الفاتح محمد صلاح
بعد أن فتح الناصر صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس، يعيد اللاعب المصري محمد صلاح، فتح العقول والأفئدة الأوروبية، منطلقاً من بلاد ريتشارد قلب الأسد، هذه المرة، فقد أصبح اسمه يتردد في الإعلام والملاعب والحانات، بعد كل مباراة يلعبها، أو هدف يساهم به لفريقه، لدرجة دفعت بعض محبيه إلى أن يعلنوا استعدادهم لدخول الإسلام، بفضل أدائه المميز وأخلاقه الراقية.ما فعله محمد صلاح بإتقانه لعمله وحسن أخلاقه عجزت عن القيام بنصفه مئات الأحزاب والجمعيات الخيرية الإسلامية حول العالم، المنهمكة بجمع الأموال والتنافس فيما بينها وتحسين أوضاع العاملين عليها، ولم يكلف محمد صلاح جيوب المسلمين فلساً واحداً، بل إنه أخذ من أموال الأجانب، ليكشف تسلل جماعاتنا وجمعياتنا وشيوخنا الغائبين عما يحدث خارج حدود عقولهم وأوهامهم التاريخية وصراعاتهم المذهبية.
لغة العصر تغيرت، وهذا ما لم يستوعبه البعض حتى الآن. وإن كانت الفتوحات والمعارك والغنائم والسبايا التي يحلم بعضنا باستعادتها هي لغة القرون الفائتة؛ فإن الأفكار والابتكارات والإتقان والقوى الناعمة هي لغة العصور القادمة، وما أعرفه أنه بعد صلاح الدين الأيوبي سقطت بيت المقدس مرة أخرى بيد الصليبيين، لكن صورة محمد صلاح لن تسقط أبداً عن جدران نادي ليفربول، وقبلها عقول وقلوب محبيه في كل مكان.