بانتظار وصول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الى بيروت، لاحت بوادر انقسام بين القوى السياسية بشأن الوساطة الاميركية مع إسرائيل، في موضوع الجدار الحدودي والبلوك النفطي رقم 9، بالاضافة الى مواضيع اخرى بينها مصانع السلاح الإيرانية في لبنان. وفي هذا السياق، أكّد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، بعد لقاء دام ساعة ونصف الساعة مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، أنه «من المهم جداً في هذه المرحلة أن تتداول الحكومة اللبنانيّة بشكل جدي الحلول المطروحة من الموفد الأميركي للوصول إلى أفضل مخرج ممكن يحافظ على جميع حقوقنا الوطنيّة ويفتح لنا آفاق المستقبل».
وفي اشارة الى ايران، شدد جعجع على أنه «يجب علينا جميعاً العمل من أجل الحفاظ على جميع حقوقنا الوطنيّة، إن كان على اليابسة أو في المياه، وذلك من دون أن نترك لأي طرف خارجي فرصة الاستفادة من هذه القضيّة واستخدامها في قضايا لا علاقة للبنان بها».وأشار الى أنه «لدى الموفد الأميركي حلول، إن كان فيما يتعلّق بالمناطق البريّة المتنازع عليها أو بالنسبة للحدود البريّة، ويقول إنه طرحها على الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجيّة».في السياق نفسه، رحب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بالوساطة الأميركية لحل أزمة حدود لبنان البحرية والبرية مع إسرائيل، خلال استقباله ساترفيلد. وأكد المشنوق تمسك لبنان بحقه في مياهه الإقليمية وفي نفطه، مضيفاً: «لبنان يرفض السماح للعدو الإسرائيلي بالاستيلاء على أي مساحة من حقوقه، إنْ في البر أو في البحر». كذلك ناقش الجانبان مضمون الوساطة الأميركية للحل، ورحب المشنوق بالدور الأميركي في التوصل إلى حل لهذا الخلاف، واستبعد أن يؤدي هذا الخلاف إلى مواجهة عسكرية. وأكد ساترفيلد إصرار الولايات المتحدة على نجاح مؤتمر «روما 2» لدعم قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني.في المقابل، رأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إن «لبنان ليس في موقع أن يتنازل عن حقه مثقال ذرة، حتى ولو جاء وزير خارجية اميركا»، مشددا على أن «لبنان قادر على انتزاع كامل حقه بقوة الجيش والمقاومة». وأشار قاووق الى «تصاعد في وتيرة العدوان الاسرائيلي برا وجوا وبحرا، والذي يمس الثروة النفطية في البحر كما في الأراضي اللبنانية الحدودية، وفي سماء لبنان وخصوصا الخروقات الجوية اليومية».وأكد خلال احتفال تأبيني في حسينية الصرفند أن «لبنان متمسك بكامل حقه بالثروة النفطية وبالموقف القوي الذي يستند الى قوة الحق، وإلى معادلة الجيش والمقاومة والإجماع الوطني الواسع، الرافض لأي تفريط بأي حبة تراب ونقطة ماء»، لافتاً إلى أن «السيادة لا تتجزأ وكل نقطة ماء من مياهنا في البحر وكل حبة تراب من تراب الجنوب تساوي كل السيادة والاستقلال والكرامة». إلى ذلك، تعهد وزير الطاقة اللبناني سيزار أبي خليل، أمس، بأنه سيكون هناك تنقيب كامل في منطقة الامتياز البحرية رقم 9 (البلوك 9) التي يقع جزء منها في المياه المتنازع عليها مع إسرائيل.وقال لبنان، أمس، إنه وقع أول عقوده للتنقيب والإنتاج للنفط والغاز البحريين في منطقتي امتياز. ووقع كونسورتيوم يضم "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية عقودا لمنطقتين من بين خمس مناطق امتياز طرحتها لبنان في عطاء.الى ذلك، حضر أمس رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، القداس الرسمي في كنيسة مار مارون في الجميزة، بمناسبة عيد مار مارون، بينما تغيب رئيس الحكومة سعد الحريري الموجود خارج البلاد. ولدى سؤال وزير الخارجية جبران باسيل، خلال مغادرته قداس العيد، حول ما اذا صافح رئيس مجلس النواب أجاب: «اليوم عيد، ولن نتحدث في السياسة«.
دوليات
لبنان: بوادر انقسام بشأن الوساطة الأميركية مع إسرائيل
10-02-2018