الكويت تعزز مساعداتها للعراق بعد الحرب على «داعش»

انطلاقاً من دبلوماسيتها الإنسانية لتقديم العون إلى مختلف المناطق المنكوبة

نشر في 11-02-2018
آخر تحديث 11-02-2018 | 00:00
جانب من عمليات توزيع المساعدات الكويتية على النازحين و اللاجئين العراقيين
جانب من عمليات توزيع المساعدات الكويتية على النازحين و اللاجئين العراقيين
عززت الكويت على مدى السنوات الماضية مساعداتها الى المناطق العراقية المدمرة جراء الحرب على ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وذلك انطلاقاً من دبلوماسيتها الإنسانية لتقديم العون إلى مختلف المناطق المنكوبة.

ومنذ ان عانى العراق في عام 2014 سيطرة «داعش» على مساحات شاسعة ومدن عديدة في ارجائه ادت الى موجات نزوح كبيرة للعراقيين وظروف انسانية صعبة سارعت الكويت الى رفع وتيرة مساعداتها الانسانية على اختلاف اوجهها للعراق من خلال ارسال قوافل الاغاثة الطبية والغذائية الى النازحين المتواجدين في مخيمات اللجوء.

وتنوعت اوجه المساعدات الكويتية للعراق لتشمل مختلف المجالات والقطاعات الحيوية فقد ساهمت في بناء المدارس والمراكز الصحية وارسلت المساعدات الاغاثية والعينية بالتعاون والتنسيق مع الحكومة العراقية والمنظمات الدولية المعنية.

وبدورها كثفت جمعية الهلال الاحمر والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية من جهودهما الاغاثية في العراق فيما زاد الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من مساهماته الداعمة لإعادة اعمار المناطق المتضررة جراء العمليات العسكرية.

وقرر مجلس الوزراء الكويتي في يونيو عام 2014 تقديم مساعدات انسانية عاجلة للنازحين العراقيين جراء تدهور الاوضاع الامنية في العراق وذلك عن طريق هيئات ومنظمات الامم المتحدة الانسانية المتخصصة في هذا المجال.

وتنفيذا للقرار الحكومي قدمت الكويت في صيف العام ذاته مساهمة بقيمة 10 ملايين دولار لوكالات الامم المتحدة الانسانية والمنظمة الدولية للهجرة استجابة للازمة الانسانية المتدهورة في العراق كما تبرعت بمبلغ ثلاثة ملايين دولار للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة دعما لعملياتها في العراق.

ومع تفاقم الوضع الانساني جراء العمليات العسكرية بين الجيش العراقي و(داعش) في عام 2015 اعلنت الكويت في يونيو من العام ذاته التبرع بمبلغ 200 مليون دولار لتخفيف معاناة الشعب.

وقررت جمعية الهلال الاحمر في نوفمبر 2015 بناء اكبر مخيم للنازحين العراقيين في اقليم كردستان العراق مؤلف من 500 وحدة سكنية وقامت الجمعية كذلك بتوزيع مواد غذائية على نحو 56 ألف فرد من العائلات النازحة خارج المخيمات في مدن كردستان. كما اطلقت الكويت في ابريل 2016 حملة لتوزيع مساعدات على عائلات نازحة في البصرة.

وتعهدت الكويت خلال مؤتمر المانحين لدعم العراق الذي عقد في يوليو 2016 في واشنطن بتقديم مساعدات انسانية للعراق بقيمة 176 مليون دولار مخصصة للاحتياجات الاغاثية والطبية بإشراف المؤسسات الكويتية المعنية.

وفي نوفمبر عام 2016 اعلنت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقيها مساهمة من دولة الكويت بقيمة ثمانية ملايين دولار لتقديم المساعدة لعشرات آلاف النازحين العراقيين واستجابة للاحتياجات الانسانية في مدينة الموصل جراء فرار عشرات الآلاف من سكان المدينة من الاوضاع الامنية الصعبة والمواجهات العسكرية مع تنظيم (داعش).

وأشادت المفوضية بهذه المساهمة السخية مشيرة الى ان الكويت تبرعت خلال اربع سنوات بنحو 360 مليون دولار لدعم الانشطة الانسانية للمفوضية في المنطقة لتحافظ على مكانتها كاكبر المانحين للمفوضية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

كما سلمت دولة الكويت في ديسمبر عام 2016 مساهمة طوعية بقيمة خمسة ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم جهود المنظمة في التعامل مع التداعيات الصحية الناجمة عن العمليات العسكرية في مدينة الموصل شمال العراق.

وقبل نهاية عام 2016 باشرت الكويت ممثلة بقنصليتها العامة في اربيل تنفيذ اكبر مشروع في مجال التربية والتعليم للنازحين العراقيين بإقليم كردستان العراق بتوزيعها 20 ألف حقيبة مدرسية ولوازم مدرسية اضافة الى بناء مدرسة للنازحين في أربيل. كما قامت الكويت بتقديم مساعدات سخية على مدى عام 2017 تركزت بشكل اساسي في المناطق التي شهدت نزوحا بسبب حرب القوات العراقية ضد «داعش».

واشنطن: الكويت شريك قوي

أكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان الكويت «شريك اقليمي قوي وثابت» و»شريك قوي» في التحالف الدولي لمحاربة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) و«تلعب دورا رياديا» في القضايا الإنسانية بالمنطقة.

وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم ذكر اسمه للصحافيين في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ان هناك «عنصرين رئيسيين» لاجتماع التحالف المناهض

لـ «داعش» في الكويت، مشيرا الى «اننا سنركز على تعزيز المكاسب في العراق وسورية وعلى الاستقرار وبعض الثغرات التمويلية التي نأمل أن تغلق على مدار العام المقبل».

وأضاف أن التحالف «سيؤيد أيضا وثيقة مبادئ توجيهية لما نريد القيام به معا خلال العام المقبل، وسيركز أكثر على إنفاذ القانون وتبادل المعلومات الاستخباراتية وهو عمل صعب جدا للتأكد من أننا نصطاد هؤلاء الناس وهم يعبرون الحدود ونبذل قصارى جهدنا لحماية وطننا».

back to top