الحاجة إلى أرشيف تاريخي

تلقيت بريداً إلكترونياً من حفيدة المؤرخ أحمد مصطفى أبو حاكمة، وقد كتب بصيغة جميلة استطاعت من خلاله أن تلفت نظري إلى اسم الكتاب الذي قام بتأليفه وهو "تاريخ الكويت الحديث" الذي اكتملت طباعته عام 1967، وقد تميز الكتاب بالنهج العلمي وتحديد ملامح كل من إمارة الكويت ودولة الكويت خلال قرنين ونصف القرن تقريبا، مستخدما المؤلفات العربية والأجنبية.

واختار أن تشمل فصول الكتاب الخليج في القرن الثامن عشر (النصف الأول منه)، كما تناولت فصول الكتاب العتوب وشؤونهم والحركة الوهابية في شرق الجزيرة العربية وتجارة الخليج ، ومن خلال عملي في جامعة الكويت وتفاعلي مع محبي التاريخ من طلبة وباحثين شعرت بالحاجة إلى أرشيف تاريخي شامل جامع لكل ما كتب عن منطقة الكويت والخليج، فأقلام المؤرخين الأجانب التي سطرت التجارب والانطباعات عن منطقتنا بحاجة إلى تجميع وترجمة.

ومن الكتب التي كتبت بأقلام غربية أثناء زيارات استكشافية لمنطقة الخليج كتاب "نيبور" الرحالة الأوروبي الذي نزل بالجزيرة العربية خلال رحلته؛ مصطحبا زملاءه الذين أرسلهم ملك الدنمارك برحلة استكشافية عام 1761، ومن أبرز ما جاء في الكتاب إشارة الكاتب إلى النسيج السياسي والاجتماعي الذي تضمن بني خالد والعتوب، بالإضافة إلى ملامح الحياه الاقتصادية آنذاك.

أما الكاتب والرحالة باكينغهام فقد زار الكويت عام 1816 منطلقا برحلته من بريطانيا لافتا الأنظار من خلال كتاباته عن المنطقة، وواصفا الكويت وقدرتها على الاستمرارية والاعتماد على النفس رغم الوجود الأجنبي في الدول المجاورة لها.

وفي السياق ذاته يشير الدكتور عبدالله الهاجري في كتابه "تاريخ الكويت الإمارة والدولة" إلى السكرتير العام وموظف حكومة الهند ومساعد المقيم "واردن" الذي كتب مقالة عام 1819 بعنوان "عرب العتوب في البحرين"، وقد احتوت المقاله على آلية تأسيس السلطة وظهور ملامح الكيان السياسي والاقتصادي للكويت.

أما موظف الإدارة الهندية البريطانية لوريمر فقد كتب موسوعة كاملة وشاملة وسجلاً حول أحداث الخليج عرف باسم "دليل الخليج"، والذي شمل البرقيات والإحصائيات والرسائل التي وصفت منطقة الخليج بمنظور بريطاني، كما ذهب المؤرخون. هذه الرسائل والمقالات الغربية تناولت أوضاع منطقتنا الاجتماعية.

وأخيرا وليس آخراً دول الخليج بحاجة إلى إنشاء مركز تاريخي لجمع تلك الوثائق والرسائل والمخطوطات التي ارتبطت بتاريخ منطقتنا، وتوفير نسخة من أرشيف شركة الهند الشرقية، بالإضافة إلى أرشيف الدولة العثمانية لتوفير مصادر المعلومات للدارسين والمهتمين.

كلمة أخيرة:

فبراير شهر الفرح والتحرير والترويج التجاري والاقتصادي، وكل عام والجميع بخير.