ناقلة سعودية عملاقة تنقذ صادرات الخام الأميركي من أزمتها
أكبر شركة نفط صينية استأجرت «شادن» في يناير
تدفق النفط الخام بغزارة إلى خارج الولايات المتحدة على وشك الاستفادة من دفعة قوية رئيسية، إذ تختبر أكبر موانئ التصدير في البلاد واحدة من أكبر الناقلات لتحمل شحنة تصدير كبيرة للمرة الأولى. وإذا نجحت هذه التجربة، فإنها سوف تشكل بداية صادرات منتظمة من ميناء لويزيانا النفطي العائم، وسوف تمثل خطوة تحول في قدرة أميركا على تصدير إنتاجها المتزايد من الخام، الذي بات مصدر قلق في أسواق النفط العالمية. ومن شأن القدرة على تحميل ناقلات خام كبيرة جداً – قادرة على حمل مليوني برميل– أن تخفض بصورة بارزة من تكلفة نقل الشحنات إلى الخارج.
وذكرت منصة التصدير على موقعها على الشبكة العنكبوتية، أنها تختبر ناقلة فائقة القدرة بعد تعديلات أدخلت عليها في السنة الماضية لتمكينها من تصدير الخام. وتظهر معلومات شحن جمعتها بلومبيرغ وشركة رصد الشحنات « كبلر» أن الناقلة مملوكة للسعودية وتدعى «شادن» وهي مستأجرة من قبل أكبر شركة نفط صينية في الشهر الماضي.وكانت «لوب» قطعة حيوية من البنية التحتية للطاقة الأميركية طوال أكثر من ثلاثين سنة وتقوم بمعالجة المستوردات من شتى أنحاء العالم، إضافة إلى جمع الخام، الذي يضخ من مكامن المياه العميقة في خليج المكسيك. وقالت شركة «لوب» على موقعها على الويب، إنها أرست الناقلة الفائقة، وبدأت إجراءات اختبارها وفحصها بطريقة مفصلة، من دون أن تضيف المزيد. وكانت الشركة قد أفادت في شهر يوليو بأنها سوف تسعى إلى إثارة اهتمام العملاء في خدمات التحميل وتعديل منشآتها بغية السماح للميناء للعمل بصورة «توجيهية ثنائية» لمعالجة الصادرات.
عنق الزجاجة
أصبحت البنية التحتية مثل خطوط الأنابيب والموانئ عنق الزجاجة الأكبر في صادرات النفط الأميركية مع استخدام التجار في بعض الأوقات لسلاسل تعقيدات لوجستية تشمل الخطوط الحديدية والشاحنات وخطوط الأنابيب والمراكب والتحويل من سفينة إلى سفينة بغية إخراج الخام من البلاد. ومع تخطي إنتاج الولايات المتحدة المستوى الأعلى القياسي البالغ عشرة ملايين برميل في اليوم الذي تحدد في عام 1970 بدأت بيوت التداول وأصحاب خطوط الأنابيب والموانئ بالاستثمار في بنية تحتية جديدة لشحن المزيد من الخام الأميركي إلى الخارج.وفيما كان يتم إلى حد كبير تصدير الخام الأميركي باستخدام الناقلات الفائقة كانت الموانئ الأخرى ضحلة جداً من أجل التحميل التام، مما يعني أن على السفن الأصغر حمل عدة شحنات إلى السفن العملاقة والانتظار للتحميل الى الخارج. وبسبب عمق المياه حولها كان على «لوب» السماح لأكبر الناقلات بالتحميل في مرة واحدة.وبحسب معلومات «آي اتش اس ماريتايم» تملك شركة النقل البحري السعودية الناقلة «شادن» وقد غادرت أكبر ميناء للتصدير في الشرق الأوسط في العشرين من شهر ديسمبر الماضي وفرغت شحنتها في خليج المكسيك بالولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر. وتظهر معلومات بلومبيرغ، أن الناقلة استؤجرت في الشهر الماضي من قبل شركة «يونيبك» وهي أكبر شركة تجارية في الصين وهي وحدة ضمن تشاينا بتروليوم آند كيميكال كورب أو سينوبك وهي أكبر مصفٍ للنفط في الصين.ومن غير الواضح أي فئة من الخام سوف تحملها «شادن»، كما أن «لوب» متصلة بخط أنابيب من 48 بوصة إلى وجهة تخزين في كلوفلي على بعد 25 ميلاً داخل الصين وهي تزود في العادة المصافي الأميركية.وكانت الولايات المتحدة رفعت في أواخر سنة 2015 حظراً استمر 40 عاماً على معظم صادرات النفط وأعادت رسم خريطة الطاقة الدولية مع إرسال الخام الأميركي إلى مناطق تشمل سويسرا والصين وإسرائيل وحتى دول عربية غنية بالنفط مثل الإمارات. وكان حظر التصدير، الذي سمح فقط ببعض الاستثناءات قد فرض في أعقاب حظر النفط بقيادة المملكة العربية السعودية في 1973 و1974. ومنذ رفع الحظر ارتفعت صادرات النفط الخام الأميركي إلى مستويات قياسية بلغت 2.1 مليون برميل بزيادة عن نسبة طفيفة قبل عقد من الزمن، وأصبحت الصين ودول آسيوية أخرى أكبر مشترٍ الخام الأميركي.