هل استدرجت إيران إسرائيل لعمق سورية؟
لم تستبعد مصادر إسرائيلية أن تكون إيران قد نصبت كميناً لإسرائيل من خلال الطائرة من دون طيار التي قادت إلى استدراج المقاتلات الإسرائيلية إلى شن هجمات ردا على الطائرة الإيرانية، حيث تعرضت لكمين من المضادات الأرضية وصواريخ الاعتراض من بطاريات "السام" التي أطلق منها ما لا يقل عن 25 صاروخا، وهو تطور غير مسبوق.اللافت في التطورات الحالية أنها المرة الأولى التي تكون فيها مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران في سورية، ويبدو أن هذا التصعيد الخطير لم ينته بعد، حيث يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية، ومن غير المستبعد أن تنفذ إسرائيل غارات إضافية في العمق السوري.
وتأتي هذه التطورات بعد يومين من تحذير خبراء دوليين من خطر تفجر "حرب إقليمية على نطاق واسع"، تكون سورية ميدانها، في حال تجاوزت الأطراف المعنية الخطوط الحمر المتفاهم حولها بصفة مباشرة أو غير مباشرة برعاية روسيا. ورجح الخبراء في تقرير أصدره مركز "مجموعة الأزمات الدولية" في بروكسل، أن "روسيا تنفرد بالقدرة على إبرام تفاهمات بين النظام السوري وإيران وحزب الله من ناحية، وإسرائيل من ناحية أخرى، قد تساعد على الوقاية من الحرب الإقليمية".وتتمثل الخطوط الحمر بالنسبة لإسرائيل في ألا يقترب مقاتلو الميليشيات الشيعية من خط وقف النار في هضبة الجولان، وأن تتمكن روسيا من جهة أخرى من إقناع إيران بعدم المخاطرة ببناء قواعد عسكرية وتجهيزات دقيقة في سورية.