وسط مخاوف من إمكانية اندلاع حرب إيرانية - إسرائيلية، بعد أحداث السبت الماضي في سورية وإسرائيل، أدى تهاوي العملة الإيرانية أمس إلى توقف الصرافين عن التعامل بها داخل إيران.

ورغم أن المصرف المركزي الإيراني حاول لجم ارتفاع سعر العملة مقابل الدولار بضخ الدولار عبر الصرافين المعتمدين لديه، وقام ببيع ما يعادل 30 ألف دولار لكل إيراني يوميا، لكن سعر تعامل الدولار تخطى أعلى مستوياته في تاريخ التعاملات، حيث وصل الى حدود 49000 ريال للدولار.

Ad

ورغم ان الصرافين المعتمدين قاموا بتوزيع الدولار بـ47500 ريال صباح امس فإن ارتفاع الطلب على الدولار جعل هؤلاء يرفعون السعر الى ما يصل الى 48500 ريال للدولار الواحد، في حين ان الذين كانوا يستطيعون شراء الدولار من الصرافين المعتمدين كانوا يخرجون من المصارف ويبيعونها إلى الدلالين بفرق نحو 500 ريال للدولار على أبواب الصرافين والمصارف.

ولم تفلح محاولات قوى الأمن الداخلي في تفريق الدلالين أو المسافرين الذين يحتاجون إلى العملة الصعبة في التخفيف من حدة التهافت على شراء العملة الصعبة.

وحاول المصرف المركزي الإيراني إقناع المتعاملين بالعملة الصعبة بإيداع أموالهم في حسابات مصرفية، بضمان إعادة الأموال عند الطلب، ودفع فوائد تزيد 1 في المئة على الاقل على الفوائد العالية، لكن فقدان ثقة المتعاملين بالمصارف الإيرانية لم يؤد إلى توجه المتعاملين إلى المصارف لإيداع عملاتهم الصعبة، الأمر الذي يؤدي إلى اخطار أمنية حسبما أعلنته الاجهزة الامنية في وسائل الإعلام، حيث إن العديد من الإيرانيين باتوا يحتفظون بأموالهم بشكل عملة صعبة أو ذهب في بيوتهم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي الى ارتفاع السرقات.

في سياق آخر، أكدت مصادر في مكتب الرئيس الايراني لـ"الجريدة" أن أحد أهم أهداف زيارة الرئيس حسن روحاني للهند الخميس المقبل سيكون بحث النفوذ الإسرائيلي المرتفع في هذا البلد.

وحسب المصادر، فإن الأجهزة الأمنية الإيرانية حذرت من أنها قد توقف مشاريع اقتصادية بين إيران والهند، بسبب علاقات الهند الأمنية مع إسرائيل، وأكدوا أنهم اكتشفوا أجهزة استخباراتية إلكترونية إسرائيلية الصنع في بعض القطع التي استوردها الهنود، بهدف تنفيذ مشاريعهم الإنمائية في إيران، خاصة في منطقة ميناء شابهار جنوب شرق إيران.

وأكدت أن تحقيقات أجهزة الاستخبارات الإيرانية أظهرت أن الهنود وقعوا عقودا امنية مع شركات اسرائيلية، حيث إن قسما كبيرا من انظمة الاستخبارات الهندية تحت إشراف الاسرائيليين، وعليه فإن إيران تحتاج الى ضمانات من ألا تسمح الهند بتسلل إسرائيل اليها عبر المشاريع الاقتصادية الهندية - الايرانية.

واضافت المصادر أن الإيرانيين واجهوا الهنود بهذه الأجهزة، لكن الهنود نفوا استخدامها للتجسس ضد إيران، واعتبروا انها اجهزة لمكافحة تجسس الباكستانيين ضدهم.

وافادت بأن باكستان بدورها اعترضت على تركيب الهنود أجهزة تنصت في ميناء شابهار الإيراني، لكن الإيرانيين نفوا ذلك، واتهموا إسلام آباد بالسماح لأجهزة الاستخبارات السعودية بالتجسس على إيران في منطقة بلوشستان الإيرانية، الأمر الذي ادى إلى توتر العلاقات السياسية بين البلدين خلال الفترة الاخيرة، وقام الباكستانيون بإيقاف مشروع مد أنبوب الغاز الإيراني عبر باكستان الى الهند والصين حتى أجل غير مسمى. وحسب عضو في المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، فإن الاجهزة الامنية حصلت على معلومات بعد اعتقالها عددا من العاملين في مجال المؤسسات غير الحكومية، الذين كانوا يعملون في جمع معلومات لمشاريع إنمائية واقتصادية لشركات هندية أو مشاريع تابعة للامم المتحدة خاصة باسم مسح ودراسات لسلامة البيئة، تبين أن هذه المعلومات وصلت الى أجهزة أمنية إسرائيلية وأميركية.