غداة عرض عسكري شمالي ضخم، عقدت في كوريا الجنوبية أمس قمة رمزية بين الرئيس الجنوبي مون جاي والرئيس الفخري للجارة الشمالية كيم يونغ نام، قبيل حفل افتتاح دورة الألعاب الشتوية التي تحتضنها سيول اعتبارا من أمس حتى 25 فبراير الجاري.وأظهرت التغطية التلفزيونية أن نام كان ضمن الموجودين في الاستقبال الذي جرى تنظيمه في مدينة بيونغ تشانغ، للضيوف رفيعي المستوى، ووجهت الدعوة الى نائب الرئيس الأميركي (لمايك) بينس ورئيس وزراء اليابان يشينزو آبي.
وكان وفد رفيع المستوى يضم 22 فردا من كوريا الشمالية، بينهم كيم يو جونغ شقيقة زعيم كوريا الشمالية، وصل في وقت سابق أمس إلى كوريا الجنوبية لحضور حفل افتتاح البطولة التي تقام في بيونغ تشانغ.وكشفت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن وصول الطائرة التي تقل الوفد القادم من بيونغ يانغ إلى مطار انشيون بكوريا الجنوبية. ويعد كيم يونغ نام أبرز مسؤول من كوريا الشمالية يزور الجارة الجنوبية.ويشهد أولمبياد 2018 الشتوي مشاركة 22 رياضيا من كوريا الشمالية، كما حضر إلى كوريا الجنوبية مئات المشجعين من الشمال إلى جانب فرقة أوركسترا للمشاركة في الفعاليات الاحتفالية.
مصافحة تاريخية
وشهدت انطلاقة دورة الألعاب أمس حدثاً تاريخياً بمصافحة شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يو جونغ، الرئيس الكوري الجنوبي.والتقت كيم، وهي أول فرد من الأسرة الحاكمة في كوريا الشمالية يزور الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية في 1953، مون لدى وصوله إلى حفل الافتتاح في بيونغ تشانغ.مقاطعة أميركية
لكن الأجواء الإيجابية لم تكتمل بتغيب نائب الرئيس الأميركي عن حفل عشاء جمع الرئيس الكوري الجنوبي والرئيس الفخري لكوريا الشمالية.وأظهرت مشاهد تلفزيونية للمخطط التوضيحي للمقاعد أن مقعد بنس يقابل مقعد الرئيس الكوري الشمالي في حفل الاستقبال في بيونغ تشانغ.إلا أن المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية أوضح أن بنس وصل متأخراً «وتبادل التحية مع الجالسين على الطاولة الرئيسية وغادر بدون أن يجلس إلى الطاولة».وقال المتحدث إن بنس أبلغ سيول سابقاً أنه سيتناول العشاء مع الرياضيين الأميركيين المشاركين في الألعاب الشتوية بعيد ذلك «لذا فإن مقعده لم يكن معدا».وأوضح المتحدث أن بنس «كان سيغادر مباشرة بعد التقاط الصورة الجماعية، إلا أن الرئيس مون دعاه إلى رؤية أصدقاء، لذا فقد مر سريعاً على حفل الاستقبال».وأشار إلى أن بنس لم يصافح كيم إلا أن رئيس الوزراء الياباني صافحه وتبادل معه أطراف الحديث.ضغط نووي
في غضون ذلك، اتفق رئيس الوزراء الياباني ورئيس كوريا الجنوبية أمس على أهمية زيادة الضغط على كوريا الشمالية لإرغامها على التخلي عن برامجها النووية والصاروخية.وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها آبي، في مؤتمر عقب لقائه الرئيس مون، قبيل انطلاق دورة الألعاب أمس.ونقلت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء عن آبي القول انه «يتعين أن تدرك كوريا الشمالية أن العلاقات المتينة بين اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يمكن أن تتذبذب».وأضاف «نحتاج أن تطبق جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قرارات مجلس الأمن بدقة، وأن تعمل على زيادة الضغوط إلى أعلى حد ممكن إلى أن تغير بيونغ يانغ من سياساتها، وتأتي لنا طالبة الحوار».طلب جنوبي
على صعيد متصل، ذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية أن الرئيس مون طلب دعم اليابان في تنسيق محادثات بين الكوريتين.وأضافت أن الرئيس مون أبلغ رئيس وزراء اليابان أن سيول تعمل من أجل خلق فرصة لتسوية أزمة برنامج كوريا الشمالية النووي، وتأسيس سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية من خلال الألعاب الأولمبية، معرباً عن تقديره لترحيب الجانب الياباني بذلك.ورغم أن بيونغ يانغ أوقفت عمليات إطلاق الصواريخ البالستية منذ نوفمبر الماضي فإنها نظمت عرضا عسكريا ضخماً عشية افتتاح الاولمبياد بمناسبة الذكرى السبعين على تأسيس الجيش في كوريا الشمالية، في حين رأى بعض المراقبين أن تقديم موعد العرض العسكري «انتكاسة» في العلاقات الدافئة بين الكوريتين التي صاحبت الأولمبياد.