متحف بيروت يعرض قطعاً أثرية مستعادة من أميركا

• حملة «تراثنا ليس للبيع» تتصدّى للاتجار غير المشروع بالآثار

نشر في 11-02-2018
آخر تحديث 11-02-2018 | 00:09
د. غطاس خوري
د. غطاس خوري
تحت شعار «تراثنا ليس للبيع» الذي أطلقته وزارة الثقافة اللبنانية بالتعاون مع اليونسكو، عرضت في المتحف الوطني في بيروت خمس قطع أثرية فقدت من مستودعات المديرية العامة للآثار إبان الحرب التي عصفت في لبنان وتمّ تهريبها إلى الولايات المتحدة، واستعيدت بعد نحو 37 عاماً واودعت مكانها المعهود في المتحف الوطني في بيروت.
المنحوتات الأثرية الخمس التي استعادها لبنان من أميركا هي: منحوتة من الرخام لرأس ثور، وأربعة تماثيل رخامية لرجال تعود إلى الحقبة اليونانية في القرنين الرابع والسادس قبل الميلاد، من بينها تمثال شبه مكتمل صادرته السلطات الأميركية في أواخر العام الماضي من منزل لبناني مقيم في نيويورك.

تأتي هذه القطع من مدينة نيويورك، بعد معركة قضائية وأمنية وتحقيقات قامت بها مديرية الآثار في وزارة الثقافة، بمساعدة المدعي العام في ولاية نيويورك والسفارة الأميركية في لبنان والسلطات الأميركية، وخبراء أكدوا أن هذه القطع تأتي من معبد أشمون في صيدا، وكانت ملكاً للبنان وسرقت خلال الحرب.

تعاون لبناني - أميركي

خلال حفلة الافتتاح معرض تضمن القطع المستعادة، عبَّر وزير الثقافة في لبنان د. غطاس خوري عن امتنانه لكل من أسهم وساعد على استعادة هذه القطع التي وجدت في لبنان وأوروبا والولايات، لا سيما السفارة الأميركية في لبنان بشخص السفيرة اليزابت ريتشارد وطاقم عملها، ومكتب المدعي العام في مدينة نيويورك ومساعده الكولونيل ماثيو بغدانوس الذي لم يدخر جهداً في هذا الصدد، ويجري تحقيقات ذات صلة، ويلتزم بمكافحة الاتجار بالآثار، وذلك للحفاظ على التراث في لبنان ودول أخرى في المنطقة.

كذلك شكر خوري مكتب المحاماة «كليري غوتليب» الذي مثّل لبنان، مجاناً، في هذه القضية قناعة منه بضرورة الحفاظ على التراث والمخزون التاريخي للدول، والمدير السابق والمدير التنفيذي لمتحف متروبوليتان في نيويورك توماس كامبل «الذي تنبه الى أصول قطعة رأس الثور التي تعود الى لبنان وأبلغنا بذلك في ديسمبر 2016، والبروفسور رولف ستوكي لتوثيق القطع التي عثر عليها خلال أعمال التنقيب في معبد أشمون وأسهمت في ضمان استعادة هذه القطع وغيرها».

أكد الوزير خوري التزام الوزارة بحملة «تراثنا ليس للبيع» التي أطلقتها أخيراً بالتعاون مع اليونسكو، داعياً القطاعين العام والخاص إلى مؤازرة الوزارة في جهودها، ولافتاً إلى أن الهدف من هذه الحملة التصدي للاتجار غير المشروع بالآثار، «لهذا، نشارك في حملات توعية ودورات تدريبية متعلقة بالجمارك وإنفاذ القوانين للتمكن من اتمام عملنا بفاعلية».

أضاف: «في الفترة الأخيرة، تم تفعيل مرسوم جديد يرمي إلى الحث على تسجيل الآثار بما فيها المجموعات الأثرية الخاصة، عملاً بما تنص عليه القوانين المرعية الإجراء والمعاهدات الدولية لتوفير فرصة عامة للمشاركة في حماية تراثنا وتوثيقه».

أخيراً، طلب خوري من المواطنين التعاون مع الحملة «لضمان حق أطفالنا وأولادنا في الاطلاع على تاريخ لبنان الغني والافتخار به»، وتوقف عند ما للمتحف الوطني من رمزية، «إذ يقع على ما كان يسمى «الخط الأخضر» ما بين الأطراف المتنازعة خلال السنوات الطويلة للحرب، وهو شاهد على أبشع الفترات في تاريخنا ولكنه، هذا المتحف، يبقى سامياً ويتابع مهمته في الثناء على تاريخنا الرائع والغني. في هذا الصدد، نتطلع إلى استعادة المجموعات العائدة إليه، آملين بأن تحمل ذاكرة لأخطاء الماضي وأن تكون شعلة وقادة للتفاؤل بمستقبل أفضل».

ريتشارد

أثنت السفيرة الأميركية إليزابت ريتشارد على العمل الجاد الذي قام به لبنان لاستعادة آثار تعود إلى دول أخرى وإرجاعها إليها. وقالت: «أعلم أنه كان ثمة جهد بلا كلل على مر السنين لمسؤولي الوزارة اللبنانية ومديرية الآثار والأجهزة الأمنية: كالشرطة والجيش وأجهزة أمن وحدود أخرى، لضبط آثار آتية من سورية والعراق، ومن أماكن أخرى، ومصادرتها، وحفظها في مكان آمن وإرجاعها إلى بلدان المصدر. لذلك أود أن أقول لكم كلمة تقدير لما قمتم به تجاه الآخرين، وهذا أقل ما يمكننا القيام به للبنان لمساعدتكم على استعادة ما هو حق لكم».

في معرض كلمتها وجهت تحية إلى عرّاب المتحف الوطني الأمير موريس شهاب الذي حرص طوال فترة الحرب على حمايته وحماية القطع الأثرية في داخله.

المنحوتات الخمس تعود إلى الحقبة اليونانية في القرنين الرابع والسادس قبل الميلاد
back to top