في مسعى لتفادي تحول الخلاف حول التنقيب عن مكامن الغاز الطبيعي بشرق البحر المتوسط إلى صراع مسلح، أفادت السلطات القبرصية بأنها ستلجأ إلى طلب دعم الدبلوماسية الأوروبية للتوصل إلى حل سريع لمشكلة قيام سلاح البحرية التركي بمنع سفينة إيطالية من التنقيب على الغاز في المياه القبرصية.وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية، نيكوس خريستوليدس: "هناك اتصالات دبلوماسية في الكواليس تتولاها دول أوروبية، ونحن بانتظار النتائج قريباً". وأضاف: "أعتقد أن الساعات القادمة ستكون حاسمة"، مشيرا إلى أن "الاتصالات القائمة لا يمكن كشفها. والجهود قائمة على مستويات عدة، وليس فقط على المستوى الدبلوماسي".
وتزامن التعويل القبرصي على الدبلوماسية الأوروبية مع تحريك الحكومة الإيطالية قوات بحرية باتجاه شرق المتوسط. وقررت روما نشر وحدة عسكرية إضافية ضمن بعثة "الناتو" في خطوة احترازية.وذكرت تقارير إيطالية، أن قائد الوحدة تلقى أوامر بتفادي أي تصرفات من شأنها أن تؤدي إلى زيادة التوتر بينها وبين القوات التركية التي تحاصر منصة التنقيب التابعة لـ "إيني".وخلال اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بالكويت، أمس الأول، التقى وزير الخارجية الإيطالية أنجلينو ألفانو، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وأبلغه بأنه يريد حلا للمواجهة التى تعوق عمل "إيني" في التنقيب عن الغاز قبالة قبرص.وقالت "الخارجية" الإيطالية إن الوزيرين اتفقا على ضرورة الحفاظ على علاقة الثقة بينهما، وقال ألفانو إن إيطاليا "تتوقع التوصل لحل يتماشى مع القانون الدولي، ويصب في مصلحة إيني ودول المنطقة ومجتمعي قبرص".ومع تنامي قلق دولي من احتمال تصاعد التوتر في المنطقة وتحوله إلى صدام، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن "روسيا تدعو الأطراف المعنية إلى الامتناع عن خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصاعد التوتر في شرق البحر، وتفاقم الخلافات الموجودة في المنطقة".وطالبت بضرورة إيجاد حلول فورية لـ "مشكلة جزيرة قبرص" المقسمة بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين.وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن "واشنطن تعترف بحق قبرص في تنمية مواردها في منطقتها الاقتصادية الخالصة"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن موارد النفط والغاز في الجزيرة، شأنها في ذلك شأن جميع مواردها، ينبغي تقاسمها على نحو منصف بين الطرفين في سياق تسوية شاملة".من جانب آخر، رأى وكيل وزارة الطاقة القبرصية، ستيليوس هيموناس، أن خلاف بلاده مع تركيا حول التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط، هو خلاف سيادي، مؤكدا أن الأزمة لا تتعلق بمصر، وأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي أبرمتها نيقوسيا مع القاهرة ورفضتها أنقرة "لا يمكن أن تخضع إلى أي تعديل". إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية اليونانية إرسال شكوى رسمية إلى تركيا، بعد أن اصطدمت سفينة تركية بسفينة لخفر السواحل اليوناني، وقالت إن رئيس الوزراء، ألكسيس تسيبراس، أكد في اتصال هاتفي مع نظيره التركي، بن علي يلدريم، أن أمورا كهذه تقوض العلاقات اليونانية - التركية، والتركية - الأوروبية، وتنتهك القانون الدولي، وأكد ضرورة وقف الانتهاكات التركية على الفور وتخفيف حدة التوتر.وقال رئيس الوزراء التركي إنه اتفق مع نظيره اليوناني على "تخفيض التوتر بمنطقة بحر إيجة عبر الطرق الدبلوماسية والحوار". وحل الأمر عبر فتح قناة اتصال بين المؤسسة العسكرية في البلدين.
دوليات
قبرص تعول على أوروبا في مواجهة تركيا
16-02-2018