أعمال نجيب محفوظ وطه حسين والعقاد بـ ٥ جنيهات في معرض القاهرة للكتاب
• «سور الأزبكية» ملاذ المثقفين من نار الأسعار
ازدحام وباعة وكتب متراصة وحركة بيع لا تلبي متطلبات دور النشر المشاركة في الدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والسبب ارتفاع أسعار الطباعة بسبب تعويم الجنيه المصري، الذي انعكس على الجمهور الذي انصرف معظمه باحثاً عن الكتب الأرخص سعراً في «سور الأزبكية العتيق».
يُشكِّل «سور الأزبكية العتيق» ملاذ المثقفين والأسر محدودة الدخل في مصر، والطالب الباحث عن الكتاب بسعر زهيد. وهو يلقى استحسان كثيرين من مرتادي معرض القاهرة الدولي للكتاب لما يشتمل عليه من معروضات متنوعة ككتب التراث والتاريخ المصري القديم، وروايات كبار الكتاب والمفكرين والأدباء. في كل دورة للمعرض، تشتكي دور النشر الكبرى من وجود السور وطباعة إصداراتها من الكتب بطريقة غير قانونية، بأسعار زهيدة. وفي مقابل الشكوى تتعالى صيحات بائعي الكتب في منافسة شرسة، لجذب رواد المعرض: «أي كتاب بـخمسة جنيهات».يقول أحد بائعي السور إنه وزملاءه يحصلون على الكتب من خلال بيع أحد الأشخاص أو ورثته مكتبته الخاصة، ويحددون سعر الكتاب وفقاً لأقدميته، فتبدأ كتب مصطفى محمود، وأنيس منصور، ونجيب محفوظ، والعقاد، وطه حسين، من خمسة جنيهات، فيما الإصدارات التاريخية أو التي تتناول الصحافة والإعلام، ومقارنة الأديان من الإسلام والمسيحية واليهودية، تبدأ من عشرة جنيهات.
كذلك يشير إلى أن الإقبال على السوق هذا العام أفضل مقارنة بالسنوات الماضية، موضحاً أن أهم ما يميزه عن غيره من أجنحة معرض الكتاب انخفاض أسعار الكتب فيه، لا سيما مع ارتفاع أسعار الأوراق والطباعة راهناً، الأمر الذي لا يطاول الكتب القديمة بدرجة كبيرة.
تاريخ السور
تعود فكرة سوق الأزبكية إلى بداية القرن العشرين، عندما كان يتجول باعة الكتب ببضاعتهم الثقافية على رواد المقاهي في وسط القاهرة، ثم يتخذون من حديقة الأزبكية، التي أنشأها الخديو إسماعيل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مكاناً للتجمع والراحة، وتبادل الكتب. من ثم، أصبح المكان مقصداً ثقافياً لشراء الكتب القديمة والنادرة وبيعها بأثمان زهيدة، إلى أن وافقت الحكومة المصرية في أربعينيات القرن الماضي على منح تجار الكتب تراخيص، كانت نواة شرعية لاستمرار نشاط سوق الأزبكية.وعانى سوق الأزبكية نقل موقع نشاطه بصورة متكررة من الحكومة، لا سيما عندما بدأ مشروع حفر أحد خطوط سير مترو أنفاق القاهرة في تسعينيات القرن الماضي، على نحو دفع كثيرين من مثقفي مصر إلى تنظيم دعوات لحث الدولة على الاهتمام به كأحد مراكز الثقافة في نسيج المجتمع المصري.حالة ثقافية خاصة
بدأت الهيئة المصرية العامة للكتاب تقليداً بتخصيص مكان يعرف باسم «جناح سور الأزبكية» ضمن نشاط معرض القاهرة الدولي للكتاب كل عام، وما زال ينظر إلى السور بوصفه حالة ثقافية وتاريخية نادرة، أسهمت في تعزيز الوعي الثقافي في نسيج المجتمع لأكثر من مئة عام، من خلال ما يقدمه من كتب نادرة قديمة بأسعار رخيصة.