مصر / توقيف جنينة بعد حديثه عن وجود وثائق تشكك بالنظام
• تأهب في «المتوسط» ومقتل 10 إرهابيين بسيناء
• هنية ودحلان يجتمعان في القاهرة
قالت مصادر أمنية مصرية إن قوات من الشرطة مصحوبة بقوات عسكرية ألقت ظهر أمس القبض على الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار هشام جنينة، على خلفية تصريحات أكد فيها امتلاك رئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان، وثائق مهمة تخص أحداثاً شهدتها مصر خلال ثورة 25 يناير 2011.
بعد نحو شهر من إلقاء القبض على المرشح الرئاسي المحتمل، الفريق سامي عنان، قال بيان للجيش المصري أمس الأول، إنه سيتخذ جميع الإجراءات القانونية حيال المدعو هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، بشأن تصريحات أدلى بها جنينة لإحدى المواقع الإلكترونية، قال فيها إن "رئيس أركان الجيش الأسبق، الفريق سامي عنان، يحتفظ بوثائق يدعي احتواءها على ما يُدين الدولة وقيادتها، خصوصاً في أعقاب ثورة 25 يناير 2011"، وهدد المستشار بنشرها حال تعرض عنان لأي أذى.جنينة، الذي تعرّض لاعتداء من أحد المواطنين في الشارع قبل أسبوعين، كان أحد أبرز أعضاء حملة عنان، الذي تم حبسه في يناير الماضي، عقب بيان أعلن فيه نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، المقرر لها الشهر المقبل، وهو البيان الذي اعتبره الجيش يحتوي على تحريض ضد مؤسسات الدولة والتزوير في محررات رسمية. وقالت ابنة جنينة لوكالة "رويترز" إن الشرطة ألقت القبض على والدها، أمس، بينما قال الناطق العسكري، العقيد تامر الرفاعي، في بيان أصدره أمس الأول، إن تصريحات جنينة تستهدف إثارة الشكوك حول الدولة ومؤسساتها، في وقت تخوض فيه القوات المسلحة معركة الوطن في سيناء لاجتثاث جذور الإرهاب، مؤكدا أن القوات المسلحة ستستخدم جميع الحقوق التي كفلها لها الدستور والقانون لحماية الأمن القومي، والمحافظة على شرفها وعزتها، وأنها ستحيل الأمر إلى جهات التحقيق المختصة.
إلى ذلك تقدم المحامي سمير صبري، ببلاغين للنائب العام المستشار نبيل صادق، والمدعي العام العسكري، أمس، ضد جنينة وعنان واتهامهما بتهديد استقرار البلاد وأمنه، فيما نفى سمير (نجل الفريق سامي عنان)، ادعاءات جنينة، وقال في بيان له: "طالبت المحامي بالتقدم ببلاغ رسمي ضد جنينة، متهما إياه بنسب معلومات كاذبة إلى والده".إلى ذلك، أعلن ناصر أمين أنه بصفته محامي سامي عنان، فإنه يؤكد أن كل ما جاء في تصريحات جنينة عار تماما من الصحة، ولا يمت إلى الواقع بصلة، وقال في بيان له: "سأتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من أدلى أو يدلي بتصريحات صحافية أو إعلامية ينسب فيها أي أقوال أو أفعال للفريق سامي عنان".وقال المدعي العام العسكري السابق، اللواء سيد هاشم، إن القانون اعتبر نشر الشائعات من الجرائم التي تمس أمن الدولة، كما أن نشر معلومات ذات طابع سري كانت بحوزة موظف بعد خروجه من الخدمة تدخل في تلك القضايا، مما ينطبق على حالة جنينة، مشيرا إلى أن عقوبة جنينة قد تبدأ من 3 سنوات حتى 15 عاما، موضحا لـ "الجريدة": "سيواجه اتهامات على مسارين، الأول الخاص بنشر معلومات وشائعات من شأنها الإضرار بأمن الدولة في الداخل، والثاني يتعلق بما نسبه للفريق المستدعى سامي عنان". عسكريا، وفي إطار "العملية الشاملة 2018" التي أطلقها الجيش الجمعة الماضي للقضاء على الإرهاب، قال الجيش إن القوات قتلت 10 "تكفيريين"، ليصل عدد من تم القضاء عليهم منذ بدء العملية الجمعة الماضي إلى 38 "إرهابيا"، وتم توقيف 400 فرد من المدانين في قضايا إجرامية، فيما نفذت القوات البحرية عددا من الأنشطة التدريبية البارزة بمسرح عمليات البحر المتوسط، وأطلقت 4 صواريخ أرض - بحر وسطح - بحر، ضمن التدريب على التعامل مع كل التهديدات والعدائيات للمياه الإقليمية المصرية في البحر المتوسط.وأشارت القيادة العامة للقوات المسلحة، إلى أنه بتوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة لتخفيف العبء وتلبية المطالب والاحتياجات الأساسية لأبناء سيناء في مناطق العمليات، تم توزيع كميات كبيرة من السلع والمواد التموينية المجانية علي المواطنين بعدة مناطق في نطاق شمال ووسط سيناء، في إطار الإجراءات المتخذة لضمان عدم تأثرهم بالجهود المبذولة للقضاء على الإرهاب.وقالت مصادر مطلعة لـ "الجريدة" إن قوات الأمن حققت نجاحات في جنوب العريش تمثلت في العثور على خنادق قرب الطريق الدائري جنوب المدينة، كانت العناصر الإرهابية تتسلل من خلاله إلى داخل العريش لتنفيذ الهجمات، فيما استمرت عمليات الفحص والتحري التي تنفذها قوات الشرطة لسكان محافظة العريش، وتابع: "الأجهزة ضبطت عددا من العناصر الأجنبية في العريش، وجار التحقيق معهم".وبينما قال مراسل "الجريدة" في شمال سيناء، إن العريش تعاني نقصا حادا في السلع، اعتبر الناشط السيناوي، عبدالقادر مبارك، المساعدات المجانية التي تسلمها بعض الأهالي من قوات الجيش تكفي لفترة إلى حين حل الأزمة وفتح مديريات التموين.إلى ذلك، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، سيرجي ناريشيكن، بحضور القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، وقال الناطق الرئاسي، السفير بسام راضي، إن المسؤول الروسي أكد تقدير بلاده لدور مصر، فضلا عن أهمية التعاون الأمني بين البلدين، واستعرض اللقاء جهود مصر في مكافحة الإرهاب، وسبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.في الأثناء، اجتمع الرئيس السيسي، أمس مع رئيس الحكومة شريف إسماعيل، وذلك بحضور عدد من الوزراء، وقال الناطق الرئاسي إن الاجتماع ناقش استراتيجية تطوير منظومة التعليم. في غضون ذلك، علمت "الجريدة" أن وفدا من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، التقى القيادي محمد دحلان في ضاحية التجمع الخامس، شرق القاهرة، وجرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع السياسية والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، وكذلك الوضع الإنساني المتفجر في قطاع غزة، إلى جانب بحث سبل آليات التخفيف من معاناة أهل قطاع غزة، بدعم ورعاية مصرية، إضافة إلى استعراض سبل إنجاح جهود المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية.في السياق، التقى هنية مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية، وتناول اللقاء الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وبحث ملف المصالحة وسبل تطبيق التفاهمات الأخيرة.