تجاوزت خسائر أسواق الأسهم العالمية هذا الأسبوع 5 تريليونات دولار، عقب الهبوط الحاد الذي تعرض له "وول ستريت" خلال تعاملات أمس الأول، والتي أعقبها دخول نصف القطاعات المدرجة بمؤشر "إس آند بي 500" في منطقة تصحيح.وكتب كبير محللي "إس آند بي" و"داو جونز" هوارد سيلفربلات، في مذكرة له مساء امس الأول، ان "إس آند بي 500" فقد 2.49 تريليون دولار خلال الأسبوعين الماضيين، بينما فقدت الأسواق العالمية مجتمعة 5.2 تريليونات دولار.
ودخلت خمسة قطاعات مدرجة بالمؤشر إلى نطاق التصحيح بجانب "إس آند بي 500" نفسه، الذي تراجع بنسبة 10.2 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين، وبنسبة 3.8 في المئة خلال تعاملات أمس الأول.وانخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات أمس الأول، وعمقت خسائرها في الدقائق الأخيرة من الجلسة، وسجل "داو جونز" ثاني أكبر خسائر يومية بالنقاط في تاريخه، تزامنا مع إقبال المستثمرين على عوائد سندات الخزانة.وهبط "داو جونز" الصناعي بنسبة 4.2 في المئة، أو 1033 نقطة إلى 23860 نقطة، كما انخفض "ناسداك" بنحو 4 في المئة أو 275 نقطة إلى 6777 نقطة، بينما تراجع "S&P" بنسبة 3.7 في المئة أو 100 نقطة إلى 2581 نقطة.وارتفع سهم "تويتر" (TWTR.N) بنسبة 12 في المئة إلى 30.1 دولارا، بعد أن قفز بنحو 27 في المئة بداية الجلسة في أعقاب الإعلان عن أول صافي ربح فصلي للشركة في الربع الأخير من العام الماضي.من جانبه، حاول عضو الفدرالي نيل كاشكاري تهدئة الأسواق بقوله إن البنك المركزي غير مضطر لرفع الفائدة، ردا على ارتفاع التضخم الناجم عن نمو الأجور، بينما يرى رئيس "الفدرالي" بمدينة نيويورك ويليام دادلي أن هبوط سوق الأسهم لا يشكل خطرا على النمو الاقتصادي.وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل العملات الرئيسية، هامشيا خلال تعاملات امس، عند 90.21، في 12:36 مساء بتوقيت مكة المكرمة، مع تراجع أسواق الأسهم العالمية، في ظل ثاني إغلاق للحكومة الأميركية هذا العام.وارتفع اليورو 0.19 في المئة عند 1.2270 دولار، كما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.26 في المئة إلى 1.3949 مقابل الدولار، وارتفعت العملة الأميركية 0.31 في المئة إلى 109.08 أمام نظيرتها اليابانية.وفي الأسواق الأوروبية، تراجع مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنحو 1.60 في المئة إلى 374 نقطة.وانخفض مؤشر "فوتسي" البريطاني 108 نقاط إلى 7170 نقطة، وهبط مؤشر "داكس" الألماني 330 نقطة إلى 12260 نقطة، وتراجع المؤشر الفرنسي "كاك" 104 نقاط إلى 5151 نقطة.واستهلت تلك المؤشرات تعاملات الجمعة على تراجع، في ظل اضطراب الأسواق حول العالم، مع استمرار متابعة المستثمرين لنتائج أعمال الشركات.وانخفضت الأسهم الأوروبية لتلحق بنظيرتها الآسيوية والأميركية، مع استئناف عمليات البيع في أسواق الأسهم العالمية، التي توقفت لفترة وجيزة خلال الأسبوع.وانخفض مؤشر "ستوكس يوروب 600" 0.55 في المئة إلى 372 نقطة، عند أدنى مستوياته في أكثر من 5 أشهر، كما تراجع مؤشر "فوتسي" البريطاني 0.49 في المئة عند 7135 نقطة، في الساعة 11:13 صباحا بتوقيت مكة المكرمة.كما تراجع "داكس" الألماني 0.28 في المئة عند 12226 نقطة، وهبط الفرنسي "كاك" 0.4 في المئة إلى 5129 نقطة.وفي آسيا، تراجعت الأسهم خلال جلسة أمس مع عودة عمليات البيع في الأسهم العالمية، والتي بدت أنها انتهت لفترة وجيزة في منتصف الأسبوع، مع الانخفاض الحاد لأسهم "وول ستريت" أمس. وأغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض، حيث تراجع مؤشر "نيكي" 2.3 في المئة إلى 21382 نقطة، لتصل خسائره هذا الأسبوع إلى 8.1 في المئة، كما انخفض المؤشر الأوسع نطاقا "توبكس" 1.91 في المئة عند 1731 نقطة، ليسجل خسارة أسبوعية بنسبة 7.1 في المئة.وانخفضت أسهم هونغ كونغ خلال جلسة امس، لتسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ الأزمة المالية العالمية، في ظل اضطرابات الأسواق حول العالم.وعند الإغلاق، انخفض مؤشر "هانغ سنغ" 3.1 في المئة إلى 29507 نقاط، لتصل نسبة تراجعه خلال الأسبوع إلى 9.5 في المئة، مسجلا أكبر خسارة أسبوعية منذ أكتوبر 2008.وفي الوقت نفسه، انخفضت الأسهم الصينية بأسوأ وتيرة في نحو عامين، مع موجة تراجع في الأسواق العالمية، وأغلق مؤشر "شنغهاي" المركب منخفضا 4 في المئة عند 3131 نقطة، كما هبط "شنتشن" المركب 3.19 في المئة إلى 1679 نقطة.وأعلن بنك الشعب الصيني امس أنه أفرج عن سيولة نقدية بنحو 2 تريليون يوان (316.28 مليار دولار) لتلبية الطلب على النقود قبل السنة القمرية الجديدة.وكشفت البيانات ارتفاع التضخم في أسعار المستهلكين في الصين بنسبة 1.5 في المئة في يناير مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، كما نما مؤشر أسعار المنتجين 4.3 في المئة على أساس سنوي.وجاء تراجع الأسهم الصينية وأسهم هونغ كونغ في ظل انخفاض جماعي للأسهم الآسيوية أمس مقتفية أثر نظيرتها الأميركية، حيث انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي في ختام جلسة أمس أكثر من ألف نقطة.كما تراجعت الأسهم الكورية الجنوبية أيضا، مع انخفاض مؤشر "كوسبي" 1.89 في المئة مع تراجع أغلب القطاعات، وهبط سهم "سامسونغ إلكترونكس" 3 في المئة، بعد أنباء نشرتها وكالة "يونهاب" أمس الأول عن أن النيابة أجرت بحثا في مكاتب الشركة كجزء من تحقيق مع رئيس البلاد السابقة "لي ميونخ-باك".
«الشيوخ» يمرر اتفاق الميزانية
وافق مجلس الشيوخ الأميركي امس على تمرير اتفاق للميزانية لمدة عامين من شأنه تعزيز كل من الإنفاق المحلي والدفاع بمئات مليارات الدولارات، وذلك بعد إغلاق جزئي للحكومة للمرة الثانية هذا العام.وسيستمر التوقف في التمويل الحكومي حتى تمرير مجلس النواب لمشروع القانون الذي من شأنه أيضا تعليق سقف الدين حتى مارس 2019، وإذا صوت مجلس النواب على المشروع فإنه سيُرسل للرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوقيعه.ولكن إذا فشل مجلس النواب في تمرير اتفاق الميزانية، فإن ذلك سيسبب ثاني إغلاق كامل للحكومة الأميركية في أقل من شهر.وصوت المجلس بموافقة 71 عضوا مقابل معارضة 28 عضوا، بعد تأجيل التصويت عليه بسبب معارضة السيناتور الجمهوري راند بول بسبب تكلفته، مما سبب إغلاق الحكومة.وأصدر مكتب الإدارة والميزانية قراراً رسميا بدخول الحكومة الأميركية في إغلاقها الثاني هذا العام، بعدما فشل الكونغرس في الاتفاق على خطة للنفقات الفيدرالية.ودعا مدير المكتب ميك مولفاني في نص قراره الصادر امس، الوكالات الفيدرالية الى تطبيق خطط الطوارئ الخاصة بها، كما ينبغي على الموظفين الفيدراليين الحضور إلى مقار عملهم لتنفيذ إجراءات الإغلاق.من جانبه، علق نائب الرئيس الأميركي مايك بينس الذي يقود الوفد الأميركي في مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية، قائلا إن إدارة ترامب تأمل ألا يستمر الإغلاق الحكومي طويلا.وبحسب أسوشيتيد برس أضاف بينس: نأمل تمرير الخطة التي تم التوصل إليها في مجلس الشيوخ وإرسالها إلى مجلس النواب، نحن على أهبة الاستعداد مع اقتراب التصويت.