شهدت الجولة العاشرة من منافسات دوري ڤيڤا لكرة القدم، حسبة جديدة فيما يخص صراع المنافسة على القمة، بعد سقوط الأبيض للمرة الأولى في الموسم الحالي أمام الجهراء، وفوز السالمية على القادسية، وهو ما قلص الفارق بين المتصدر الكويت، والوصيف السالمية الى 7 نقاط، كما حقق التضامن فوزه الأول في المسابقة على حساب النصر في ديربي الفروانية، وانتهت مباراة العربي وكاظمة سلبية.

كما شهدت الجولة العاشرة قرارات تحكيمية تثير الريبة والشبهة، وتضع أكثر من علامة استفهام حول أداء الحكام، لاسيما ان تلك الأخطاء غير مقتصرة على مباراة أو فريق، كما أنها باتت مؤثرة، ومتتالية، بعد ان كانت على فترات فيما مضي، وهو ما تتسبب في تغيير النتائج، وزاد حساسية الجمهور، مما يتطلب وقفة جادة لدراسة الموضوع من كافة الجوانب.

Ad

والسؤال الذي يطرح نفسه، والذي يجب أخذه بعين الاعتبار: لماذا تزيد الأخطاء بهذه الصورة المبالغ فيها، مع تولي اللجان المؤقتة؟ وهل هناك أصابع خفية تتحرك لضرب الرياضة الكويتية من جديد؟

وأنذرت الجولة العاشرة في مبارياتها الأربع بتغيير في خريطة المنافسة في المباريات المقبلة، ما لم تتدارك فرق المقدمة الوضع سريعا، لاسيما أن ما تبقى من مباريات يسمح بانقلاب الأوضاع رأسا على عقب.

ومن أبرز ملامح الجولة العاشرة غياب المتعة الكروية، في ظل ابتعاد فرسي الرهان الكويت والقادسية عن مستواهما المعهود، وعدم قدرة العربي على استغلال الفرص السانحة للتسجيل، كما غاب النصر بصورة كبيرة عن مستواه المعهود، واستمر أداء كاظمة السلبي سائدا، فيما قدم الجهراء أداء هو الأبرز، الى جانب السالمية، وأبناء الفروانية.

غياب العدالة

غابت العدالة في أولى مباريات الجولة العاشرة، والتي جمعت القادسية والسالمية، وهو ما تجلى في لقطتيين، عندما حرم مدافع السالمية علي كرم، بدر المطوع من الوصول الى الكرة داخل منطقة الجزاء، بعد تدخل أقل ما يوصف بالعنيف، ما كان يستوجب احتساب ركلة جزاء، وبطاقة حمراء، كما عرقل مدافع السالمية فهد مرزوق المطوع داخل منطقة الجزاء، مما كان يستوجب أيضا احتساب ركلة جزاء، وإشهار البطاقة الصفراء.

ورغم الأخطاء التحكيمية الفادحة في المباراة، فإن الأصفر لم يقدم ما يشفع له بتجاوز السالمية، في ظل غياب الحلول، سواء من العمق، أو الأطراف لفك شفرات دفاع السالمية، والوصول إلى مرمى الحارس سطام الحسيني، وبالغ بدر المطوع في الاعتماد على الحلول الفردية، وابتعد المهاجم الإيفواري لاسانا ديابي عن أي فعالية هجومية، ومن بعده البرازيلي تياغو، فيما تابع المدرب الكرواتي المباراة كمتفرج وليس من موقعه مديرا فنيا.

في المقابل، أحسن الجهاز الفني في السالمية بقيادة المدرب عبدالعزيز حمادة استغلال أوراقه المتاحة، ودخل المباراة بحذر دفاعي، وارتداد هجومي منظم، واستطاع السماوي تعطيل مفاتيح لعب القادسية تماما، وبدا الطريق ممهدا للوصول إلى مرمى خالد الرشيدي، كما جاء الدفع بأوراق الفريق من على دكة البدلاء في توقيت موفق، وهو ما أثمر عن تسجيل هدف الاطمئنان عبر السريع نايف زويد، والظفر بنقاط ثمينة قد تكون الأغلى في مشوار الفريق حتى الآن.

عودة التضامن

جنى التضامن ثمار عمل متواصل في الفترة الأخيرة، ومنذ تسلم المخضرم الصربي رادي المقاليد الفنية لأبناء الفروانية، حيث قدم الفريق واحدة من أفضل مبارياته أمام جاره النصر، وهو ما كُلل برباعية، كانت مرشحة للزيادة في شباك الحارس محمد هادي.

واستطاع رادي ضبط الأداء الخططي لأغلب اللاعبين، حيث نجح في استغلال سرعة حمد أمان بالصورة المثالية، ووفر الدعم لفيصل عجب، ومنح الخطير يوسف العنيزان الحرية الكافية، وهو ما أثمر عن الفوز المستحق في ديربي الفروانية.

في المقابل، غاب العنابي عن جديته المعهودة، وظهر الفريق وكأنه قادر على النصر، ليدفع الثمن غاليا، بتعطل مسيرته للمرة الثانية على التوالي في الدور الثاني، حيث خسر أمام الكويت، ومن ثم التضامن.

أداء مخيب

قدم الكويت أداء مخيبا في مواجهة الجهراء، وابتعد متصدر البطولة عن مستواه المعهود، رغم البداية القوية، حيث سجل يعقوب الطراروة هدف التقدم في الدقيقة السابعة، وكان جليا ابتعاد دفاع الكويت عن انسجامه، وغياب المحترفين الثلاثة السيراليوني محمد كمارا، والأردني بهاء فيصل، والسوري حميدو ميدو عن مستواهم، كما لم يكن مثمرا إشراك طلال جازع بعد غياب طويل، منذ بداية المباراة، ولا شك في أن مدرب الكويت عبدالله أبو زمع بات على المحك في قادم المباريات، بعد إدارة فنية متواضعة بالمباريات الأخيرة.

في المقابل، قدم أبناء القصر الأحمر أداء هو الأفضل لهم منذ بداية الموسم الحالي، واستحق المدرب بونياك أن يكون نجما للجولة، في ظل توظيف جديد لأغلب اللاعبين، حيث منح فيصل زايد والكاميروني روني حرية الحركة في المقدمة، وقيد وسط الفريق، وخط الدفاع بواجبات محددة، ساهمت في تفوق أبناء القصر.

ويحسب للاعبين في الجهراء، لاسيما فيصل زايد، وحمود ملفي، والمحترف الكاميروني رونالد، والحارس بندر سليمان قدرتهم على العودة إلى مقارعة الأبيض، رغم تأخرهم بهدف، كان كفيلا بالقضاء على أي طموح لهم في المباراة.

مواجهة سلبية

الفرص الضائعة هو عنوان مباراة العربي وكاظمة، وهو ما يكشف عن عقم هجومي في الفريقين، وبصورة أكبر في صفوف الفريق الأخضر، لاسيما أن المهاجم النيجيري في صفوف الفريق بوبي كليمنت تفنن في إضاعة الفرص السانحة للتسجيل، وهو ما ينحسب على حسين الموسوي، وبدر طارق بصورة أقل.

ولم ترتق مواجهة الفريقين العربي وكاظمة إلى مستوى الطموح، لاسيما في الشوط الأول، حيث غلبت العشوائية على أداء اللاعبين، وساد البطء حركتهم، فيما تغير الوضع قليلا في الشوط الثاني، لا سيما بعد أن دفع مدرب العربي ببعض التبديلات التي حركت المياه الركدة في الفريق.

في المقابل، بدا البرتقالي من دون فعالية هجومية، مع الاعتراف بأن وسط كاظمة هو أبرز خطوطه الثلاثة، الى جانب تألق الحارس حسين كنكوني، وهو ما يحفظ للفريق بعضا من اتزانه في المواجهات الأخيرة، وهو ما يعني أيضا أن على مدرب الفريق البرتغالي أوليفيرا البحث عن حلول لتقوية دفاعاته، وتفعيل دور الخط الأمامي.

أرقام

• شهدت الجولة العاشرة إحراز 12 هدفا بمعدل تهديفي 3 أهداف في المباراة الواحدة، وهي نسبة جيدة قياسا بالأهداف التي أحرزت حتى الآن في البطولة.

• انتهت 3 مباريات بالفوز ومباراة واحدة بالتعادل السلبي تلك التي جمعت كاظمة مع العربي.

• أشهر الحكام خلال المباريات الأربع بطاقة حمراء واحدة، تم إشهارها للاعب القادسية ضاري سعيد، بعد حصوله على بطاقتين صفراوين، بسبب اعتراضه على قرارات التحكيم.

• فوز التضامن على النصر بنتيجة 4- 1 هو الفوز الأول لأبناء الفروانية خلال البطولة، بينما خسارة الكويت على يد الجهراء 2 -3 هي الأولى للأبيض.

• الكويت الأكثر فوزا حتى الآن (8 مباريات) يليه السالمية والجهراء (5 مباريات)، بينما التضامن وكاظمة هما الأقل تحقيقا للفوز (مباراة واحدة).

• كما أن الكويت هو الأقل تعرضا للخسارة (مباراة واحدة)، ويليه السالمية (مباراتان)، فيما يعد النصر والتضامن الأكثر خسارة (6 مباريات).

• ويواصل الكويت تحقيق الأرقام الإيجابية، حيث إنه الأكثر تهديفا في البطولة برصيد 26 هدفا.

• يتقاسم مهاجم التضامن فيصل عجب ومحترف الكويت المنتقل لقطر القطري باتريك فابينو صدارة الهدافين، ولكل منهما 7 أهداف، فيما يتقاسم لاعبا السالمية فهد الرشيدي والسوري فراس الخطيب ومحترف الجهراء البرازيلي توريس مركز الوصافة، ولكل منهما 5 أهداف، في حين يأتي في المركز الثالث لاعبا القادسية بدر المطوع والبرازيلي تياغو، ولاعبا الكويت يعقوب الطراروة والإيفواري جمعة سعيد في المركز الثالث، ولكل منهم 4 أهداف.