ماذا لو؟ وهل؟

ماذا لو؟ هو سؤال أتمنى أن يضعه جميع الناس أمام أعينهم قبل إصدار الأحكام على غيرهم. ماذا لو وُضِعت مكان أحدهم في موقف ما، فهل ستكون ذلك الحكيم والملاك والمسيطر الذي تدعيه؟

ماذا لو كنت مكان تلك الأم الساخطة والعصبية التي تصرخ على أولادها في الشارع أو السيارة، وتتهمها بأنها أم نكدة لا تعرف الهدوء أو التربية؟ هل تعرف ما مرت به ذلك اليوم أو الظروف التي تعيشها، ربما تكون قد فقدت عزيزا أو شيئا أو وظيفتها، هل ستكون أكثر حكمة وهدوءا واتزانا؟

ماذا لو كنت مكان ذلك الإنسان الذي يمد يديه لينتظر منك ربع دينار، أو ما تجود به يداك من خردة باقية في السيارة تضعها في يديه وأنت متباهٍ بصدقتك العظيمة، وأنت تتهمه بالاستجداء وأن أمثاله ملؤوا الشوارع، هل كنت ستتصرف بهذه العنجهية والكبر؟

ماذا لو كنت مكان تلك الفتاة التي أخطأت أو الشاب الذي أخطأ بخطيئة ربما دمر حياتهما، هل كنت ستتصرف أفضل منهما؟ هو أو هي مرا بلحظة ضعف وأخطآ فهل ستكون أقوى وأعقل؟ ألم تمر بك لحظة الضعف هذه أم تصنف ضمن فئة أقوى إنسان في العالم؟ لو سمحت للحظة فقط، وقبل أن تطلق لسانك الجامح هذا بدون لجام، ضع نفسك مكانهم للحظة، وفكر ماذا سأفعل وأنا داخل الصورة، ولا تحكم وأنت خارجها، فلا يعلم القلوب إلا الله.