المثقفون عبَّروا عن آرائهم في «عيد الحب»... انقسموا بين مؤيد ومعارض

نشر في 14-02-2018
آخر تحديث 14-02-2018 | 00:02
يحتفي كثيرون بعيد الحب سنوياً في 14 فبراير، فيما ثمة من يعتبرونه يوماً عادياً لا يستحق الاستثناء. «الجريدة» التقت مجموعة من المثقفين الذين عبروا عن آرائهم ورؤيتهم حول هذه المناسبة، وانقسموا بين مؤيد ومعارض. أما تفاصيل الآراء فكانت كالتالي:
«بإمكاني الاحتفال بالحب في الأيام كافة، فيما يفرغه حكره على يوم معين من عفوية الحب المخلوقة في الإنسان فطرياً»، قال الروائي عبد الله البصيص، وأضاف: «التكلف هنا يميت الشعور الرائع الذي نشعر به اتجاه الآخر الذي نحبه. الحب يقتله تعمّد الحب، ويلغيه الموعد الذي نرصده لنعبر به عن مشاعرنا».

تابع: «التلقائية أحد أهم مغذيات أوردة الحب في القلوب، متى انتفت تنتابنا تجلطات البرودة وعدم الاكتراث، التي نشعر بها مثلاً عند زيارة مصفف الشعر في الموعد المحدد، أو الذهاب إلى العمل كل يوم».

من جانبها، عبّرت الكاتبة أمل الرندي عن وجهة نظرها في هذا الشأن وقالت: «الحب إحدى القيم الإنسانية المهمة في حياة الإنسان، فنحن نفطم على حب أمهاتنا، وتكون أولى خطواتنا في التعرف إلى الحياة عن طريق هذا الشعور السامي الذي يربطنا بشريان حنان الأم. ثم يكون حب الأسرة والمجتمع».

تابعت: «الحب حاجة نفسية أساسية للعيش في توازن وسلام، وهو يأتي في هرم ماسلو في المرتبة الثالثة للاحتياجات الإنسانية. لذا كلما أشبعنا هذه العاطفة لدينا ورسّخنا معانيها، كلما أنشأنا أجيالاً تنبذ العنف وتمقته».

وتعزيز قيمة الحب، بحسب الرندي، لا يحتاج إلى يوم فقط للاحتفال به، بل يجب أن يصبح هذا الشعور أوكسجين حياتنا».

الرندي ذكرت أن علينا في كل يوم نحياه أن نحب ونقدر قيمة الحياة التي وهبنا الله إياها، ونكون أكثر سلاماً وإنتاجاً، وأضافت: «تكون ترجمة الحب بالفعل والنجاح والإنجاز والسعادة». وتشرح كلامها قائلة: «كل عالم توصّل إلى اختراع جديد كان يحب هدفه الذي سعى إليه، وقدّم زهرة شبابه من أجله. ولم يبدع أي مبدع في أي مجال إلا وكان مفتاح إبداعه الحب. لنجعل للحب أعياداً ونواجه الكراهية التي تخيم على العالم وتلوث أجمل ما فيه. تفطم النفوس على الحب السلام، وقد نطق نيلسون مانديلا الحق عندما قال: «الناس يتعلمون الكراهية، وإذا كانوا قادرين على ذلك، فينبغي السعي إلى تعليمهم الحب، لأنه أقرب الى قلب الإنسان من الكراهية».

ليسود السلام

الشاعر عبد الله العنزي لا يرى أن علينا الاحتفال بيوم معين للحب، بل «ربما يجدر بنا أن نحتفي به في كل لحظة ليسود السلام، وربما في هذا اليوم تحديداً علينا إشعال الشموع لروح ذلك الرجل الذي مات دفاعاً عن مبدأ الحب. بالنسبة إلي لا أحتفل به ولا تروقني المظاهر التي تنتشر خلاله، فهي لا تعكس الحب بقدر ما تعكس المغالاة والشكليات. الحب هو الشعور الذي لا يتقيد بزمن أو مكان، بل هو اللحظة».

أما التشكيلية سكينة الكوت فقالت: «كم نحن بحاجة إلى الحب في عالم يسوده العنف. كل دعوة للحب هي حب... أشد على أيديكم وأتعاضد معكم في هذه الاحتفالية الرقيقة، آملةً بأن يكون في الحب بعض القوت للبشر ليصنعوا السلام... لا أجد في قلبي مكاناً لغير الحب».

وعبرت التشكيلية نورة العبد الهادي عن رأيها بهذه المناسبة قائلة: «الحب بالنسبة إلي ابتسامة الحياة، ورزق ونعمة من الله، والتواصل مع الأحبة إنس ومسرة، ومن يحب وينشر حبه للناس فإنه يعيش كل يوم عيد الحب. إذا رسم المرء الابتسامة على شفتي قريبه أو صديقه أو غيرهما فهو يقوم بفعل الحب، وإذا أغدق بالحب على طفل أو ساعد مسناً فهذا كله يندرج تحت مسمى الحب».

وختمت العبد الهادي: «لا يقتصر عيد الحب على يوم في السنة، فكل يوم في السنة عطاء وحب».

من ناحيته، قال التشكيلي عادل المشعل: "أعيش في حب دائم كل يوم مع الأهل، ووالدي، وأولادي، وشقيقاتي، وأشقائي، ولا نحتاج إلى عيد يذكرنا بهذه المناسبة. وأنا في رأيي هناك عيدان فقط، هما: الفطر والأضحى، أما باقي المناسبات، فهي دخلية على مجتمعاتنا. وأتمنى دائما لأسرتي الحب والعطاء والطمأنينة، في ظل هذا البلد المعطاء دائما".

رأي آخر

قال التشكيلي ناجي الحاي: «يحتفل كثير من الناس بهذا العيد وغيره من اعياد انتشرت أخيراً، وثمة اعتراضات كثيرة عليها من مشايخ لأن الفطر والأضحى هما العيدان الشرعيان، والاحتفال بغيرهما يضع المرء موضع انتقاد من كثيرين».

تابع: «شخصياً، أنا بعيد عن هذه الأعياد لأنها فعلاً من صنع الغرب واليهود، ونحن للأسف نهرول لكل من يصفق وهذا خطأ».

back to top