بروفة شرارة حرب شاملة بالمنطقة
• إسرائيل تدمر «درون» إيرانية وتهاجم مربضها في حمص... ودمشق تسقط مقاتلة «F16»
• غارات انتقامية استهدفت 12 موقعاً... واتصالات أميركية روسية لاحترام قواعد الاشتباك
في «بروفة» لشرارة حرب شاملة في المنطقة، وعقب أسابيع حافلة بالأحداث على خط «تل أبيب - طهران – دمشق»، كادت المنطقة تشتعل أمس بحرب مفتوحة بين إسرائيل المدعومة من واشنطن، ضد إيران وسورية و»حزب الله»، بعد قصف إسرائيلي لمربض طائرات انطلقت منه طائرة إيرانية مُسيَّرة (درون) في قاعدة تيفور العسكرية بحمص وسط سورية.إسرائيل، التي أسقطت الطائرة المسيرة وقصفت مربضها، لم تتوقع أن ترد الدفاعات الجوية السورية على غارة حمص بأكثر من 25 صاروخاً أسفرت عن سقوط مقاتلة «F16» إسرائيلية في النقب، ونجاة الطيارين اللذين كانا على متنها. بعد سقوط المقاتلة الإسرائيلية (الأميركية الصنع)، في تطور لم يحدث منذ عقود، عاشت المنطقة ساعات من حبس الأنفاس بانتظار حجم الرد الإسرائيلي، الذي جاء أخيراً في صورة غارات أصابت 12 موقعاً في سورية، بينها أنظمة دفاع جوية سورية ومخازن سلاح إيرانية وسورية ووحدات عسكرية ومواقع أخرى.
ووفقاً لرئيس قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، فإن هذه العملية العسكرية ضد منظومة الدفاعات الجوية السورية، هي الأوسع منذ حرب لبنان الأولى في 1982، كما أنها «معقدة وتأتي في ظروف خاصة»، معتبراً أن «إسقاط الطائرة المسيرة تطور مهم، لأنها تحمل التوقيع الإيراني، وأيضاً من أجل دراستها».غير أن الأمور عادت إلى هدوء نسبي، إثر إعلان تل أبيب أنها غير معنية بالتصعيد وأن ردها اقتصر على استهداف هذه المواقع، رغم أن جيشها كان جاهزاً تماماً للتحرك. وجاءت الخطوة الإسرائيلية بعد اجتماع للحكومة الأمنية بقيادة بنيامين نتنياهو واتصالات أجريت مع واشنطن وموسكو اللتين تعهدتا بإعادة العمل على احترام قواعد الاشتباك على طول الحدود الإسرائيلية الشمالية.وفي تفاصيل نشرتها بعدديها الصادرين 3 و4 الجاري، ذكرت «الجريدة»، وفقاً لمصادرها، أن الموساد أدرج الرئيس السوري بشار الأسد على قائمة اغتيالاته بعد تهديده بقصف أهداف إسرائيلية بينها مطار بن غوريون في حال استمرت بغاراتها. لكن إسرائيل قامت بغارة قبل أيام كانت الأولى بعد تهديد الأسد، استهدفت مخازن محركات صواريخ كورية شمالية في جمرايا، كما هددت بقصف مخازن السلاح الإيرانية في لبنان وسورية، الأمر الذي دفع «حزب الله» إلى بدء تحركات لنقلها من الجنوب، بينما نقلت ورش أسلحة داخل سورية إلى مناطق الشمال الجبلية.وقبل أيام شنت أميركا ضربة غير مسبوقة على مؤيدين لمحور الأسد في دير الزور أدت إلى مقتل 100، وأعادت بذلك رسم خطوط حمراء في الأزمة السورية وخلطت الأوراق الميدانية، في وقت لا يزال التوتر على أشده بين إسرائيل ولبنان بسبب الخلاف على الحدود البحرية والبرية.وبحسب مصادر مطلعة، فإن الأسباب الحقيقية وراء انفلات الوضع بهذه الطريقة ترجع أولاً إلى ما ذكرته «الجريدة» في عدد أمس الأول عن تسليم إيران «حزب الله» صواريخ ذكية يمكن حملها على طائرات مسيرة، وثانياً أن طهران، وبنسبة أقل دمشق، ليستا على الخط نفسه مع موسكو، سواء بسبب التنسيق التركي - الروسي الرفيع في شمال سورية، أو بسبب تعهدات إعادة الإعمار التي باتت روسيا تفاوض عليها دولاً عربية، ومنها خليجية، ما جعل طهران تشعر أنها معزولة، وستفشل في «تكييش» الأثمان التي دفعتها في الحرب الأهلية السورية. ولا يقلل ذلك حجم الضغوط على إسرائيل التي وجدت نفسها أمام معادلة ردع سيئة، كما قالت «يديعوت أحرونوت» متحدثة عن معادلة «درون» مقابل «F16»، الأمر الذي سيدفع المنطقة في اتجاه التصعيد، خصوصاً في ظل دعم كبير لإسرائيل من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وعدها بجسر جوي وأسلحة مفتوحة في حال اندلاع أي حرب.