في حين يفتتح سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد اليوم، مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن جهود التحالف الدولي للقضاء على «داعش»، بقيادة الولايات المتحدة، غطت جميع الجوانب لمكافحة هذا التنظيم وغيره من الجماعات الإرهابية. وأكد الخالد، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، في ختام الاجتماع الوزاري لدول «التحالف»، أن هناك مجموعة خاصة لمتابعة المقاتلين الأجانب والعمل على إضعاف هذه المنظمة الإجرامية وتفتيتها، من خلال تبادل المعلومات بين دول التحالف التي وصل عددها إلى 75، بعد مشاركة الفلبين، بالإضافة إلى تجفيف منابع تمويلها.
وقال إن القمة الخليجية- الأميركية التي ستعقد في مايو المقبل، تأتي تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه في قمة الرياض العام الماضي، معرباً عن تقديره العالي للرئيس دونالد ترامب لاهتمامه بالعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة.من جهته، حذر وزير الخارجية الأميركي من أن عملية «غصن الزيتون» التركية، الجارية في عفرين ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية المتحالفة مع واشنطن، أدت إلى «انحراف مسار» معركة التحالف ضد «داعش»، معتبراً أنه «من المهم أن تعي أنقرة آثارها في مهمة الانتصار على التنظيم».وتعهد تيلرسون بتقديم 200 مليون دولار لإعمار المناطق المحررة في سورية، مؤكداً أن الولايات المتحدة «ستبقي على وجودها هناك» من أجل مواصلة العمليات ضد التنظيمات المتطرفة.
وأكد أن «داعش» خسر نحو 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، مستدركاً بأن «ذلك لا يعني هزيمته نهائياً، ويجب مواصلة العمليات ضده وضد شبكات مقاتليه الأجانب».وفي حين كشف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ قبول الحلف دعوة الولايات المتحدة إلى توسعة مهمة تدريب صغيرة يقوم بها في العراق، وتأسيس بعثة دائمة هناك، أشار تيلرسون إلى أن بنك التصدير والاستيراد الأميركي يعتزم تقديم خط ائتمان بقيمة 3 مليارات دولار لوزارة المالية العراقية للمساعدة في إعادة الإعمار.وعن الخلاف المفتوح بين السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، مع قطر، قال وزير الخارجية الأميركي إن «الأزمة الخليجية تؤثر سلباً على أمن المنطقة ويجب وضع حد لها»، مؤكداً أن واشنطن تعمل على «إعادة الوحدة إلى مجلس التعاون».إلى ذلك، وعلى صعيد مؤتمر إعادة إعمار العراق، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد المحجوب أن استضافة الكويت هذا المؤتمر ستزيد احتمالية حصول بلاده على دعم أكبر، نظراً للثقة الكبيرة التي تتمتع بها الكويت وعلاقاتها المتميزة بجميع دول العالم.وأشاد المحجوب، في تصريح لـ «الجريدة»، بالدور الكويتي المهم، مؤكداً أن تحرك صاحب السمو أمير البلاد لدعم العراق له أثر كبير في نفوس العراقيين.وحول إمكانية لعب العراق دوراً في تقريب وجهات النظر بين دول مجلس التعاون وإيران، ذكر أن بغداد لن تتردد في ممارسة هذا الدور إذا طلب منها، انطلاقاً من علاقتها الجيدة مع دول الإقليم.وعن تبوؤ الكويت مقعداً غير دائم في مجلس الأمن، قال إنها أدت دوراً إيجابياً في الفترة الماضية، ليس مع العراق فحسب، بل مع كل دول المنطقة، «ونعتقد أنها قادرة على ممارسة دور كبير ومميز من خلال هذه المقعد، لاسيما أنها تتمتع بعلاقات مميزة مع الجميع».ولفت المحجوب إلى أن حراك الكويت، ممثلاً بشخص سمو الأمير، سينتج آثاراً إيجابية في مختلف المجالات، مشيداً بهذا الحراك الذي يرى فيه العراق ضرورة، في ظل أوضاع المنطقة.أما عن التدخلات التركية في العراق وسورية، فقال إن العراق يقف ضد أي تدخل خارجي في شؤون الدول الأخرى، التزاماً بالمواثيق الدولية، لافتاً إلى أن بلاده من هذا المنطلق تدعو جميع الأطراف إلى احترام سيادة الدول، و»أن تكون محاربة الإرهاب عبر التنسيق مع التحالف الدولي، وألا تكون سبباً لاختراق حدود الدول، بغض النظر عن تسميتها، فنحن نتحدث عن مبدأ عام».