قدَّم طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية ثاني العروض المتنافسة في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت الدولي للمسرح الأكاديمي الثامن، أمس الأول، والذي يُقام بمسرح حمد الرجيب.

مسرحية «الحل بالحرب»، تأليف محمد الفرج، وإعداد وإخراج وتمثيل عبدالله الدرزي وعبدالرحمن صابر، وديكور يوسف سليمان، وإضاءة علي الفضلي، وموسيقى ومؤثرات عبدالعزيز القديري.

Ad

تبدأ أحداث المسرحية بمشهد مضطرب لحالة من الدمار والأشلاء المنتشرة هنا وهناك، وعلى وقع أصوات طلقات الرصاص، ما يُوحي بحرب ملتهبة تحيط بالأجواء، حيث يلتقي شخصان، ونتابع كيف يدخلان مباشرة في صراع يحاول فيه كل شخص التغلب على الآخر، لكن دون جدوى، ما يطرح تساؤلات عدة حول ماهية تلك الحرب؛ هل ترمز لصراع النفس البشرية، أم تعكس واقع الإنسانية المضطرب، والملغم بصراعات هنا وهناك؟

تساؤلات عدة طرحها المخرج الدرزي، الذي تعامل مع نص الفرج بذكاء، محاولا تقديم رؤية مغايرة عن تلك التي قدم بها العرض من قبل، وآثر المخرج أن يُشرك الحضور في لعبته المسرحية، من خلال كسره للإيهام، ما بين ما تشهده الخشبة من أحداث، وبين الجمهور الذي يتابع العرض.

وتمضي الأحداث على وقع صراع الرجلين، ومحاولة كل منهما النيل من الآخر، بعدما أتت الحرب على ما كان لديه من رصيد إنساني، فكان مصرع أحدهما النتيجة المنطقية. جُمل عدة جاءت على لسان الممثلين، وكشفت جزءا من رسالة المخرج: «كما تدين تدان»، «الحل بالحرب»، «أطماع النفس البشرية»، جميعها أكدت ما ذهب إليه الكاتب، وأراد الدرزي ترجمته بصريا، حيث وفق في الاشتغال على الصورة، فيما اتسم أداء الممثلين بالتشنج والعصبية، للإمعان في حالة الصراع، وحاول المخرج التغلب على طول مدة العمل، باستخدام تقنية «الفلاش باك».

تميَّزت السينوغرافيا التي قدمها خلال العمل، والجرأة في استخدام الغبار والألوان، ما أعطى عمقا للأحداث، وما هو دعمته أيضا المؤثرات الصوتية، التي كشفت الأبعاد النفسية لكل شخصية، من حيث قصة الصراع الأزلي على المال، وهو الصراع السائد في العالم أجمع، ولم يرتكز على هوية ما، وكانت الإضاءة، بتدرجاتها اللونية، موفقة إلى حد كبير في الكثير من المشاهد، التي حملت في طياتها مشاعر الكراهية والدماء والآلام ومعاناة الشخصيات التي أدت إلى تلك الحرب الدامية.

يُذكر أنه قبل بدء العرض المسرحي قدَّم فريق عمل «الحل بالحرب» درعا تكريمية من الطلبة المشاركين من البحرين لرئيس المهرجان وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. فهد الهاجري؛ شكرا وعرفانا، وإتاحة الفرصة لهم، لمشاركتهم بهذه الدورة، التي تحمل ما بين الإبداع والمنافسة الطلابية.