أكد وزير التربية وزير التعليم العالي، د. حامد العازمي، حرص الوزارة على مصلحة الطلبة وسلامتهم، مشيرا الى أنه تم فتح تحقيق موسع في حادثة وفاة الطالب عيسى البلوشي.جاء ذلك في تصريح للوزير العازمي، أمس، عقب تفقده مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية للبنين بمنطقة الروضة، برفقة وكيل وزارة التربية د. هيثم الأثري، والوكيلة المساعدة للتعليم العام فاطمة الكندري، لمعرفة ملابسات وفاة الطالب الذي كان يعاني مشاكل في القلب.
وقال العازمي: «في البداية أود أن أقدم التعازي الى أسرة الفقيد، وأدعو الله أن يتغمده برحمته»، مضيفا: «قمت بزيارة المدرسة واستمعت الى مديرتها والمديرة المساعدة، واطلعنا على تفاصيل الحدث، وطلبت من وكيل الوزارة والوكيلة المساعدة للتعليم العام إجراء تحقيق شامل في الموضوع، واتخاذ الإجراءات القانونية كاملة».وأضاف: «نسعى الى الوصول لحقيقة ما جرى، وتفاصيل ما حدث يوم الأحد الماضي، وإعداد تقرير كامل في هذا الشأن، مؤكدا أن الوزارة مستمرة في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية». وتابع: «مديرة المدرسة أبلغتنا بالتفاصيل كاملة، ولكن يجب أن يتخذ القطاع القانوني بالوزارة الإجراءات كاملة في هذا الوضع، حتى نضمن سلامة الطلبة، ونطمئن أولياء الأمور بأن سلامة الطلبة هي الأهم لنا».سلامة الطلبةإلى ذلك، أصدرت «التربية» بيانا قالت فيه إنها تؤكد حرصها الشديد على رعاية أبنائها الطلبة والطالبات في المدارس بكافة المراحل التعليمية، واتخاذ جميع الإجراءات التي تحفظ سلامتهم وأمنهم.وأفادت الوزارة بأن الوزير أمر بتشكيل لجنة تحقيق مكونة من ممثلين عن وزارة الصحة و«الفتوى والتشريع» و«التربية» للوقوف على كافة ظروف وملابسات وفاة الطالب، كما أمر بوقف المعلمة عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق.
المعلمة: لم أضربه... ورمى الكتاب وهرب
بعد التحقيق معها وعودتها إلى منزلها، قالت المعلمة: موضوعي باختصار أنني دخلت الفصل لأداء حصتي الرابعة، وكان الصف غير مرتب والطلاب مزعجون جدا، وقد مر ربع ساعة من الحصة وأنا أحاول تهدئتهم دون جدوى، والطالب عيسى كان ضمن الطلبة غير المنضبطين، وقد نبهت عليه 3 مرات، لكنه لم يسكت، ورمى الكتاب والقلم، وعندما طلبت منه الوقوف عند السبورة رفض، وخرج هاربا من الحصة إلى غرفة المديرة المساعدة وهو يبكي.وأضافت: وعندما ذهبت مع المديرة المساعدة عند الإخصائية وجدت الطالب يأكل ويلعب، ولم يكن باديا عليه أي شيء غير طبيعي، وقد تطاول علي بالألفاظ أمام المديرة المساعدة والإخصائية، علما بأنه أكمل يومه الدراسي بشكل عادي جدا، لافتة إلى أن المعلمات في الحصة التي تلي حصتها قلن إنه كان في أحسن حال، ولم تبدُ عليه أي علامات للتعب.وذكرت أنه في اليوم الثاني حضرت والدته إلى المدرسة، وتطاولت عليّ بصوت عال بمقر عملي، وبألفاظ نابية، وهددتني بالشكوى في المنطقة التعليمية والمخفر ومركز المعاقين.
وأكدت «التربية» أنها لن تتوانى عن اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن وسلامة أبنائنا الطلبة والطالبات، وستتعامل بحزم وفق القانون ضد أي واقعة أو حالة يثبت خروجها عن اللوائح والنظم المدرسية، ولن يكون هناك أي تهاون في هذه الأمور.وفي سياق متصل، تجمع عدد من أولياء أمور طلبة المدرسة، واجتمعوا مع الوكيل الأثري لأكثر من ساعة، وقدموا شكوى ضد إدارة المدرسة واتهموها بالتسيب.وقالوا: «بعد أن طفح الكيل، انتظارا منا لاتخاذكم قرارا رادعا، تردعون فيه بعض معلمات المدرسة لما يجده أولادنا من فساد تربوي، وما يلاقونه منهن من تصرفات وأساليب غير تربوية يقمن بها تجاه أولادنا الأبرياء من سب وشتم بألفاظ.وأضافوا: «كما يلاقي أولادنا الضرب والإهانة وعدم المبالاة من المعلمات بأن هذا طفل في طور التعليم والتهذيب».الطالب توفي في بيته
قالت مديرة منطقة العاصمة التعليمية بالإنابة، ليلى الشريف، إن «الطالب من الحالات الخاصة، وتوفي في البيت لا في المدرسة، والأم قدمت شكوى في المنطقة أمس الأول، وتلقت خبر وفاة ابنها في البيت لحظة وجودها في المنطقة»، مشيرة الى «أن إجراءات التحقيق مستمرة، والمعلمة تم إيقافها عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق»، ومقدمة أحر تعازيها لأسرة الطالب، داعية الله أن يسكنه فسيح جناته.
وأشاروا إلى أنه «لا توجد رقابة على الطلاب أثناء الفرص وفي الساحة، فلا حسيب ولا رقيب على أبنائنا، ولا تريد معلمات (عمرو بن العاص) ضبط الطلاب في الفصل، فالطلاب يتشاجرون أمام المعلمة دون قيامها بتحمل المسؤولية الكاملة تجاه ذلك، فهي ترى كل ما يحدث، لكنها مجرد كائن حي لا يتحرك، فاقدة هيبة المعلم الحقيقي الذي إذا دخل الفصل وقف له الطلاب هيبة واحتراما».وذكروا أن «هناك أمور كثيرة تحدث في المدرسة، فالعنف الطلابي موجود، ويحدث داخل الفصول، وبالفرصة أمام أعين المعلمات منذ بداية العام الدراسي، ومازال مستمرا وفي ازدياد يوما بعد يوم، ولكن ما هو دور الإدارة المدرسية في هذه الحالات؟!البلوشي: لا خلافات مع المعلمة
قال والد الطالب المتوفى، عيسى البلوشي، إننا نرفض مثل هذا التعامل مع الطلبة من قبل الإدارة المدرسية، مشيرا الى أن ضرب المعلمة لابني كان يوم الأحد، والوفاة كانت أمس الأول (الاثنين).وأضاف البلوشي: إننا بانتظار نتيجة التحقيق، سواء من قبل رجال المباحث أو من وزارة التربية، ومن ثم المطالبة بحق ابني، مشددا على ضرورة أن يكون هناك اهتمام من المدرسة بالطلبة، خاصة أنهم أمانة لدى الإدارة المدرسية، ومن المفترض المحافظة عليها، وموضحا أن ابنه كان في الصف الرابع الابتدائي، ولا توجد أي خلافات سابقة مع المعلمة.