رفع قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني اللواء قاسم سليماني، أمس، حدة التوتر بين بلاده وإسرائيل، مؤكداً أن طهران ستنفذ وعدها بإزالتها عن الوجود.وقال سليماني، في كلمة ألقاها خلال مراسم الذكرى العاشرة لمقتل القيادي بـ«حزب الله» اللبناني، عماد مغنية، التي أحيتها طهران، أمس: «على إسرائيل أن تعلم أن القصاص من دماء شهدائنا سيكون عبر زوالها».
وأضاف قائد الفيلق، الذي تساند قواته الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية، إن «مغنية كان يعتبر نفسه ملزما بأوامر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي كان يعتبر أنه ليس منجياً للشيعة فحسب، بل للمسيحية في لبنان التي تعتبر بقاءها نتيجة حكمته».وتحدث عن دور مغنية في حرب يوليو 2006، التي شنتها إسرائيل، عقب قيام الحزب اللبناني باختطاف 3 من جنودها.وتابع: «مغنية لم يكن متخصصا في حروب العصابات فقط، وقوته كانت تفوق قوة العدو، فقد كسر حاجز الخوف في لبنان من إسرائيل واستطاع توجيه الصفعات للعدو».يذكر أن «حزب الله» اتهم «الموساد» باغتيال مغنية في 12 فبراير 2008 في دمشق، في حين أنكرت تل أبيب ضلوع أجهزتها في العملية، إلا أن شهادات ظهرت لاحقاً أكدت أن «الموساد» كان وراء عملية الاغتيال.
صليبيون وصهاينة
بدوره، قال مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، خلال الحفل نفسه: «لقد مُني الصليبيون بالهزيمة في فلسطين، وإن شاء الله ستكون هزيمة الصهاينة في فلسطين».ورداً على الشعارات التي رفعها متظاهرون إيرانيون خلال الاحتجاجات الأخيرة، وبينها «لا غزة لا لبنان روحي فداء لإيران»، قال ولايتي: «هناك بعض الهمسات التي تقول إن علينا أن نهتم بإيران فقط، ولا شأن لنا بخارج البلاد، بما في ذلك سورية والعراق ولبنان وأفغانستان، ورغم أن هذه الأصوات تطلق من جانب العملاء والأجانب والأشخاص الجهلة، وهم مجرد أقلية لا قدر لها، تقوم بعض وسائل الاعلام بتضخيمها».وأوضح أن «الصلة بين إيران والعالم الإسلامي قديمة قدم الإسلام»، لافتاً إلى أن إعادة صياغة الهوية الإيرانية حول محور أهل البيت كان من جانب اللبنانيين خلال العهد الصفوي»، في إشارة إلى استقدام علماء دين شيعة من جبل عامل في جنوب لبنان لتشييع الإيرانيين الذين كانوا قبل ذلك من السنة.ولفت إلى أن «الرابطة بين اتباع أهل البيت في ايران والمنطقة، رابطة عريقة، وقد تجسد ذلك خلال الدفاع عن فلسطين خلال الحروب الصليبية».وختم ولايتي: «إن صبر المسلمين كبير، ومن المؤمل أن تُمحى وصمة عار الكيان الصهيوني وتقتلع جذوره في القريب العاجل».طهران وبرلين
في موازاة ذلك، رفضت طهران مطالبة برلين لها بـ«التخلي عن العدوانية» تجاه إسرائيل.وبعد انتقاد ألمانيا لدور إيران في النزاعات القائمة في الشرق الأوسط، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: «المشكلة في المنطقة ليست إيران، ولكن النظام الصهيوني بعدوانيته».وأضاف قاسمي إنه يتعين على ألمانيا والمجتمع الدولي ألا يتأثرا بـ«دعاية الكذب الإسرائيلية والتحريض على الحرب»، ويتعين عليهما التعامل بجدية مع السياسة العدوانية لإسرائيل.وأكد أن إيران ليس لديها أي مصلحة في تصعيد التوترات. ورأى أن «الحق المشروع للحكومة بسورية هو أن تدافع عن السلامة الإقليمية لأراضيها في مواجهة أي عدوان أجنبي».يذكر أن إسرائيل حذرت القيادة في دمشق وحليفتها إيران من مواجهة خطيرة في الشرق الأوسط، بعد إسقاط مقاتلة إسرائيلية من جانب السلاح الجوي السوري السبت الماضي.وتسببت الواقعة في إثارة قلق على مستوى العالم من مواصلة تصعيد الحرب في سورية أو توسيع نطاقها في المنطقة أو من أن تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.جميع الأزمات
في المقابل، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، في تصريحات لـ«العربية»، إن «إيران ضالعة في جميع أزمات المنطقة».وأضاف: «يحب أن تكون سورية للسوريين، والعراق للعراقيين»، متابعا: «إيران ضالعة في أزمات اليمن وسورية ولبنان والبحرين والعراق».أزمة السجون
من جهة أخرى، كلف الرئيس الإيراني حسن روحاني وزراء الداخلية والأمن والعدل وديوان الرئاسة للشؤون القانونية، بالتحقيق ودراسة تفاصيل الأحداث في بعض المعتقلات ورفع نتائج التحقيق إلى رئاسة الجمهورية. وتأتي دعوة روحاني على خلفية إعلان وفاة الأستاذ الجامعي، والناشط الإيراني - الكندي في مجال البيئة كاووس سيد إمامي، الذي اعتقل في يناير الماضي، وأعلنت السلطات وفاته في 8 فبراير الماضي، منتحرا في سجن إيفين، بعد أقل من شهر من توقيفه، في حين تطالب الحكومة الكندية إيران بتوضيح ملابسات الوفاة.ووجه المدعي العام، عباس جعفري دولت آبادي، في وقت سابق، اتهاماً بـ»التجسس» لمجموعة تم توقيف أعضائها بمن فيهم إمامي.وجاء تحرك الرئيس الإيراني، المحسوب على التيار المعتدل، غداة هجوم لاذع شنه الرئيس السابق أحمدي نجاد على مؤسسات الدولة والمرشد الأعلى علي خامنئي.واتهم نجاد القضاء والسلطات الأمنية بقتل المعارضين عبر الزج بهم في السجون، ثم تسلم إلى أهل المعارض جثته ويقولون لأهله إنه مدمن أو إنه انتحر.وشهدت إيران، خلال الأسابيع الماضية، مقتل العديد من النشطاء السياسيين داخل السجون.تدابير اقتصادية
إلى ذلك، أعلن «البنك المركزي» عن تدابير لوقف تراجع التومان في مقابل العملات الأجنبية مثل الدولار، وفي طليعتها رفع معدلات الفائدة على حسابات الإيداع من 15 إلى 20 في المئة.وخسر التومان نحو 25 في المئة من قيمته مقابل الدولار الأميركي، خلال الأشهر الستة الماضية.