«حزب الله» والجيش اللبناني يضبطان الإيقاع جنوباً
شظايا الصواريخ تطال سرعين وعلي النهري... وبيروت تشتكي إسرائيل وتؤكد حق دمشق
تابع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، منذ فجر أمس، التطورات التي نتجت عن الاعتداءات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، وتلقى تقارير عسكرية وأمنية عدة عن مسار هذه الاعتداءات التي طاولت شظاياها أراضي لبنانية في منطقة البقاع. وأجرى عون اتصالات هاتفية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الموجود خارج لبنان، وتشاور معهما في الأوضاع المستجدة، وما يمكن أن يتخذ من مواقف حيالها، وتلقى اتصالات من وزير الدفاع يعقوب الصراف، وقائد الجيش العماد جوزف عون لمتابعة التطورات.وأكدت مصادر أمنية، أمس، أن "الأجهزة الأمنية انتشرت في مدينة صور، وتحديدا في بساتين الحنّية والقليلة، وسيّرت دوريات لمنع قيام مجموعات فلسطينية متشددة بإطلاق صواريخ في اتجاه إسرائيل وجرّها إلى غرب المنطقة"، مشيرة إلى أن "مستوى التنسيق بين حزب الله والجيش اللبناني كان كبيرا لمنع تدهور الوضع على الحدود اللبنانية الجنوبية".في موازاة ذلك، عُثر في سهل بلدة سرعين البقاعية على بقايا صاروخ سوري اطلق على الطائرات الإسرائيلية، وشظايا في سهل بلدة علي النهري، كما عثر على أجزاء من صاروخ سقطت في رياق وحارة الفيكاني.
كذلك، سقط صاروخ من طراز "سام" مضاد للطائرات في وادي الحاصباني وسط بستان ليمون، كان أطلق في اتجاه الطائرات الاسرائيلية من الاراضي السورية، كما اُفيد بسقوط "جسم غريب" بين بلدتي كوكبا وحاصبيا يرجح أن يكون صاروخا سوريا مضادا للطائرات.وتفقّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، امس، مكان سقوط صاروخ "سام" في وادي الحاصباني، واكد في اعقاب ذلك "جاهزية الجيش والمقاومة في ردع أي عدوان اسرائيلي في حال قيام العدو بأي مغامرة"، لافتا الى أن "الوضع في الجنوب متماسك وممتاز"، ووجه تحية "تقدير وإكبار لتصدي الجيش السوري للعدوان الاسرائيلي".ودانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، في بيان أمس، "الغارات التي تعرضت لها سورية"، واكدت "حق الدفاع المشروع على اي اعتداء إسرائيلي"، مشيرة الى أن "وزير الخارجية والمغتربين أعطى تعليماته إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بحق إسرائيل لإدانتها وتحذيرها من مغبة استخدامها الاجواء اللبنانية لشن هجمات على سورية". واضافت الوزارة ان "مثل هذه السياسة العدوانية التي تمارسها إسرائيل تهدد الاستقرار في المنطقة، لذلك تطلب الوزارة من الدول المعنية كبح جماح إسرائيل لوقف اعتداءاتها".إلى ذلك، رأى رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أن "اضطرابات كبيرة قادمة على المنطقة"، معتبرا أنه "لن ينفع التفكير في فصل المسارات، لأن الإسرائيلي اصلا اعلن ربطها". وقال جنبلاط، في تغريدة عبر "تويتر" أمس، "صناع القرار في لبنان وجب الاحتياط والعدول عن المشاريع الكبرى المكلفة"، مشددا على أن "أفضل شيء الإصلاح والتقشف في انتظار العواصف. التاريخ يعيد نفسه".