رفض الرئيس دونالد ترامب نشر وثيقة سرية أعدها الديمقراطيون تدحض اتهامات وجهها ترامب وبرلمانيون جمهوريون لمكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، في إطار التحقيق حول التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأميركية.

وبرر ترامب رفضه نشر الوثيقة بحجة "مخاوف على الأمن القومي".

Ad

وقال المستشار القانوني للبيت الأبيض دون ماكغان، إن المذكرة التي أعدها الديمقراطيون "تحتوي على العديد من المقاطع السرية والحساسة".

في المقابل، اعتبرت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، أن رفض ترامب نشر وثيقة الديمقراطيين هو "محاولة وقحة لإخفاء الحقيقة حول فضيحة ترامب - روسيا عن الشعب الاميركي"، مضيفة أن قرار ترامب "جزء من سيناريو تمويه خطير ويائس من جانب الرئيس".

وقالت: "من الواضح أن لدى الرئيس شيئًا يخفيه"، قبل أن تتساءل: "لماذا لا يضع الرئيس بلادنا قبل مصالحه الشخصية والسياسية؟".

ومساء أمس، قال الرئيس الأميركي إن مذكرة الديمقراطيين "سياسية للغاية وطويلة للغاية"، ويجب "إعادة صياغتها بدرجة كبيرة".

وغرد قائلا: "أرسل الديمقراطيون مذكرة رد سياسية للغاية وطويلة للغاية، يعلمون - بسبب مصادرهم وطرقهم (وغير ذلك) - أنها تحتاج إلى إعادة صياغة بدرجة كبيرة... وعندئذ سيلومون البيت الأبيض على عدم الشفافية".

وأضاف: "أخبرتهم (بضرورة) إعادة كتابتها وإرسالها مجددا بصيغة ملائمة".

والاثنين الماضي، صوّتت لجنة في مجلس النواب لمصلحة نشر وثيقة الديمقراطيين.

وكان الكونغرس نشر، أمس الأول، مذكرة أخرى أعدّها جمهوريون تتهم مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) بالانحياز في تحقيقاته بشأن حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي.

وسمح ترامب بنشر المذكرة التي أعدها عضو الكونغرس الجمهوري والمسؤول السابق في فريق الرئيس خلال الفترة الانتقالية التي سبقت تنصيبه ديفن نيونز، رغم أن "FBI" حذّر من عدم دقة هذه المذكرة.

خداع روسي

وفي السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولي أمن أميركيين، أن مواطنا روسيا خدع الاستخبارات، واستولى منها على 100 ألف دولار العام الماضي عندما عرض تقديم معلومات فاضحة عن الرئيس ترامب وأدوات للتسلل الإلكتروني سرقت من وكالة الأمن القومي الأميركي.

وأكدت الصحيفة، أن المبلغ أرسل إلى غرفة في أحد فنادق برلين في سبتمبر على أنه دفعة أولى من مكافأة قدرها مليون دولار. وتابعت أن سرقة أدوات التسلل الإلكتروني السرية أضرت بشدة بوكالة الأمن القومي التي كانت تسعى لتحديد المواد المسروقة.

وقال عدد من مسؤولي الاستخبارات الأميركية للصحيفة إنهم لم يسعوا للحصول على المعلومات في شأن ترامب من هذا الروسي الذي يشتبه في أن له صلات بالاستخبارات الروسية ومتسللين إلكترونيين في شرق أوروبا.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن المسؤولين، أن الرجل ادعى أن المعلومات تربط الرئيس ومساعديه بروسيا. وأضافوا أنه بدلا من أن يسلم أدوات التسلل الإلكتروني، قدم مادة مشكوكا في صحتها وربما تكون مفبركة عن ترامب وآخرين تضمّنت سجلات مصارف ورسائل إلكترونية وبيانات زعم أنها من الاستخبارات الروسية.

العنف الأسري

من ناحية أخرى، قدم موظفان في البيت الأبيض على التوالي استقالتهما الأسبوع الماضي، نتيجة اتهامات بالعنف الاسري، في فضيحة جديدة تثير تساؤلات حول قرارات ترامب وتلطخ الدائرة المقربة منه وخصوصا كبير الموظفين جون كيلي ومساعدته هوب هيكس.

واستقال كاتب الخطابات في البيت الابيض ديفيد سورنسن، نافيا اتهامات زوجته له بالعنف الاسري، وذلك بعد ساعات على توجيه انتقادات لترامب لتمنيه لسكرتير موظفي البيت الابيض روب بورتر "مسيرة رائعة" عقب استقالته وسط اتهامات مماثلة.

وبورتر الذي ينفي اتهامات زوجتيه السابقتين، إحداهما نشرت صورة لها وحول عينها كدمة، عمل في قلب البيت الابيض خلال السنة الاولى من إدارة ترامب، رغم عدم حصوله على تصريح أمني كامل.

واستقال من منصبه الأربعاء بعدما أصبحت الاتهامات علنية.

وترامب المتهم، بدوره، بمضايقات أو اعتداءات جنسية من أكثر من عشرين امرأة، أجج الفضيحة بعدما أشاد ببورتر، قائلا إن أمامه مستقبلا مشرقا.

ولم يأت ترامب على ذكر الزوجتين السابقتين أو المزاعم عن العنف الأسري.

وقال الرئيس في المكتب البيضاوي: "بالتأكيد نتمنى له الخير، وهو يمر بمرحلة عصيبة". وأضاف: "لقد قام بعمل جيد جدا عندما كان في البيت الأبيض، ونتمنى له مسيرة رائعة، وكما تعلمون على الأرجح، قال إنه بريء، وأعتقد أن عليكم أن تتذكروا ذلك".

واستدعى ذلك توبيخا من ديمقراطيين مثل العضو في مجلس الشيوخ نيديا فيلاسكيز التي هاجمت "ثقافة كراهية النساء" في البيت الابيض.

بدوره، أشاد كبير موظفي البيت الابيض جون كيلي الذي كان على علم بالاتهامات، بسلوك بورتر في البيت الابيض، مؤكدا أن "كل شخص له حق الدفاع عن سمعته".

أما المساعدة هوب هيكس، أكثر المقربين من ترامب على الارجح، فقد ساعدت في صياغة الرد على الفضيحة بصفتها مديرة الاتصال، رغم ارتباطها بعلاقة غرامية ببورتر.

استقالة براند

في غضون ذلك، قدّمت المسؤولة الثالثة في وزارة العدل الامركية راشل براند استقالتها من منصبها بعد تسعة اشهر فقط على توليها مهماتها.

وأعلن وزير العدل جف سيشنز: "أعلم ان الجميع في الوزارة سيفتقدونها، لكننا نهنئها لهذه الفرصة الجديدة في القطاع الخاص".

وقبل صدور بيان الوزارة، كانت صحيفة "نيويورك تايمز" أوردت ان براند استقالت وانها ستعمل في القطاع الخاص.

وكان المسؤولون في المعارضة الديمقرطية حذروا ترامب من اقالة المسؤولين الرئيسيين في التحقيق حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية.