قبل نحو 18 يوماً من انتهاء المهلة التي حددها الرئيس المصري للتخلص من الإرهاب في سيناء، خلال 3 أشهر، المقرر انتهاؤها نهاية فبراير الجاري، واصلت عناصر الجيش والشرطة المصرية، المرابطة في سيناء، تنفيذ عمليات الدهم والتمشيط لليوم الثاني، أمس، ضمن العملية الشاملة التي أطلقتها القيادة العامة للقوات المسلحة، أمس الأول، لتطهير سيناء من الإرهاب.وقال البيان رقم (3) الذي أصدره الناطق العسكري، العقيد تامر الرفاعي أمس، إن المقاتلات استهدفت مخازن تكديس الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة، وكذلك مناطق الدعم اللوجيستي المكتشفة حديثا، مع الاستمرار في تنفيذ أعمال التأمين الجوي للمناطق الحدودية.
ولفت البيان المُصور إلى أن عناصر من القوات الخاصة وحرس الحدود داهمت بالتعاون مع الشرطة المدنية محاور مختلفة في مناطق تتبع شمال ووسط سيناء، وأن الهدف من تلك العمليات مطاردة العناصر الهاربة والقضاء عليها، مشددا على أن القوات الخاصة البحرية واصلت تنفيذ أعمال التأمين لساحل البحر من رفح وحتى غرب العريش، لقطع طرق الإمداد عن العناصر الإرهابية، مع الاستمرار في حماية الأهداف الاقتصادية في البحر، إلى جانب مرور دوريات بحرية لتأمين منطقة الساحل الممتد من مرسى مطروح حتى مدينة السلوم.بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي: «العملية الشاملة نتاج جهد عسكري واستخباراتي تم بذله خلال الفترة الماضية، وتحديدا بعد حادث مسجد الروضة 24 نوفمبر الماضي»، مضيفا في تصريحات تلفزيونية: «الرئيس تعهَّد أن تشهد الفترة المقبلة مواجهة شاملة للقضاء على الإرهاب فى سيناء»، في حين علمت «الجريدة» أن الحكومة تخطط لإعلان سيناء خالية من الإرهاب في عيد تحرير سيناء المقرر له سنوياً 25 أبريل. وقالت مصادر أمنية، لـ»الجريدة»: «جميع أجهزة الوزارة رفعت حالة التأهب القصوى بعد ورود معلومات تفيد بهروب عناصر إرهابية من شمال سيناء بعد نجاحهم في التسلل عبر المدقات والجبال إلى بعض المحافظات هرباً من ضربات الجيش وإحكام الشرطة للمنافذ»، لافتا إلى أن القوات تؤمن جميع المنشآت الحيوية والمهمة ضمن خطة مواجهة الإرهاب الشاملة في سيناء وبعض محافظات الدلتا والظهير الصحراوي لغرب النيل.
وقف الدراسة
في السياق، قرر محافظ شمال سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور إرجاء الدراسة في جميع المراحل التعليمية في المحافظة لحين إشعار آخر، بسبب الظروف الأمنية في المحافظة، كما قرر رئيس جامعة العريش حبش النادي إرجاء الدراسة أيضاً في جميع كليات الجامعة، لحين إشعار آخر.وعلمت «الجريدة» أن السلطات قررت وقف جميع المعديات والمعابر للمجرى الملاحي لقناة السويس باستثناء معدية سرابيوم والقنطرة لعبور المواطنين من وإلى شرق القناة، حرصا على أرواح المدنيين، بينما أكد رئيس هيئة «قناة السويس»، الفريق مهاب مميش، أن حركة الملاحة في القناة تسير بشكل طبيعي، وأن القناة مؤمنة بشكل كامل براً وبحراً وجواً.ميدانياً، قال رئيس جمعية «مجاهدي سيناء»، عبدالله جهامة، إن شبة جزيرة سيناء، مغلقة بشكل كامل، مضيفا أن «المقاتلات في تحليق دائم وصوت الانفجارات دائم»، في حين أشاد الناشط السيناوي عبدالقادر مبارك، بالعملية، وقال: «تختلف عن سابقاتها من حيث الإعداد والتجهيز»، بينما أوضح الناشط السيناوي نعيم جبر أن الجيش يطارد أشباحاً، وأن تنظيم «ولاية سيناء» يعتمد استراتيجية الكر والفر والكمون عند استنفار القوات.واعتبر عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف، الخبير الأمني، خالد عكاشة، أنه من السابق لأوانه توقع نتائج للعملية العسكرية في سيناء، وتابع: «نحن أمام عملية جديدة تشارك فيها جميع أفرع القوات المسلحة، فضلاً عن اعتمادها على العمل الاستخباراتي الدقيق»، في حين عوَّل مدير الشؤون المعنوية السابق اللواء أركان حرب سمير فرج، على مساندة السيناويين للعملية، عبر إمداد الجيش بمعلومات عن تحركات الإرهابيين.قائمة اغتيالات
في الأثناء، علمت «الجريدة» من مصدر مطلع أن الزيارة التي يقوم بها وفد حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي، إسماعيل هنية، للقاهرة تستهدف في الأساس مناقشة المعلومات التي أمدت بها القاهرة الحركة الفلسطينية، بشأن وضع إسرائيل قائمة جديدة للاغتيالات تشمل قيادات من الصف الأول في الحركة، بينها إسماعيل هنية ويحيى السنوار.ولفت المصدر إلى أن الأجهزة المصرية توصلت الى تفاصيل المخطط الإسرائيلي وأخطرت «حماس» به، وأن هدف تل أبيب هو إفشال المصالحة مع حركة «فتح» وإشعال الوضع في غزة، موضحا أن إسرائيل كانت تسعى إلى أن تكون عملية الاغتيال شبيهة بعملية اغتيال القيادي الروحي للحركة أحمد ياسين، والقيادي عبدالعزيز الرنتيسي، وتابع المصدر: «الزيارة تستهدف مناقشة التنسيق الأمني وإعادة ترتيب الأمور على طول الشريط الحدودي».وقال المفكر الفلسطيني، المقيم في القاهرة، عبدالقادر ياسين لـ»الجريدة»: «ليس لدي معلومات عن المخطط الإسرائيلي، لكن الأصل أن جميع فلسطين على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية»، موضحا أن زيارة الوفد الحمساوي تستهدف في المقام الأول تحريك ملف المصالحة بعد تصاعد حدة التلاسن بين «فتح» و«حماس».زيارة تيلرسون
إلى ذلك، يبدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون زيارة للقاهرة اليوم، ضمن جولة في المنطقة تشمل الكويت والأردن ولبنان وتركيا، ويستهل تيلرسون جولته بلقاء الرئيس السيسي، ويتصدر التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب أجندة اللقاء.وبحسب تصريحات لمسؤولين في الخارجية الأميركية، فإن مباحثات تيلرسون في القاهرة ستتطرق إلى الأجواء المحيطة بالانتخابات الرئاسية المزمع عقدها، مارس المقبل، فضلاً عن الحديث بشأن الحملة الموجهة ضد قوى المعارضة.وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، لـ«الجريدة»: «زيارة تيلرسون تأتي ضمن جولة في المنطقة، لكن من المؤكد أن الوزير الأميركي سيتطرق إلى موضوعات تتعلق بحقوق الإنسان والانتخابات الرئاسية، فضلا عن جهود القاهرة لمكافحة الإرهاب».