«حزاية» لمؤتمر إعمار العراق عن «أسطورة مترو الأنفاق الكويتي»
لنقرأ معاً التصريحات الحكومية عن مترو الأنفاق، فقد نشرت «الجريدة» في ٣١ /١٠/٢٠٠٧ خبراً عن «البدء بطرح عطاءات مشروع المترو الكويتي في الربع الأول من ٢٠٠٨ بكلفة ١٤ مليار دولار»، وبكل هدوء وسكينة و"تأنٍّ" مرت عشر سنوات بالتمام والكمال لتعلن الحكومة مرة أخرى ومن جديد أنها ستدرس مشروع المترو بالتفصيل لأنه موضوع يحتاج إلى "تأنٍّ"!
أعلن مدير عام الهيئة العامة للطرق "بدء الهيئة إجراء الدراسات التفصيلية الخاصة بمشروع مترو الأنفاق في البلاد وآلية تنفيذ المشروع، وأن هيئة الطرق لا تستطيع البتّ في ماهية شكل المترو حالياً لأن المشروع بحاجة إلى دراسات متأنية تفصيلية". (٢٨-١-٢٠١٨). مشروع مترو الأنفاق الكويتي أحد أبرز معالم فشل الجهاز التنفيذي في الدولة، وأحد أكبر الأمثلة على العجز الحكومي الفاضح في اتخاذ القرارات المهمة والمقدرة على تنفيذها، وأن أولويات تنفيذ المشاريع الكبرى غالباً ليست في يد مؤسسات الدولة إنما في يد أطراف نافذة، هي تقرر متى تبدأ المشاريع العملاقة، ومتى تتوقف، ومتى تظهر عوائق تنفيذها، ومتى تنتهي، وبنظام خاص لا علاقة له بمنفعة المواطن أو حاجة الدولة التنموية، والشواهد كثيرة من حولنا. لا أريد العودة إلى تصريحات ما قبل الغزو العراقي الغادر عن خطط الدولة عن المترو، وهي موجودة بالتأكيد في الأرشيف، لكني أريد الرجوع معك عزيزي القارئ فقط عشر سنوات، لنقرأ معاً التصريحات الحكومية عن مترو الأنفاق، فقد نشرت "الجريدة" في ٣١ /١٠/٢٠٠٧ خبراً عن "البدء بطرح عطاءات مشروع المترو الكويتي في الربع الأول من ٢٠٠٨ بكلفة ١٤ مليار دولار، وبكل هدوء وسكينة و"تأنٍّ" مرت عشر سنوات بالتمام والكمال لتعلن الحكومة مرة أخرى ومن جديد أنها ستدرس مشروع المترو بالتفصيل لأنه موضوع يحتاج إلى "تأنٍّ" ولا أعرف ما هي المدة البشرية المتعارف عليها لقياس التأني حول العالم إن كانت ١٠ سنوات غير كافية؟
من المناسب جداً التفكر في أوضاع إنجاز المشاريع التنموية الحقيقية في البلد هذه الأيام، ونحن نشاهد انعقاد مؤتمر عالمي في الكويت لإعادة إعمار العراق الشقيق.كمواطنين بسطاء ما لنا في المزايدات ولا في المناقصات ولا في العمولات ولا في الأسواق السوداء والبيضاء ولا نعرف بنوكاً دولية ولا صناديق أممية، ولا نحفظ أسماء وكالات عالمية سوى المطاعم والملابس، ولم ندخل غرفاً تجارية أو نطلع منها إلا دكاكين سوق المباركية، ولم نسخر مناصبنا الحكومية أو النيابية لخدمة مصالحنا الخاصة، ونعاني قهر عدم انعقاد الجلسات البرلمانية، ونسهر على إشاعات الصراعات السياسية المحلية، ونصطبح يومياً في زحام الطرق وتخلف المرور و"السستم العطلان" في الوزارات، وفوضى العمالة المنزلية وطلبات المدارس وغثاء إذاعة وتلفزيون الكويت، وأخطاء التنبؤات الجوية للطقس، وسوء التحكيم في الدوري الرياضي، وتفاهة مشاهير السناب والإنستغرام، ومستعدون لتحمل هذا كله "بتأنٍّ". نريد أن نسأل حكومتنا الموقرة الرشيدة فقط: متى يعقد مؤتمر إعمار الكويت؟ والله الموفق.