في حين ينطلق اليوم، على أرض الكويت، المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق، والذي يستمر حتى بعد غدٍ، بالتوازي مع استضافتها غداً الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش»، اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن هذين المؤتمرين يمثلان رسالة بشأن التزام المجتمع الدولي باستقرار العراق، ومواصلة للجهود الدولية للحفاظ على أمن المنطقة من خلال مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي.وقال الخالد، خلال مؤتمر صحافي أمس لإعلان انطلاق المؤتمرين، إنهما يأتيان ترجمة لتوجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بالعمل على دعم العراق، من خلال دعوة الدول الشقيقة والصديقة، والمنظمات ومؤسسات القطاع الخاص، للاجتماع في الكويت من أجل هذا الهدف، كما يأتيان انسجاماً واتساقاً مع موقفها المبدئي والثابت بالوقوف إلى جانب العراق الشقيق.
وأضاف: «نهنئ العراق على الانتصارات التي حققها وتحرير أراضيه من قبضة داعش الإرهابي الذي يمثل خطراً، لا على المنطقة فقط، بل على العالم بأسره»، مبيناً أن المشاركة الواسعة في مؤتمر دعمه تمثّل رسالة دولية بالالتزام بأمن واستقرار العراق واستعادته لعافيته، والتمسك بإعادة إعمار المناطق المحررة فيه.وأشار إلى أن هذا المؤتمر سيعقد جلساته الرئيسية بعد غدٍ، لاستعراض أوجه الدعم الذي سيقدم للمشاريع التنموية والاستثمارية في العراق، بمشاركة 74 جهة عالمية، كما سيُعقد اليوم اجتماع لمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً عن تخصيص الغد للقطاع الخاص، بمشاركة 1850 جهة.وأوضح أن الدول الخليجية الست سوف تشارك في المؤتمرين، «على أعلى مستوى»، مبيناً أن «إيران دولة مهمة ولها مصالح مع بغداد، وحضورها مع المجتمع الدولي أمر طبيعي، ونأمل أن يساهم ذلك في ترسيخ الأمن وإعادة الإعمار بالعراق».
وذكر أنه ستكون هناك آلية لمتابعة أعمال «مؤتمر الدعم» وضمان الوفاء بكل التعهدات الدولية، مشيراً إلى أن سقف التوقعات بالنسبة لهذا المؤتمر مرتفع، لاسيما أن العراق بلد غني بالموارد، ونأمل أن نضع أرضية جيدة للاستثمار فيه بعد المؤتمر.أما عن الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد «داعش»، فقال إنه سيعقد غداً بمشاركة 75 جهة من دول ومنظمات إقليمية ودولية، مضيفاً أن عقد هذا الاجتماع إثبات لإصرار المجتمع الدولي على مواصلة جهوده لمواجهة التنظيم الإرهابي، وعدم تمكين تلك الجماعات من العودة إلى ممارسة أعمالها الإجرامية في العراق، فضلاً عن مواصلة دحرها وتجفيف منابع تمويلها، ومعالجة الأسباب التي ساهمت وتُساهم في ظهورها. ولفت الخالد إلى أنه «مثلما بذلنا الجهد للانتصار في زمن الحرب، علينا أن نبذل جهداً أكبر للانتصار في وقت السلم، وذلك من خلال تهيئة الظروف الملائمة لترسيخ أسس التعايش السلمي والاجتماعي في المناطق التي تم تطهيرها من هذا التنظيم الإرهابي المجرم».وعن ديون الكويت المستحقة على العراق، أوضح الخالد أن لها مسارها الخاص وآلياتها من خلال لجنة مشتركة تعالج جميع القضايا الثنائية بين البلدين، مشيداً بالدور الذي يلعبه الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في العراق، وعلاقته الممتازة مع حكومة بغداد في هذه المرحلة الدقيقة. وأضاف أنه على هامش «مؤتمر الدعم»، ستُعقَد مباحثات ثنائية مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، تتطرق إلى مناقشة عدد من القضايا التي تهم البلدين.