: «اسرائيل تنتظر زيارة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي أوفد ساترفيلد للوساطة بينها وبين لبنان على البلوك الغازي رقم 9 وعلى بناء الجدار»، وختمت: «استكمال بناء الجدار مرتبط بنتائج زيارة تيلرسون، ففي حال نجحت الوساطة، ستكتفي بما بنته وإن لم تنجح فستكمل البناء غير آبهة بنقاط التحفظ».

لا تصعيد

في السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول رفيع المستوى في الحكومة اللبنانية قوله، أمس، إن «مبعوثاً أميركياً أكد للمسؤولين اللبنانيين أن إسرائيل لا تريد التصعيد في النزاع على الجدار» الحدودي الذي تبنيه شمالاً.

وأضاف: «فيما يتعلق بزيارة ساترفيلد فقد أجرى محادثات تتعلق بالجدار مع إسرائيل، وقال إنه ليس هناك ما يدعو للقلق ولا يوجد اتجاه للتصعيد. وأكد للبنان أن إسرائيل لا تريد التصعيد».

عون والحكومة

واستحوذت مسألة بناء الجدار على أعمال مجلس الوزراء اللبناني، أمس. وأشار رئيس الجمهورية ميشال عون، في مستهل الجلسة، الى موضوعي «الجدار الأسمنتي والرقعة رقم 9 في المياه اللبنانية الإقليمية»، لافتاً الى أن «الاتصالات مستمرة لمعالجة الأمرين، لا سيما أن ملكية الرقعة 9 هي للبنان، وأي اعتداء عليها هو اعتداء على لبنان».

وأكد عون «حق لبنان في ممارسة سيادته على ارضه ومياهه ورفض أي اعتداء عليهما»، قائلا: «الاتصالات جارية عبر الأمم المتحدة والدول الصديقة لمعالجة هذا الموضوع بالطرق الدبلوماسية، ونأمل الا تصعد اسرائيل اعتداءاتها في هذا المجال»، معلناً ان «التعليمات اعطيت لمواجهات أي اعتداء على لبنان».

الحريري

كما تحدث رئيس الحكومة سعد الحريري، خلال الجلسة، فأكد أن «جميع القوى السياسية مهما اختلفت فيما بينها تقف موحدة لمواجهة التحدي الإسرائيلي المتمثل راهنا ببناء الجدار الأسمنتي وادعاء ملكية البلوك رقم 9».

وقال الحريري: «لقد اجتمع مجلس الدفاع الأعلى واتخذ قرارا يدعم سياسة لبنان واستقلاله وحقه في الدفاع عن ارضه»، مضيفاً: «نعمل مع كل الدول الصديقة والأمم المتحدة لمواجهة الأطماع الاسرائيلية، ونأمل أن نصل الى نتائج ايجابية، ويتحرك فخامة الرئيس ودولة الرئيس (نبيه) بري وانا ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في اتجاهات عدة، كما نأمل أن تتحقق النتائج المرجوة».

ميناء

وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل ​يوسف فنيانوس عن نية الوزارة في إنشاء مرفأ تجاري وللترانزيت في ​الناقورة​، مع الاخذ بعين الاعتبار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ولفت فنيانوس، في مؤتمر صحافي، أمس، إلى ان «العدو الاسرائيلي يبقى متطاولا على حقوقنا، وفي كل مرة نضطر بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ان نلقنه درسا حفاظا على امننا واستقرارنا»، مضيفا أن «الجيش الاسرائيلي قبل سنة شق طريقا عسكريا في مزارع شبعا والمخطط نفسه يطبق اليوم في الناقورة». كما أشار الى أن «الدولة قررت الرد على مختلف الصعد ومنها عبر وزارة الاشغال، وهي على اهبة الاستعداد لذلك».

الصواريخ والمصانع

وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إنهم يعتقدون أن إيران تنشئ مصانع في لبنان لإنتاج صواريخ دقيقة التصويب قد تمكن حزب الله من تهديد البنية الأساسية الحيوية في إسرائيل في أي حرب قد تنشب في المستقبل. وقال مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم قد يأمرون بتوجيه ضربات استباقية لمثل هذه المصانع.

وساترفيلد معروف لكل لبنان وإسرائيل باعتباره سفيرا سابقا في بيروت ورئيسا سابقا لقوة حفظ السلام الدولية في صحراء سيناء المصرية، وهو الدور الذي جعله على اتصال مستمر مع مسؤولي الأمن الإسرائيليين.

جولة رئيسي العسكرية

إلى ذلك، ظهر عضو مجلس الخبراء الإيراني ابراهيم رئيسي، سادن مرقد الامام الرضا، المرشح الاصولي ضد الرئيس الحالي حسن روحاني، في جولة عسكرية تفقدية في منطقة الحدود مع إسرائيل في الجنوب اللبناني. الصورة التي يبدو فيها رئيسي، البالغ 58 سنة، محاطا بقادة ميدانيين من حزب الله تم تمويه وجوههم، كانت أثناء زيارته للبنان جرت الاسبوع الماضي.

ونشرت الصورة ضمن تقرير نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس الأول، من دون أن تذكر مصدرها، ولا مصدر معلوماتها عن الجولة التي لم يكن عالما بها سوى قيادة «حزب الله» وبعض عسكرييه.

وذكرت الصحيفة أن رئيسي قال خلال الجولة ان «تحرير القدس بات قريبا (...) وبفضل حركات المقاومة الفلسطينية، تمكنت فلسطين من مواجهة إسرائيل، وليس للمفاوضات جدول لتحرير البلاد من اسرائيل». وكان يعتقد على نطاق واسع ان رئيسي يعد نفسه لخلافة المرشد الاعلى علي خامنئي، الا ان خسارته الانتخابات الرئاسية اخذت من رصيده.